سليمان شفيق
تركيا تحاول تثبيت موقفها ولكن كل تقدم مصري يبعدها
لأول مرة منذ ستة أعوام، أجرى وفد أمني مصري رفيع المستوى الأحد محادثات في العاصمة الليبية طرابلس، واجتمع مع وزيري الداخلية والخارجية بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة. وبحث الاجتماع "التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين". وتأتي الزيارة في وقت تتزايد فيه التهديدات في المنطقة، خاصة بعد توعد المشير حفتر  بالرد العسكري على الوجود التركي في غرب ليبيا.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن "وزير الداخلية المفوض عقد اجتماعا أمنيا رفيع المستوى مع الوفد المصري الذي يزور طرابلس"، وبحث الاجتماع "التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين".

كما نوقشت "سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار وما توصلت اليه لجنة 5+5 من أجل تأييد المجهودات الأممية بشأن الحوار السياسي والخروج من الأزمة الراهنة بالطرق السياسية والسلمية"، وفقا للبيان.

وأفاد محمد القبلاوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية عبر تويتر أن "الوفد المصري وعد الجانب الليبي بإعادة عمل السفارة في طرابلس في أقرب الآجال، والاتفاق على ضرورة وضع حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية الليبية للعاصمة القاهرة".

ونفى القبلاوي أن يكون الوفد المصري قد قدم أي شروط إلى الجانب الليبي، وقال "الزيارة كان الغرض منها التطرق للعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لطبيعتها، والتعاون بين البلدين في مجالات عدة.

 والوفد المصري هو الأول على هذا المستوى الذي يزور العاصمة طرابلس منذ العام 2014، في ما يعكس تقاربا مصريا مع حكومة طرابلس التي اتهمت القاهرة مرارا بتقديم دعم عسكري للمشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا.

وتأتي الزيارة عقب يوم من زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار لطرابلس، حيث توعد المشير حفتر وداعميه، في حال تعرضهم للوجود التركي في غرب ليبيا.

كانت أنقرة قد توعدت  الأحد بالرد على أي استهداف لقواتها الموجودة في ليبيا. وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من أن بلاده ستعتبر المشير حفتر وأنصاره "الجيش الوطني الليبي" "أهدافا مشروعة" في حال تم مهاجمة وحداتها في هذا البلد المغاربي. وكان طرفا النزاع في ليبيا وقعا في أكتوبر الأول اتفاقا لوقف إطلاق النار المهدد اليوم بالانهيار بسبب عودة التوتر

جاء ذلك علي لسان وزير دفاعها تحذيرا شديد اللهجة للمشير حفتر، الذي تبسط قواته سيطرتها على شرق البلاد، في حال استهداف وحداتها العسكرية الموجودة على تراب هذا البلد المغاربي.

وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأحد من أن بلاده ستعتبر قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر وأنصاره "أهدافا مشروعة" إذا ما حاولوا مهاجمة القوات التركية في المنطقة.

وأضاف أكار في تصريحات أدلى بها خلال زيارة للقوات التركية في طرابلس أن قوات حفتر وأنصاره "لن يكون أمامهم مكان يفرون إليه" إذا هاجموا القوات التركية، وقال إن تركيا ستستهدفهم "في كل مكان

وتركيا هي الداعم الخارجي الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية ، التي تتخذ من طرابلس مقرا والتي تقاتلت مع قوات شرق ليبيا ،الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر على مدى سنوات.

ووقعت حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في أكتوبر اتفاقا لوقف إطلاق النار. وتسعى الأمم المتحدة الدفع نحو حوار سياسي بهدف إجراء انتخابات العام المقبل لتسوية الأزمة.


وإثر شن قوات المشير خليفة حفتر العام الماضي هجوماً للسيطرة على طرابلس، استعادت حكومة الوفاق بدعم تركي السيطرة على غرب ليبيا بالكامل إثر معارك انتهت مطلع يونيو الماضي بانسحاب قوات حفتر باتجاه مدينة سرت.

ونجحت الجهود الدبلوماسية في وقف الأعمال العسكرية، وتوجت بتوقيع اللجنة العسكرية الليبية (5+5) في جنيف برعاية أممية نهاية أكتوبر الماضي، اتفاقا لوقف إطلاق النار بشكل دائم في انحاء البلاد.

وتعيش ليبيا فوضى منذ سقوط معمر القذافي في العام 2011 وهي اليوم منقسمة بين معسكرين متنافسين هما حكومة الوفاق ومقرها طرابلس والمعترف بها من الأمم المتحدة، وسلطة في الشرق يمثلها المشير حفتر.

هكذا تحاول تركيا افساد الدور المصري لتوحيد ليبيا لانها تدرك ان اي تقارب مصري مع حكومة الوفاق تعني انهاء دور الاخوان المسلمين وابعاد الارهابيين الذين ارسلتهم تركيا الي ليبيا .