كتب – روماني صبري 

سلط الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، الضوء على عيد الشرطة وحريق القاهرة الضخم الذي اندلع في مثل هذا الشهر يوم 26 يناير عام 1952 داخل منشآت العاصمة والتهم  700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ.
 
نتذكر فيه وطنية الشرطة 
وقال عيسى خلال تقديم برنامجه "حديث القاهرة"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، هناك أيام تاريخية لعظمتها، وهناك أيام تاريخية أيضا ولكن كونها شهدت وحشية وجريمة وكوارث، لافتا :" من الأيام العظيمة، يوم 25 يناير عام 1952، وهو اليوم الذي نحتفل به حتى اليوم ونطلق عليه (عيد الشرطة المصرية)، كون رجالها اتخذوا موقفا وطنيا شجاعا في مواجهة الاحتلال والاستعمار." 
 
لافتا :" عيد الشرطة لا علاقة له بحدث داخلي، بل هو يرتبط بحدث وطني في مواجهة عدو محتل، ورغم ذلك الإعلام مقصر في تسليط الضوء على تفاصيل هذا الموقف البطولي، فقط الاهتمام بالمناسبة، والمشهد وطني مش مجرد احتفاء بمؤسسة مدنية داخل جهاز الدولة.
 
هل ثمة أعمال فنية ترصد الموقف البطولي ؟   
مضيفا :" الحاجة المهمة والغريبة كمان انه مع كل السنين دي والرغبة الشديدة في تقديم بطولات الشرطة، إلا إن مفيش أي فيلم أو عمل درامي يقولنا ليه بنحتفل بعيد الشرطة يوم 25 يناير، موضحا :" إعادة تنشيط الاحتفال بعيد الشرطة من انجازات الرئيس الراحل محمد حسني مبارك." 
 
واستطرد الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، قائلا :" ففي فترة جمال عبد الناصر والسادات، عيد الشرطة لم يكن هذا اليوم الجلل اللي المصريين يحتفلوا بيه كما حدث في عهد مبارك مع الحضور الشديد لوزير الداخلية حبيب العادلي في المشهد الحكومي المصري حينذاك." 
 
حرج منه في عهد الناصر 
كما لفت :" عيد 25 يناير والذي انبثق من بطولات الشرطة في مواجهة الاحتلال تم التعامل معه برغبة في طمسه والكتمان عليه بل والانتقاص منه، وكان ثمة حرج شديد من الاحتفال بهذا اليوم في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كون الاحتفال كان بحزب الوفد، وعظمة حكومة هذا الحزب عام 1952 وكذا عظمة وزير الداخلية المصري فؤاد سراج الدين وكان الرجل حقوقي.
 
قرار الدين الشجاع 
وتابع :" حيث قرر سراج الدين الدفاع عن الأرض بتعاون قوات الشرطة مع الشعب ضد المحتل، لأنه كان ممنوعا على الجيش المصري التصدي للانجليز عام 1952، وبالفعل نجحت الشرطة في مقاومة أكثر من 3 ألاف جندي انجليزي بالإسماعيلية." 
 
وبخصوص الحديث عن حريق القاهرة، قال عيسى، قبل هذا الحريق بشهرين، شهدت مصر أول مظاهرة مليونية حقيقية صامتة ضد الانجليز، شارك فيها مصطفى النحاس، وكانت في نية واضحة للتخلص من حزب الوفد ومن حكومته التي تقاوم الانجليز، عبر حريق القاهرة، والذي تم إخماده من قبل الشرطة المصرية." 
 
الحريق لم يكن غضب شعبي 
وتساءل :" من الذي احرق القاهرة؟، واحذر من التعامل مع حريق القاهرة باعتباره غضب شعبي، وللأسف بعض الفوضويين المصريين بيتعاملوا معاه على انه غضب شعبي على الوضع في مصر وقتها، وهذا (هطل)، مستطردا :" مالها المحال والمقاهي والبارات بالغضب الشعبي، ولم يمس الحريق أي محل انجليزي!، عدا بنك باركليز." 
 
الخيانة 
لافتا :" ضربة الخيانة الأولى جاءت عبر خروج البعض احتجاجا وتظاهرا ضد الانجليز على ما حدث في الإسماعيلية، رفضا لما حدث لأخواتهم هناك، وتم استغلال هذا الاحتجاج حتى انطلق صوب كازينو الأوبرا الذي تم حرقه، ثم شب الحريق في كل مكان." 
 
 هل حرض الملك فاروق على حريق القاهرة؟
 
لافتا :" تم اتهام الملك فاروق بأنه السبب في الحريق وفي كل البلاوي اللي حصلت، وشفنا ألأفلام اللي بتمجد ثورة يوليو تتهمه بحريق  القاهرة، وكل هذه الاتهامات (هراء) وعارية من الصحة وكلام فارغ لا يستقيم مع أي دراسة تاريخية حول حريق القاهرة." 
 
هتفوا الله اكبر 
مشيرا :" اتهم البعض الضباط الأحرار بحريق القاهرة، وهذا اتهام لا دليل له، وكان اتهم جمال عبد الناصر جماعة الإخوان بتنفيذ حريق القاهرة، حيث كانت الهتافات "الله اكبر ولله الحمد"، لا ليسقط الملك أو تسقط حكومة النحاس، جانب أن 80% من الحرائق استهدفت محلات اليهود والبارات والأندية.