كتب – روماني صبري 
سلط المفكر والطبيب خالد منتصر، الضوء على الجدل المثار حول لقاحات فيروس كورونا التاجي المستجد، وماذا فعل الفيروس بعلوم الطب، لافتا :" ثمة لغط حول اللقاح الروسي والصيني ولقاح شركة فايزر وأيضا لقاح جامعة أكسفورد.
 
معاناة العلماء 
مضيفا في فيديو عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ظهر أكثر من لقاح ضد الفيروس خلال هذه الفترة، ولماذا كل هذا اللغط والجدل حول اللقاحات؟، لافتا :" واجه العلماء صعوبة داخل المعامل وهم يعملون على إيجاد لقاح للفيروس.
 
وواصل :" لنا أن نتخيل أن أي لقاح، في الظروف العادية لا يخرج للنور إلا بعد سنوات كثيرة من بدء العمل عليه، فثمة لقاحات تأخذ 5 سنوات وأخرى أخذت 10 سنوات، موضحا :" اللقاح يختلف عن الدواء، فأبحاث اللقاحات تتم على الأصحاء وليس المرضى عكس الأدوية.
 
الفرق بين تصنيع اللقاحات والأدوية 
لافتا :" علميا لابد أن يختبر العلماء اللقاح خلال مراحله داخل المعامل على أجساد الأصحاء، وغير مسموح بهامش خطأ حتى وان كان بسيط، وتابع :" من الممكن ظهور أعراض جانبية بسيطة تختفي سريعا، لكن غير مسموح بأخطاء كبيرة."  
 
مشيرا :" خلال تصنيع الدواء من الممكن تجربة دواء للسرطان مثلا رغم أن من أعراضه الجانبية ارتفاع إنزيمات الكبد ووظائف الكلى، كون المرض الذي يخترع له الدواء أكثر خطورة من هذه الأعراض.
 
مستطردا :" من هنا تأتي صعوبة أبحاث اللقاحات، وكذا صعوبة عزل المادة الجينية الخاصة بالفيروس وما إلى آخرة، ايه بقى اللي عامل اللغط ده كله حول لقاحات كورونا في العالم كله ؟ وفي لقاحات ناجحة جدا زي لقاح شلل الأطفال، الذي أنهى كارثة ومأساة شلل الأطفال في العالم.
 
وسائل التواصل السبب 
ولفت المفكر والطبيب خالد منتصر، لقاح شلل الأطفال الناجح أخد وقت طويل أيضا حتى تم طرحه، ولقاحات كتير ظهرت ولم تشهد هذا اللغط، ومرد ذلك إلى : 
 
-ان كل اللقاحات قبل لقاحات الكورونا، توصل لها العلم قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تثير الجدل الآن، فالعالم في الماضي كان يعمل وسط أجواء تضج بالهدوء داخل معمله دون أن يراه الناس.
 
موضحا :" حاليا أصبح البشر يبصرون معامل العلماء "لايف"، بسبب وسائل الاتصال الحديثة، حاملين لهم السياط حتى يبتكرون لهم اللقاحات على عجل جراء خطورة الجائحة، لذلك سأقول أنهم معذورون.
 
مشيرا :" لذلك لم تحظى اللقاحات الجديدة ضد كورونا بالصرامة والهدوء والتأني خلال العمل عليها، عكس اللقاحات السابقة للأمراض الأخرى، وتابع :" العالم لما يشوف الناس شيفاه "لايف" أكيد سيصاب بالتوتر وهيشتغل على اللقاح وهو متسربع.
 
وكشف منتصر، ثمة 3 مراحل يمر بها أي لقاح وأي دواء، وأي اكتشاف طبي، وهي : المرحلة الأولى وتشمل التجارب المعملية، والمرحلة الثانية ( التجارب على الحيوانات)، ثم المرحلة الثالثة (التجارب على البشر).
 
خسر الطب جراء كورونا 
مستطردا :" وكذا يتم عمل مجموعات ضابطة ومجموعات مقارنة وتنشر الأبحاث في "المجلات العلمية المحكمة"، ليحكم فيها المتخصصين في المجال، ويكون ذلك بمنتهى الجدية والصرامة والوسوسة.
 
موضحا :" بعد الانتهاء من الفاكسين مش بيتم طرحه في الأسواق، لازم تخصيص فترة  لاكتشاف هل اللقاح يسبب أعراض جانبية أم لا ، وهناك أدوية تم طرحها في الأسواق وتم رفعها بعدها كونها تسبب أعراض جانبية." 
 
وأشار المفكر والطبيب خالد منتصر :" تصنيع الأدوية واللقاحات مسألة بتاخد وقت طويل جدا بالسنين، والاستعجال جعل الطب خسر كتير في معركته مع كورونا، خسر كرامته وصرامته ومنهجه الدقيق جدا جدا، كذلك خسر الطب وسوسته."