​حقيقة غريبة من نوعها كشفها الباحثون عن عدد ساعات اليوم، فمن المعروف أنها 24 ساعة ولكن وفقا لما تم إعلانه فإن عدد الساعات بدأ يتناقص بسبب دوران الأرض حول محورها بشكل أسرع من المعتاد.
 
وشرح بيتر ويبرلي، كبير الباحثين في مجموعة الوقت والتردد في المختبر الفيزيائي الوطني البريطاني، أن العام الحالي 2021 يشهد دوران الأرض بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الخمسين عاما الماضية، ما يعني مرور الوقت أسرع، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
 
وكانت الساعات الذرية تحتفظ بسجلات فائقة الدقة لطول النهار في فترة الستينات، ووجدت أنه على مدار الخمسين عامًا الماضية استغرقت الأرض أقل من 24 ساعة «86400 ثانية» لإكمال دورة واحدة، ولكن في منتصف العام الماضي 2020، انعكس هذا الاتجاه طويل الأمد وأصبحت الأيام الآن أقصر بانتظام من 86400 ثانية.
 
ويكون دوران الأرض حول محورها أسرع من المعتاد ولذلك فإن طول اليوم المعتاد أصبح أقصر قليلا من 24 ساعة، ويناقش مراقبو الوقت في العالم حاليا ما إذا كان سيتم حذف ثانية من وقت للآخر بسبب التغيير، وإعادة مرور الوقت بدقة إلى مساره مع دوران الأرض، والحل الذي تم التوصل إليه هو إضافة «الثانية الكبيسة السلبية» 
 
وأكد «بيتر» أنه تعتمد الأقمار الصناعية وأجهزة الاتصالات على الوقت الحقيقي المتوافق مع التوقيت الشمسي، والذي يتم تحديده من خلال مواقع النجوم والقمر والشمس، ومن أجل الحفاظ على هذه العلاقة المتناغمة سليمة، وأضاف مراقبو الوقت في الخدمة الدولية لدوران الأرض ومقرها باريس سابقًا ما يسمى بـ«الثواني الكبيسة» إلى اليوم، حدث هذا 27 مرة منذ السبعينيات، وآخرها ليلة رأس السنة الجديدة 2016.
 
معهد البحوث الفلكية: الأمر لا يؤثر على الأرض
وأوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ البحوث الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن ما يحدث مع عدد ساعات اليوم ناتج عن سرعة الدوران «سرعة دوران الأرض حول نفسها بأكون غير منتظمة، وكل كام سنة بيشوفوا الساعة المفروض تتقدم ثانية أو تتاخر ثانية».
 
وأكد «تادرس» في حديثه لـ«الوطن»، أن الأمر يخص ضبط التوقيت فقط الناتج عن عدم انتظام دوران الأرض، وجاذبية القمر، والمدار الذي تدور فيه الأرض، والميل الخاص بها.
 
وبمراجعة دوران الأرض، يؤخر العلماء الوقت أو تقديمة «لو ناقص بيزوده ثانية ولو زائد بيقللوه ثانية».
 
ما هي الثانية الكبيسة؟
ويعتمد حساب الوقت فلكيا أساسا على سرعة دوران الأرض حول نفسها وهي تبدو أحيانا غير منتظمة بالنسبة للساعات الذرية، ولكي يتم ضبط الفارق بين التوقيت الذري والتوقيت الفلكي، ابتكر العلماء التوقيت العالمي المنسق «UTCK للمساعدة فى تقليص الفارق الزمني بينهما، لأنه من المستحيل تغيير سرعة دوران الأرض حول نفسها ولكن من السهل تعديل الساعات الذرية، فمن هنا جاءت فكرة الثانية الكبيسة، وفقا لـ«تادرس».
 
وعدد ساعات اليوم هو أمر من صنع الإنسان مثل خطوط الطول والعرض، ويختص بتحديد سرعة دوران الأرض الأجهزة والقياسات وهيئة الأرصاد، ولا يؤثر على الأرض في أي شيء أو على النشاط الإنساني أو البيئة.
 
 
الجمعية الفلكية بجدة: الأمر ليس مقلقا 
وقالت الجمعية الفلكية بجدة تعليقا على ذلك الأمر، إن الأمر ليس مقلقا، فمن المعروف أن دوران الأرض حول محورها يختلف قليلاً طوال الوقت بسبب التغيرات في الضغط الجوي والرياح وتيارات المحيط وحركة نواة كوكبنا.
 
وشرحت في بيانها، «عندما ينحرف الوقت الفلكي المحدد بالوقت الذي تستغرقه الأرض لتكمل دورة واحدة حول محورها عن التوقيت العالمي الموحد بأكثر من 0.4 ثانية، يتم تعديل التوقيت العالمي الموحد، وهذه التعديلات كانت حتى الآن تتألف من إضافة «ثانية كبيسة» إلى العام في نهاية يونيو أو ديسمبر، لجعل الوقت الفلكي يتزامن مع الوقت الذري، حيث استخدمت هذه الثواني الكبيسة لأن دوران الأرض كان يتباطأ منذ أن بدأ القياس الدقيق بالأقمار الصناعية في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات».
 
فوائد وعيوب الثواني الكبيسة
تعد الثواني الكبيسة مفيدة للتأكد من أن الأرصاد الفلكية متزامنة مع وقت الساعة، ولكنها قد تكون مشكلة لبعض تطبيقات تسجيل البيانات والبنية التحتية للاتصالات، لذلك اقترح بعض العلماء في الاتحاد الدولي للاتصالات ترك الفجوة بين الوقت الفلكي والذري يتسع حتى تكون هناك حاجة إلى إضافة «ساعة كبيسة»، مما يقلل من تعطل الاتصالات، واذا حدث ذلك سيتعين على علماء الفلك إجراء تعديلاتهم الخاصة في حينه.
 
ومن الناحية التاريخية فإن الوقت قائم على دوران الأرض حول محورها بالنسبة للأجسام السماوية، ولكن ومع اختراع الساعات الذرية أصبح الوقت يعطى بشكل أكثر دقة.