بقلم جورج حبيب ( سيدني-استراليا )
 
اراد احد الاشخاص ان يشتري شاليها في احد المنتجعات -وقد ترك البائع تليفونه بالاعلان بعد ان وصف المكان والشاليه وصفا دقيقا مبرزا كل النواحي التجميلية  والامكانات المتاحه 
 
ولما كان المشتري متشوقا لشراء الشاليه بعد هذا الوصف الرائع من البائع-قرر ان يسال عن السعر -ولم يتردد في ان يطلب المشتري ليساله عن الثمن -وكذلك سائلا اياه ان يرسل المزيد من الصور 
 
واجابه البائع ذاكرا الثمن-وفوجئ المشتري ان الثمن باهظا-لذا طلب البائع وذكر له ان الثمن عال للغاية -وبدا يناقشه في السعر-ولكن البائع كان رده-سيدي لا تناقش الان -ولكن عندي فكرة  الا وهي ان اعطيك الشاليه لمدة يومان لتقيم به وتتمتع بكل امكاناته وتراه علي الطبيعة -وهذا هدية مني ودون اية تكلفة تذكر-واذا لم يعجبك فلا عليك شيئ-وفي النهاية لن تخسر شيئا-وما عليك الا ان تاخذ اجازة لمدة يومين لتعاين وتري وتقيم بالشاليه-بعدها يمكنك مناقشة السعر
     تعجب المشتري لهذه الفكرة الرائدة والجديدة من قبل البائع-وردد في نفسه انها لفرصة رائعة ااخذ فيها اجازة من اعمالي الروتينيه واستمتع بما سمعت عنه ولم تره عيناي-فكم من كثيرين حكوا ووصفوا عن جمال المكان وامكاناته التي تذهب العقل ويقف عن وصفها بكلمات
 
ولعل هذه القصة قد ارسلت الي بفكرة قفذت الي فكري -ان القديس يوحنا الحبيب حين وصف السماء والعرش الالهي واورشليم الجديده ومنظر رب المجد الجالس علي العرش -والذين اتوا من الضيقة العظيمة -وان في اورشليم الجديدة بالسماء لا يوجد حزن ولا ضيق ولا الم -بل والموت لا يوجد فيما بعد-وان الله سيجلس مع القديسين وسيمسح كل دمعة من عيونهم-بل وسيتقابل اولاد الله جميعهم معا -وسنري مارجرجس ومارمينا والعذراء مريم والقديسة دميانه-بل والدينا واهالينا ومحبينا جميعهم الذين سبقوا وسافروا قبلنا-وكيف سيستقبلوننا بالترحاب ويقوموا بالتجوال معنا في اورشليم الجديدة باعتبار انهم الاقدم فيها وقد علموا كل شيئ عنها -ولديهم معلومات عن الاثني عشرة بابا بها والي اين يتجه كلا منهم
 
بعدها  قلت القديس بولس الرسول اختطف للسماء الثالثه ولم يكن يعلم اهو فيالجسد ام بالروح-وراي ما لم تره عين وما لم يخطر علي قلب بشر-ما  اعده الله لمحبي اسمه القدوس  (  1 كو 2 : 9    )
 
 قلت في نفسي لماذا لا افعل كما فعل مشتري الشاليه وااخذ اجازة لمدة قصيرة واقدمها الي الله طالبا منه ان يريني في فترة الاجازة القصيرة هذه اورشليم الجديدة التي راها يوحنا الحبيب-وكذلك ما عاينه بولس الرسول-ولعل ذلك يكون لي دافعا لاجاهد كثيرا دافعا كل ما لدي من امكانات لافوذ بهذا المكان بعد ان عاينته  ( كما عاين مشتري الشاليه وتمتع به ) لذلك بعدها لم يناقش في الثمن-واصر ان يحصل عليه ومهما كان الثمن باهظا
 
تري هل من الممكن ان يوافق الله علي الاجازة-كما وافق للقديس يوحنا والقديس بولس -وهم قد عاينوا ورجعوا للارض ثانية -ولكنهم علموا ان الامر يستحق التضحية بكل غال-ولعل هذا ما جعل بولس يصرخ لي اشتهاق ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا ( في 1 : 23  )
 انها مجرد اجازة تشويقية-صحيح اننا لسنا في قامة كيوحنا الحبيب-وبولس الرسول-لكنها مجرد شهوةولو لمدة ثواني