كتب – روماني صبري 
تقدم المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، اليوم الاثنين، بالتهنئة لأبناء الرعية الأرثوذكسية في القدس بمناسبة قرب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يوم الخميس المقبل وهو السابع من يناير حسب التقويم الشرقي .
 
وجاءت تصريحاته لدى استقباله عددا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في القدس : 
 
نتمنى لكم الصحة والعافية والقوة ونتمنى بأن يكون العام الجديد عام انتصار على الوباء وعام خير ومحبة واخوة انسانية ونبذ لكافة مظاهر العنصرية والكراهية في اي مكان في هذا العالم، رسالتنا كانت وستبقى كمسيحيين فلسطينيين رسالة المحبة والاخوة والرحمة والسلام فنحن ننبذ مظاهر العنف بكافة اشكالها والوانها وهذا ما اكدناه في وثيقة الكايروس الفلسطينية كما اننا نرفض كافة المظاهر العنصرية والتحريض المذهبي والتطاول على الرموز الدينية فهذه سلوكيات لا يمكن تبريرها بأي شكل من الاشكال وهي مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا استنادا الى قيمنا ومبادئنا الاخلاقية والانسانية والروحية والوطنية .
 
نرفض ان يقوم احد بصب الزيت على النار واثارة الفتن وبث سموم الكراهية والعنصرية في مجتمعاتنا فنحن بحاجة في هذه الظروف التي نمر بها الى مزيد من الُلحمة والاخوة والتعاضد بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد ومن يسعون الى تمزيقنا وشرذمتنا واثارة الضغينة في صفوفنا وبين ظهرانينا انما لا يريدون الخير لشعبنا ولقدسنا ولقضيتنا الوطنية العادلة .
 
نحن اصلاء في هذه الارض المقدسة ونرفض ان يخاطبنا احد بلغة الاقلية او الجالية فنحن لسنا عنصرا مستوردا او غريبا في هذه الارض المقدسة فنحن كنا ومازلنا وسنبقى بناة حضارة وثقافة وفكر ومحبة واخوة بين كافة مكونات هذا المشرق وهذا الوطن الجريح .
 
لا يمكننا ان نقبل بأن يسيء احد إلى المسيحية ورموزها وتاريخها وتراثها وعراقة وجودها في هذه الارض المقدسة كما اننا نرفض ان تتم الإساءة للآخرين ولاي ديانة من الديانات ونحن والمسلمون في هذه الارض المقدسة شركاء في الانتماء الانساني وفي الانتماء الوطني دفاعا عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
 
القدس مدينة مقدسة لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ونحن نرفض ان يدعي احد بأن القدس له وليست لسواه فالقدس ليست حكرا على احد وهي مدينة تتميز بتاريخها وتراثها واصالتها ومقدساتها وهي بالنسبة الينا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين عاصمتنا الروحية والوطنية .
رفع سيادته الدعاء والصلاة من اجل جميع المصابين والمحجورين ومن اجل ان يزول هذا الوباء سريعا من بلادنا ومشرقنا وعالمنا ولكي تعود الحياة الطبيعية مع تمنياتنا بأن تكون حقبة ما بعد الكورونا افضل من سابقتها وان تكون اكثر عدلا وانصافا وانحيازا لقضايا العدل والحق ونصرة المظلومين وخاصة شعبنا الفلسطيني .