مؤمن سلام
يظن كثير من الأصدقاء أن الصفعة التي وجهها غازي أردوجان أغا لإخوته في الله من إخوان مصر قد تفيقهم من ثُباتهم الدجماطيقي ويعرفوا أن السياسة لا تعرف عدو دائم ولا صديق دائم أو بلغتهم لا تعرف "أخ في الله دائم ولا عدو الله دائم" ولكن تعرف مصلحة دائمة. إلا أن هذا لن يحدث، بفضل أفكار حسن البنا التى تأسست عليها العقلية الإخوانية التي تُسمى "أركان البيعة" وأحد هذه الأركان بجانب الطاعة التي يركز عليها الجميع، هى الثقة.
 
 أى الثقة في القيادة وفي قرارتها ومواقفها وسياستها، وانه ليس على الأخ أن يفهم أو يستوعب تماماً ما قامت به القيادة فهناك أشياء لا يمكن ذكرها أو شرحها أو تبريرها لأسباب أمنية أو سياسية أو تكتيكية، ويضربون المثل بصلح الحديبية عندما عقد النبي صلح مع قريش على خلاف رغبة كل المسلمين ثم اتضح بعد ذلك انه كان فتح عظيم، وأن المسلمين انصاعوا للنبي وقبلوا الصلح "ثقةً" منهم في القيادة.
 
فتأكدوا ان ما فعلوه أردوجان في اخوانه في الله قد نزل عليهم برداً وسلاماً إلا من كان منهم له قليل من عقل، فهم يرون الآن أن الخليفة العثمانلي لابد أن له دوافعه في هذا القرار وأن هذا حتى وان بدا ضد الإسلام فانه سينتهى بكونه فتح عظيم مثل صلح الحديبية.
 
من أخذه الفكر الإخوانجي إلى هذه المرحلة من الصدام مع الواقع الزماني والمكاني فهو لن يتراجع الآن، حتى لو تملكه الغضب من تنظيم الإخوان سيتركه ليكون إما داعشي أو إسلامي وسطي كيوت على مذهب أبو الفتوح والغنوشي والقرضاوي ومحمد عبده، ويظل يسبح في خرافات الخلافة وتطبيق الشريعة واستاذية العالم وفتح روما.مؤمن سلامم