كشف تقرير طبي أن رجلا أصيب بفشل عضوي بعد أن حقن نفسه بالفطر "السحري"، الذي يحتوي على العقار المخدر السيلوسيبين.

 
ووفقا لتقرير حالة نُشر هذا الأسبوع في مجلة Journal of the Academy of Consultation-Liaison Psychiatry، قامت عائلة الرجل البالغ من العمر 30 عاما، بإحضاره إلى قسم الطوارئ في ولاية نبراسكا الأمريكية، بعد أن لاحظوا أنه بدا مرتبكا.
 
وكان الرجل مصابا باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، وفقا للأطباء الذين كتبوا تقرير الحالة، وأنه لم يكن يتناول أدويته، لذلك كان يمر بنوبات الهوس والاكتئاب.
 
ويعرف الاضطراب ثنائي القطب في السابق، باسم الاكتئاب الهوسي، وهو عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات العاطفية (الاكتئاب).
 
وقالت عائلته إنه خلال الجلسات الأخيرة المتعلقة بحالته، كان يبحث عن كيفية تقليل استخدامه للمواد الأفيونية، عندما قرأ عن إمكانات السيلوسيبين، العقار الموجود في الفطر المخدر، والمعروف أيضا باسم الفطر السحري، لعلاج أعراض الاكتئاب والقلق.
 
وفي الواقع، تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن السيلوسيبين يمكن أن يكون علاجا مفيدا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والذين لم ينجحوا في استخدام مضادات الاكتئاب التقليدية.
 
وفي السابق، أجرى باحثون في مستشفى جونز هوبكنز وجامعة نيويورك عدة دراسات صغيرة على مرضى السرطان الذين عانوا من القلق والاكتئاب نتيجة لتشخيصهم. وبعد إعطائهم السيلوسيبين، أبلغ غالبية المرضى عن تحسن في هذه الأعراض فورا بعد العلاج وبمرور الوقت.
 
ومع ذلك، لا ينبغي حقنه، وهو ما فعله الرجل في الواقع. وعندما يرغب الناس في تناول الفطر المخدر، فإنهم يأكلونه كما هو أو على شكل مسحوق يوضع في الشاي.
 
ولكن الرجل قام بغلي الفطر في الماء، وتصفيته، ثم حقنه في مجرى الدم. وبعد يومين، بدأ يشعر بالتعب الشديد، وتقيؤ الدم، وأصيب باليرقان، والإسهال، والغثيان. ونقلته عائلته بعد فترة وجيزة إلى المستشفى.
 
وبعد الفحوصات اكتشفوا أنه مصاب بخلل في الكبد، وكليتاه لا تعملان بشكل صحيح، وبدأ يعاني من فشل عضوي.
 
وكشفت عينات الدم عن شيء أكثر إثارة للصدمة، وهي أن الفطر، الذي يزدهر في الأماكن المظلمة، بدأ في نمو الفطريات في مجرى دم الرجل، ما تسبب في المشاكل الصحية المذكورة أعلاه. وذكر تقرير الحالة أنه كان بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي للتنفس وتصفية دمه من السموم.
 
واحتفظ الأطباء بالرجل في المستشفى لمدة 22 يوما وأعطوه مضادين حيويين وعلاجا مضادا للفطريات، ووُصفوا له مواصلة تناوله على المدى الطويل بعد مغادرته المستشفى.