هاني صبري - المحامي
شهدت منطقة حلوان جريمة اغتصاب طفلة معاقة ذهنيًا على يد زوج جدتها من ناحية الأم.

حيث قام المتهم العجوز باستغلال  ظروف مرض الطفلة المعاقة ذهنيًا، وعمرها 13 عاماً للاعتداء عليها وقام باغتصابها أكثر من مرة، وعاشرها معاشرة الأزواج، ونتج عنها حمل الطفلة.

هذه جريمة نكراء يندى لها الجبين، واغتصاب لبراءة طفلة مريضة ، تجرد المتهم والجدة من جميع مشاعر الإنسانية وانعدمت الرحمة من قلبهما، وساقهما الشيطان لإشباع رغباتهما الجنسية، مستغلين طفلة معاقة ذهنيا لا حول لها ولا قوة، ومستغلين ظروفها العقلية دون مراعاة حرمة أى شئ، ونفذا مخططهما الشهوانى الشيطاني بالاتفاق فيما بينهما علي أن تقدم له الطفلة المعاقة ذهنياً مقابل الزواج العرفي منها.

وقد ألقت شرطة مباحث القاهرة، القبض علي الجدة من ناحية الأم، وتم تحرير محضر بالواقعة الذي ثبت فيه تواطؤ الجدة في الجريمة بالاشتراك مع المتهم الرئيسي زوجها الهارب ويكثف رجال المباحث جهودهم للقبض عليه.

كما تم إخطار النيابة العامة، التى تولت مباشرة التحقيق، والتى أمرت بعرض المجني عليها على مصلحة الطب الشرعي، وتسليمها إلى جدتها من ناحية الأب لتولي رعايتها.

أن ما اقترفه المتهم الهارب بحق الطفلة المعاقة ذهنياً يعد جريمة اغتصاب مكتملة الأركان. قد تصل فيها العقوبة للإعدام.

حيث نصت المادة 267 من قانون العقوبات المستبدلة بالمرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011 على أنه: "من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجني عليها لم يبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان الفاعل من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادماً بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة" .

تعريف الاغتصاب في القانون المصري يعني أن يتّصل الرجل جنسياً بالمرأة دون رضاها.

أن هذه الجريمة المشينة بحق الطفلة المعاقة ذهنياً تتوافر فيها أركان جريمة الاغتصاب بركنيه المادي والمعنوي، وتوافر الظرف المشدد للعقوبة.

أولاً : توافر الركن المادي لتلك الجريمة ويتكون من عنصرين فعل الوقاع وعدم رضاء المرأة.

١- فعل الوقاع يقصد به اتصال رجل بامرأة اتصالا جنسيا طبيعيا غير مشروع، وهذا ما حدث في هذه الجريمة الماثلة، حيث إن الطفلة حامل في الشهر الثاني من المتهم الهارب.

٢- عدم رضاء المجني عليها الطفلة معاقة ذهنياً غير مدركة لما يحدث لها وتعتبر موافقتها على الاتصال الجنسى غير قانونية مهما كان عمرها لأنها لا تملك الإرادة على القبول أو الرفض، وبدل من رعايتها وحمايتها ومراعاة مرضها يتم اغتصابها.

ثانياً : الركن المعنوي وهو القصد الجنائي، ويعد متوافرا في حالة توافر العلم والارادة لدي الجاني.

* توافر الظرف المشدد للعقوبة حيث إن المشرع رصد عقوبة الإعدام في جريمة الاغتصاب إذا اقترنت بإحدى الظروف المشددة الواردة في القانون على سبيل الحصر، وهذه الظروف تتحقق إما لسن المجني عليها أو لتوافر صفة معينة في الجاني أو بسبب ما يتمتع به من نفوذ على المجني عليها فيسيء استعماله. وفيما يأتي نوضح حالات التشديد:

1-إذا كانت المجني عليها لم تبلغ سنها 18 سنة ميلادية.
2-إذا كان الجاني من أصول المجني عليها.
3-إذا كان الجاني من المتولين تربيتها أو ملاحظتها.
4-. إذا كان الجاني خادما بأجر عند المجني عليها أو عند من تقدم ذكرهم.

وبناءً على ذلك، يجب أن يُوقّع العقاب المُشدد لجناية الاغتصاب علي المتهم لذلك يجب عدم استعمال الشفقة أو الرحمة مع المتهم كما نأمل سرعة ضبط المتهم وإحالته هو والجدة إلي محاكمة جنائية عاجلة، وتوقيع أقصى عقوبة مقررة عليهما في القانون وذلك لتحقيق الردع العام والخاص، ولمنع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء التي تهدد أمن المجتمع.