كتب – روماني صبري
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، بأن هنالك مواقع على الفيسبوك وعلى غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي والتي تبث سمومها من امريكا ومن غيرها من ألاماكن وهدفها إثارة الفتن والضغينة والكراهية في مجتمعنا الفلسطيني .

مضيفا في بيان :"
وهنا نتحدث بشكل خاص عن مواقع الكترونية تدعي حرصها على المسيحيين الفلسطينيين واستمرارية بقائهم في هذه الأرض المقدسة ولكن هؤلاء يعملون في إطار أجندات مشبوهة هدفها اقتلاع المسيحيين من هويتهم الوطنية وتهجيرهم وافراغ فلسطين من مكونها المسيحي والذي هو مكون اساسي من مكوناتها .

لا ننكر ان هنالك تعديات قد حدثت على اشخاص او على ممتلكات للمسيحيين في منطقة بيت لحم وفي غيرها من الاماكن ، وهذه ظاهرة مرفوضة ومدانة ومستنكرة من قبلنا جملة وتفصيلا ، ولكننا نرفض ان تستغل هذه الاحداث المؤسفة من قبل بعض اصحاب الاجندات المشبوهة في امريكا والمعروفة جيدا ما هي خلفياتهم وما هي انتماءاتهم وارتباطاتهم المخابراتية وعلاقاتهم مع جهات معادية للمسيحية المشرقية ولشعوب منطقتنا العربية وللفلسطينيين بشكل خاص.

نطالب السلطة الفلسطينية ومؤسساتها الامنية باتخاذ الاجراءات الرادعة الهادفة لوقف هذه التعديات وقد قمنا في الاونة الاخيرة بارسال عدة رسائل حول تعديات واستهداف لممتلكات ولاشخاص مسيحيين في منطقة محافظة بيت لحم وغيرها .

نتمنى من السلطة واجهزتها ان تقوم بدورها في حماية المسيحيين والا نسمح لاية جهة دخيلة مرتبطة بالصهيونية العالمية بأن تتدخل في شأن فلسطيني داخلي ، فالمسيحي الفلسطيني هو مواطن فلسطيني ويجب ان يحظى بالحماية وتطبيق القانون وان تمنع اية تعديات على الاشخاص وعلى الممتلكات وليس فقط بحق المسيحيين بل بحق كل المواطنين لاننا نعتقد بأننا شعب واحد في هذه الديار .

اما ان يخرج علينا بعض المأجورين الموظفين في مخابرات هنا وهناك لكي يستغلوا هذه الاحداث للترويج لثقافة الكراهية والطائفية فهذا امر نرفضه كمسيحيين وترفضه كنائسنا ونحن لا يمكننا ان نقبل بأن تستغل احداث او اعتداءات تحدث هنا او هناك من قبل هؤلاء المرتزقة وبعضهم ويا للاسف فلسطينيون يدعون الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا .

هؤلاء هم اعداء حقيقيون للمسيحية المشرقية واعداء حقيقيون لفلسطين ولقضيتها العادلة وهدفهم ليس حماية المسيحيين بل تهجير المسيحيين وافراغ فلسطين من مسيحييها ، وهي المؤامرة هي ذاتها التي عملوا من اجلها في سوريا والعراق وفي غيرها من الاماكن.

حذار من التعاطي مع هذه المواقع المشبوهة ونحن كمسيحيين فلسطينيين قادرون على ان ندافع عن انفسنا وخاصة عندما تحدث اعتداءات علينا وعلى ابناءنا وممتلكاتهم ولسنا بحاجة لان تستغل هذه الاحداث من قبل هذه الجهات المشبوهة التي لا تريد الخير لا للمسيحيين ولا لفلسطين ولا للمشرق العربي .

ما اكثر المتاجرين بهموم وهواجس المسيحيين في هذا المشرق وهم مرتبطون بجهات مشبوهة ويتاجرون بالقضايا المسيحية المشرقية ولكن اهدافهم لا علاقة لها بها .

نقول بأننا لا يمكننا ان نقبل بأن يتم التعدي على ممتلكات للمسيحيين او على شخصيات مسيحية لا في منطقة بيت لحم ولا في غيرها من الاماكن وهذا الموضوع يجب ان يعالج من قبل السلطة الفلسطينية والمؤسسات الامنية صاحبة الشأن لكي نسحب البساط من تحت ارجل المتآمرين المخططين للنيل من وحدتنا واخوتنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد .

لن يتمكن هؤلاء المتاجرين بالقضايا المتعلقة بالمسيحيين في فلسطين وفي هذا المشرق من حرف بوصلتنا ولن نتخلى عن انتماءنا الفلسطيني مهما حاولوا نزعنا واقتلاعنا من هويتنا الوطنية .

نحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى والمسيحية انطلقت من ديارنا وهي ليست سلعة مستوردة من الغرب حيث يجلس هؤلاء المحرضين المتاجرين بكل قضية او مسألة يتعرض لها المسيحيون في هذا الشرق .

بلادنا مهد المسيحية والحضور المسيحي لم ينقطع فيها منذ اكثر من الفي عام وهذا الحضور باق رغما عن كل التحديات والعثرات والصعوبات وستبقى اجراس كنائسنا تقرع مبشرة بقيم المحبة والرحمة والتسامح والاخوة الانسانية .

نعود ونجدد مطالبتنا للاجهزة الامنية الفلسطينية باتخاذ اجراءات صارمة لردع اولئك الذين يعتدون على المواطنين المسيحيين الفلسطينيين واملاكهم ومؤسساتهم لا بل على كل المواطنين لكي لا يستغل هذا الملف من قبل جهات معادية لا تريد الخير لشعبنا ولقضيتنا العادلة .