كتب – روماني صبري

تستمر التصريحات والتحركات من إيران والولايات المتحدة لتزيد التوتر بين الطرفين، ومع اقتراب ذكرى مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بغارة أميركية قرب مطار بغداد، عادت التهديدات الإيرانية بالانتقام لمقتله، تهديدات دفعت بواشنطن لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة عبر إرسال مجموعة من الأسلحة الإستراتيجية، بدءا بناقلة طائرات وكذلك قاذفات بي 52، إضافة لغواصة، وبالأمس، تم الإعلان أن واشنطن قررت سحب ناقلة الطائرات لتعود للساحل الغربي للولايات المتحدة، فيما بدت خطوة تناقض تصريحات صدرت بذات الوقت من البنتاجون مفادها أن مستوى التهديد الإيراني في أعلى مستوى منذ مقتل سليماني العام الماضي، فكيف نفسر هذه الخطوات؟ وهل تقدم إيران على خطوة تصعيدية قبل أيام من قدوم الإدارة الأميركية الجديدة؟.

التهديد الإيراني تغير
لمناقشة هذه التطورات، قال مصدق بور، الكاتب والباحث السياسي، إيران مصممة على الانتقام، لكننا لاحظنا بعض التغييرات في هذا الشأن، ففي الأيام الماضية كان التهديد الإيراني يرتكز على القطاعات والقوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة، لافتا :" لكن عندما ننظر إلى البيان الإيراني، نلاحظ أن تهديد طهران بات يركز على الضالعين في عملية اغتيال سليماني."

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، والضالعين في العملية معروفين، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن بشكل رسمي وبكل صراحة أمام كاميرات الإعلام، بأنه من اصدر قرار الاغتيال.
 
وتابع :" شارك في عملية الاغتيال، ضباط من القواعد الأمريكية المتواجدة في العراق، وهم ساهموا فيها من خلال توفير تسهيلات التنفيذ وبالتالي هؤلاء من تريد طهران الانتقام منهم.

عبر الميليشيات الشيعية

لوحت إيران مرارا ومؤخرا تحديدا، بان الانتقام ممكن أن يأتي من الداخل الأمريكي، وردا على ذلك، قال ماثيو برودكسي، كبير الباحثين بمعهد جولد للاستراتيجيات، هناك مجموعات إرهابية ودول راعية للإرهاب، والولايات المتحدة طبعا تراقب كل ذلك، ومستعدة لصد تداعيات مقتل سليماني والعالم الإيراني النووي فخر زادة الذي يعتقد انه قتل من قبل إسرائيل منذ أسابيع في طهران.

مضيفا :" بكل تأكيد الولايات المتحدة وحلفاؤها : الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، دول من الممكن أن تستهدفها إيران، والأخيرة ربما ستحاول الانتقام لقاسم سليماني وزادة، عبر وكلاءها وبعض الميليشيات الشيعية من خلال إطلاق هجمات من اليمن أو من سوريا والعراق."

لافتا :" ستفعل إيران أي شيء يسمح لها بإنكار مسؤوليتها عن أي عمليات إرهابية تستهدف هذه الدول، حيث ستقول وقتها :"لم تنطلق الهجمات من طهران بل من إحدى الميليشيات"، وسيكون ذلك خطأ من قبلها، ولكن الولايات المتحدة وكل دولة حليفة لها مستعدة لإيران."

تحاول حفظ ماء الوجه
وفي سياق الأزمة، لفت محمد السلمي، رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، نمر بالذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني، بالتالي هناك تهديدات من الجانب الإيراني لحفظ ماء الوجه بعد مرور عام كامل دون أي عملية انتقامية، لذلك صرحت إيران قبل أيام بأنها غير مسؤولة عن أي عمليات تنفذها الميليشيات المسلحة في الداخل العراقي أو غيره.

مضيفا :" من الواضح أن إيران لن تنفذ عمليات انتقامية مباشرة تستهدف الولايات المتحدة، من داخل أراضيها، وقالت صراحة :" أنها مسؤولة فقط عن العمليات التي تصدر من طهران، ولان الجانب الأمريكي يدرك الإستراتيجية الإيرانية قال ان أي عمليات تقوم به الميلشيات الإيرانية في العراق سنعتبرها إيرانية، ما عكس أن التوتر قائم بين البلدين."

ورأى :" ولا اعتقد ان إيران ستتهور خلال هذه المرحلة لان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لازال يحكم ولديه كامل صلاحيات رئيس الولايات المتحدة، بالتالي قد يقوم بأي عمليات رد فعل ضاربة وقوية ضد طهران حال هاجمت بلاده، مشيرا :" والبيان الإيراني حول انتقامها من أشخاص ضالعين في مقتل سليماني كما قلت جاء لحفظ ماء وجهها أمام الموالين لها كونها تعجز عن الرد."