كتب – روماني صبري 

أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي الجديد، جو بايدن أول محادثة هاتفية بينهما، وأكدا على ارتياحهما للتوافق حول تمديد معاهدة ستارت والتي تنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الإستراتيجية للبلدين ، بيان الكرملين أفاد بأن الرئيس الروسي هنأ نظيره الأمريكي بمناسبة توليه مهامه الجديدة، وأن تطبيع العلاقات بين البلدين سيخدم مصالحهما والمجتمع الدولي برمته، مشيرا إلى مسؤوليتهما الخاصة عن دعم الأمن والاستقرار في العالم ، فما هي آفاق التعاون والتقارب بين موسكو وواشنطن في عهد الديمقراطي بايدن؟ .

 

معاهدة ستارت تصب في صالح العالم 

للحديث حول هذا الملف، قال قسطنطين بلوخين، خبير سياسي واستراتيجي، المحادثة بين الرئيسان حدث مهما للغاية، حيث لم يكن مجرد اتصال هاتفي روتيني بين زعيمان، بل توصلان خلاله لتمديد اتفاق الأسلحة الهجومية الإستراتيجية.

 

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، هذا الاتفاق يصب في مصلحة البلدين، وروسيا مرارا وتكرارا في عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب، كانت تدعو شركاتها الأمريكية لبدء هذا الحوار، وربما ترامب لم يكن لديه الرغبة لهذا الحوار، أما الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن تختلف عن سابقاتها، لاسيما فيما يتعلق بالحد من التسلح.

 

لافتا :" لدى بايدن نقطة ايجابية أساسية تجاه روسيا وهي استعداده لبدء الحوار مع موسكو، أما عن نتائج العلاقات بين البلدين في مجال الحد من التسلح فهي تخص مستقبل وأمان العالم كله، لأن هذين البلدين يمتلكان 90% من الترسانة النووية، ودون هذا الاتفاق كان هناك سباق مفتوح بين روسيا وأمريكا بخصوص التسلح." 

 

روسيا الآن خصم وشريك 

ولفت دكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جورج تاون"، كان هناك رغبة في التوصل إلى اتفاق سريع حول اتفاق ستارت لتخفيض التسلح النووي بين البلدين، قبل نهاية هذا الشهر." 

 

  مشيرا :" لكن في الوقت نفسه يجب أن نتذكر أن الديمقراطيين أجمالا كان لديهم موقفا أكثر تشددا تجاه العلاقة مع موسكو، وخاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب، والذي على الرغم من تبنيه مواقف متشددة إلا انه كان دائما يقول انه يسعى لتحسين العلاقة مع روسيا."

 

لافتا :" لم نسمع حتى الآن على الأقل أي تصريح من قبل الإدارة الأمريكية  بان هناك رغبة كما عبر رؤساء سابقين للولايات المتحدة عن إعادة إطلاق العلاقات مع روسيا، ولكن من الواضح أيضا أن الرئيس بايدن يريد أن يبقي فرصة أو مجال من العمل الدبلوماسي في المجالات التي تخدم مصالح البلدين.

 

مستطردا :" ولكن هناك بعض النقاط المهمة المثيرة لأنها ربما تفتح البابا قليلا أمام احتمال تحسين العلاقات، فوزير الخارجية الجديد عندما قدم شهادته أمام الكونجرس قال ان روسيا هي خصم وشريك، بينما في الوقت ذاته وصف الصين بالخصم لم يذكر كلمة شراكة وهذا مؤشر على انه ربما يتم النظر إلى الدولتين بطريقتين مختلفتين، فأمريكا كانت تعتبر روسيا والصين خصمان لها." 

 

علاقات ستحكمها البراجماتية 

ومن جانبه وصف ناصر فياض الخبير القانوني، الرئيس بايدن بالدبلوماسي والسياسي المخضرم، لافتا :" بايدن له الكثير من العلاقات في العالم ومنها مع روسيا، وهو إنسان يختلف عن الرئيس الأسبق ترامب، ويمتلك رؤية جانب انه "برجماتي"، ويعرف أن بلاده تجمعها علاقات كثيرة ببلدان العالم لاسيما مع روسيا." 

 

مضيفا، المحادثة بين الرئيس بايدن ونظيره الروسي بوتين، تعطي بوادر إقامة علاقات دبلوماسية وسياسية مختلفة بين البلدين في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة، علاقات ستحكمها البراجماتية والهدوء."