جمال رشدي يكتب
نظام اردوغان ما إلا أداء تم إنشائها وإعدادها وتكوينها أيدلوجيًا وسياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا لاستخدامه في مخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد، تلك الأداء قامت بدور كبير عبر سنوات داخل هذا المخطط عن طريق تبني واحتضان وتدريب وتحريك واستخدام الحركات الراديكالية الإرهابية المتطرفة داخل هذا المخطط الجهنمي، وبما آن نظام اردوغان أداء مصنوعة من قادة هذا المخطط فبقاءه مرهون بنسبة ما تحقق من نجاحات أو إخفاقات.
 
المخطط ليس له نقطة بداية ونهاية زمنية،  بل هو دائرة يتم تغيير عجلة دورانها طبقا للظروف والمتغيرات التي تحدث في محيط تواجده، لان نقطة ونهاية المخطط هو "مملكة إسرائيل الكبري"المزعومة، ولذلك لابد آن نعلم آن كل الأحداث في السياسة العالمية تعمل علي خدمة ذلك المخطط من داخل دائرته التي تمثلها إسرائيل.
 
وخلال السنوات السابقة تم محاصرة المخطط وتحجيم مساحة تمدده، ولذلك تم هزيمته بشكل أربك جميع حسابات قادته وجعلهم يعيدون ترتيب عجلة دورانه طبقًا للمتغيرات التي حدثت داخل دائرة تواجده الجغرافية والسياسية.
 
ولذلك بدأ قادة المخطط التخلص من الأدوات القديمة لكي يستطيع الدوران داخل المتغيرات الجديدة، وبما آن نظام اردوغان احد الأدوات القديمة والتي سيشكل عائق كبير في دائرة المتغيرات الحديثة لدائرة المخطط، فقط تقرر التخلص من نظامه الاخواني، والرجوع بتركيا إلي علمانية ومدنية نظام حكمها المعتاد والمتوافق مع سياسة محيطها الأوربي والأسيوي والعربي.
 
والسؤال هنا لماذا هذا التودد والركوع السياسي من نظام اردوغان للنظام في مصر ولم يذهب إلي نظام اخر في المنطقة مثل إسرائيل أو دول الخليج مثلا ؟
الإجابة ،،،، لان هزيمة المخطط جاء عن طريق دول حورس المصرية، وتلك الهزيمة هي الأهم والاقوي في كل تاريخ المواجهات والحروب التقليدية والغير تقليدية التي حدثت في تاريخ العالم لأنها حرب وجود بين أكون ولا أكون والمنتصر فيها سيعلن تسيده علي قمة العالم. 
 
ربما يكون كلمات مقالي مبالغ فيها عند الكثير من القراء، لكن يعلم كل متابعي مقالاتي آن ما يحدث من سنوات ويحدث الان وسيحدث مستقبلًا  عن هذا المخطط قد كتبت عنه باستفاضة.
 
تحرك اردوغان جاء بناء علي تعليمات من قادة المخطط مدعومة من قادة الأخوان، والسبب هو محاولة إنقاذ حكم الأخوان في تركيا من السقوط والانهيار وبالتالي ستنتهي كل ديمومة جماعة الأخوان الإرهابية في العالم والمنطقة ومعها جميع الحركات الإرهابية. 
 
كل المؤشرات تقول آن نظام اردوغان سيسقط في الانتخابات الرئاسية التركية في عام 2023 بسبب العزلة الدولية والإقليمية التي فرضت علي هذا النظام كبداية للتخلص منه بعد انتهاء دوره الذي فشل فيه من وجهة نظر قادة المخطط.
 
وعلي اثر ذلك أثق كل الثقة في القيادة السياسية المصرية بأن لديها الرؤية المتسعة لكلمات المقال المذكورة .. ولابد آن تكون الخطوات نحو التقارب مع هذا النظام محسوبة بدقة حتي لا نعطيه قبلة الحياة والبقاء مرة أخري وعندها سيكون الوضع له حسابات أخري.