Oliver كتبها
- السيد المسيح له المجد سمح لإبليس أن يجربه لأسباب عديدة.أهمها أنه يقدم لنا نموذجاً للإنتصار على حيل الشيطان.ثم لأنه يريد أن يثبت لنا أنه لم يستخدم لاهوته ليترفع عما يواجه البشر من متاعب و حروب.كما أنه بسماحه لإبليس ليس بتجربته فحسب بل بأن يأخذه من عند الحجارة إلى جناح الهيكل ثم إلى جبل عال أوقع إبليس فى شك في طبيعة هذا الذى تألم مجربا.ًمجاراة المسيح لإبليس كانت بإرادته لأجل خلاصنا.و ليمنح الذين ثبتوا معه في التجارب أن يكونوا معه في الأمجاد.
 
-إبليس يجربنا لكي يشككنا في بنويتنا لله أما عند المسيح فقد جاء ليتحقق من كونه إبن الله بالحقيقة لذلك بدأ أسئلته الثلاثة ب (إن كنت إبن الله) و صار رد المسيح له المجد حاسماً عند الصليب. 
 
- لا يمكن أن يفهم إبليس فكر التواضع لذلك نجح المسيح فى إخفاء طبيعته عن إبليس حتي آخر سؤال طرحه عليه رئيس الكهنة كما كرره اللصان.إن كنت أنت إبن الله فخلص نفسك و إيانا.سأل إبليس على ألسنة الجميع و لم يصل إلى إجابة قاطعة عن شخص المسيا العجيب.فهو الذى يجوع و يحتمل ثم ينتصر على إبليس في زمن لم يكن أحد ينتصر على إبليس.يرد بالمكتوب في زمن تم غش المكتوب فيه من قبل الكتبة و الفريسيين.حيرة إبليس بدأت بالتجربة و إنتهت بالصلب حين تم قيده في الجحيم.
 
- تجربة تحويل الحجارة إلى خبز في البرية هي حالة الجوع و الإحتياج التى يتجرب بها النساك.و التجربة التي على جناح الهيكل هي التي يتجرب بها الرتب الكهنوتية و سكان الهياكل.و تجربة الجبل العال هي التي يتجرب بها كل من يتبع ذاته و يرتفع ضد المسيح.و قد صارت تجربة الخبز أولاً لكي يتعرف إبليس على هوية المسيح.فلو لم يأكل و يشرب فإذن هو من تلاميذ يوحنا و لا يمكن أن يكون إبن الله و إذا أكل و شرب فهذا لن يخيف إبليس الذى كان بالخبز يكتشف و المسيح الخبز الحى كشف إبليس.
 
- الشيطان مساوم ماكر.لا يكشف أوراقه مرة واحدة.يبدأ عروضه بالحجر و يظل يداوم إغراءه حتى يعرض مملكة.من يرفض الحجارة يستطيع أن يرفض الممالك.من ينتصر في البرية يغلب من علي جناح الهيكل.التجارب تدرجت من حجارة عند القدمين إلى جناح الهيكل المرتفع ثم إلى الجبل العالى.فإن لم يسقط أحد من شهوته يسقط من رتبته و إن لم يسقط من رتبته يسقط من ذاته و كبرياءه.فربط الذات يبدأ برفض الشهوة.و ثبات رتبتنا في المسيح يسوع يأتي بالثبات في كلمة الله و رفض الكبرياء بالإنكسار قدام الثالوث. الإرتفاع على جبل الذات العالى بيع للنفس حين يصبح النزول خطراً و صعبا.ً
 
-عرض إبليس حجارة الأرض ثم طلب أن يلق المسيح بنفسه إلى الأرض ثم عرض حميع ممالك الأرض.كل العروض أرضية كلها من أسفل أما مسيحنا القدوس فهو من فوق و كل عطاياه ملكوت سماوى و حياة تسمو عن الأرضيات.جمال التجارب حين تفرز لنا الأرضيات عن السمائيات.
 
- لم يحدث من قبل أن صارت الحجارة خبزاً بل أنزل الرب المن من السماء و ليس من الحجارة.لم يحدث أن رمي أحد الأنبياء نفسه لكي تحمله الملائكة .لم يحدث أن الممالك كانت لإبليس يمنحها من يشاء.فكل حيل إبليس كذبات متوالية.خدع و خيالات.ليس لها أصل فى الكتاب المقدس لذلك يبست كالتينة التى لعنت  في التو لأن المسيح حاصر إبليس بدقة المكتوب لأنها كلماته.الإنجيل يحمينا فى التجارب و يكشف حيل إبليس.بقوة المسيح من يغلب شهوة البطن يغلب ذاته و من يغلب ذاته يغلب إبليس.
 
- تأملوا خدع الشرير.فهو لم يعرض سماً علي المسيح بل طلب خبزاً للجائع.لم يأخذه إلى مكان لهو بل إلى جناح الهيكل بالمدينة المقدسة أورشليم.لم يأخذه إلى جبل عال ليدفعه من فوقه بل ليمنحه ممالكاً.أنظروا كم تبدو حيل إبليس لابسة ثوب الطيبة و المنفعة.لهذا سقط المهرطقون و هلك المبتدعون وتبدد الذين بلا مرشد .الصلاة تنجينا و روح الله يرشدنا لكن ليس كل من يقول يا رب يا رب نتبعه.ليس من يأخذنا على جناح الهيكل يريد خلاصنا لكن من يأخذنا قدام المسيح لننسكب و نخشع.من يسجد لله بقلبه و روحه و جسده ينجو من فخاخ إبليس.