كتب – روماني صبري 

 
أعياد بدون احتفالات عائلية كبيرة وبدون العاب نارية، في العديد من البلدان يتوجب على الناس هذا العام التخلي عن التقاليد المحببة لديهم حيث يصعب السيطرة على فيروس كورونا التاجي المستجد، ففي ألمانيا فرض إغلاق عام حتى العاشر من يناير المقبل على اقل تقدير ويشمل ذلك إغلاق المحال التجارية وأسواق عيد الميلاد، وفي العديد من المناطق يسري حظر تجول ليلي وحظر للمشروبات الكحولية في ألاماكن العامة وإغلاق للمدارس، وفي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا تجري عمليات التطعيم ضد الفيروس لكن الوضع في المستشفيات ودور رعاية المسنين لا يزال سيئا، في المقابل بدأت الآن دول أخرى مثل ايرلندا بتخفيف القيود بعد إغلاق صارم.
 
القرار غير مقبول 
قرار العودة إلى الإغلاق في دول أوروبية هل تأخر كما يقول المنتقدون أم جاء في وقته؟، وردا على السؤال، قالت رشا الخضراء ناشطة ومدونة، لابد أن ننظر في هذا الموضوع من منظور طبي، وربما القرار تأخر." 
 
مضيفة خلال حلولها ضيفة على فضائية "دويتشه فيله"، لو كانت اعتمدت الحكومات قرار الإغلاق في شهر نوفمبر أو أكتوبر لكانت الشعوب حظيت بفرصة الاحتفال بشكل موسع بالأعياد.
 
لافتة :" الشعوب تستبد بها حالات نفسية صعبة جراء تداعيات الجائحة، لذلك اعتماد قرار الإغلاق قبل أعياد الميلاد "غير مقبول"، بالنسبة لغالبية الناس." 
 
حدث استهتار 
لماذا لم تتعلم الدول الدرس من الموجة الأولى وانتظرت حتى تفشت الموجة الثانية؟، شدد محمد مسعاد الكاتب الصحفي، على أن هذا احد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا، لافتا :" بعد تفشي الموجة الأولى في ألمانيا، رأينا تفاعل ايجابي ومجابهة للفيروس إلى حد ما، وكانت الحكومة تقول ان الأمور تحت السيطرة." 
 
مردفا :" حدث استهتار بالجائحة في فترة الصيف، حتى عادت أرقام الإصابات ترتفع لتعرف البلاد الموجة الثانية من الجائحة، موضحا :" بعض الدول استطاعت أن تخرج من هذا "المطب" مثل بلجيكا كونها فرضت إغلاقا صارما أدى إلى انخفاض الإصابات بالفيروس التاجي، وبخصوص من يتحمل مسؤولية تفشي الموجة الثانية (الشعب أم الحكومة)، قال مسعاد :" المسؤولية مشتركة بشكل عام ، لكن المسؤولية الأكبر تقع على الساسة." 
 
لافتا :" لنستشهد بتجربة برلين، فالمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، في بداية أكتوبر كانت واضحة ودعت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمجابهة عدوى الفيروس لكن بعض حكام الولايات رفضوا ذلك بشكل قاطع، وها هم الآن يعترفون بارتكابهم أخطاء لكن بعد ارتفاع الإصابات واستفحال الأزمة.
 
الأرقام مخيفة       
ولفت الطيبي السعداوي، خبير في الشؤون الاقتصادية، إلى أن حكام الولايات في ألمانيا الذين رفضوا قرار الإغلاق الصارم، كانوا يريدون الخروج من الأزمة بأقل ألأضرار.
 
مردفا :" ما هي الخطورة التي يمكن التركيز عليها .. الخطورة الاقتصادية أم الاجتماعية أم الشق الصحي؟، فالأرقام مخيفة من حيث الحالات الحرجة في البلاد وارتفاع الوفيات، - حيث رصدت الصحة الألمانية أكثر من 24 ألف إصابة جديدة وأكثر من 900 وفاة أخر 24 ساعة، ما رفع عدد الإصابات إلى مليونا و554 ألفا و920 حالة، فيما تخطت حصيلة الضحايا 27 ألف حالة-."  
 
لافتا :" بالنسبة للشق الاقتصادي، كانت هناك ضغوطات لعدم اللجوء إلى إغلاق تام حتى أخر لحظة، وهو ما تم بالفعل، وهناك سيناريوهات متعددة منها انه لو لم تصعد الأرقام بهذه الدرجة لكان الوضع أفضل كما في الموجة الأولى وكنا أشادنا بالنموذج الألماني وللأسف هذا لم يحدث، لافتا :" وبشكل عام أرى ألمانيا اقتصاديا أفضل من دول كثيرة."