قلم: نبيل صموئيل
أصبحت الصوره المكرره والمألوفة للتعبير عن قبول الآخر وعن الوحدة الوطنيه واللُحمه الإجتماعيه صوره شيخ معمم يسلم علي ويحضن كاهن بلبس الكهنوت،  ومؤخرا قام قومي المرأه بمبادره غير مسبوقه تكوين في فريق من واعظات الأوقاف وراهبات وخادمات الكنائس المصريه فأٌضيفت صوره لمحجبه مع راهبه أو غير محجبة، 
 
وهي صور إيجابيه في مجملها لجهود حثيثه في مواجهه الحاله الثقافيه التي تسود مجتمعنا منذ عقود طويله،
 
وهي من الصور الدلالية والتي تحاول ان تٌظهر تغيرا إيجابيا في مجتمعنا بعد أن أصابته منذ فتره السبعينيات وما بعدها حاله من التطرّف الفكري السلفي الماضوي، ومما أحدث حاله ثقافيه مختلفه عما كنا نعيشه قبل ذلك، وخاصه مع تدهور المؤسسات التربويه والثقافية والإعلامية، وظهرت هذه الحاله في صور وأساليب مختلفه في الملبس والمأكل في طرق السلام والتحيه علي بَعضُنَا البعض، 
 
ومع تفشي مع هذه الحاله الثقافيه الغريبه علينا ظهرت موجه إنعزاليه من  بعض المؤسسات كالمدارس والانديه والمؤسسات الدينيه من الكنائس والجوامع وغيرها من المؤسسات المرتبطه بالتنشئه تُقصر في عضويتها وفِي جمهورها لتقديم الخدمات الصحيه والتعليمية  والرياضية وغيرها علي أتباع معينين فقط ودون المختلفين في الديانة والمذهب والمظهر وغير ذلك من مظاهر التمييز والتي لم تكن سائدة في مجتمعنا وثقافتنا قبل هذه الحقبة من الزمان. مما زاد حده التفتت الإجتماعي والثقافي.
 
ولما إشتدت وتيره هذه الحاله وشعر البعض بخطورتها بدأت مبادرات حميده تستهدف عوده الحاله الثقافيه التي كان عليها المجتمع قبل هذه الحقبة من الزمان. وللأسف يقوم البعض بمحاولة استخدام وإظهار هذه الصور  المكرره للتعبير عن الوحدة الوطنيه واللُحمه الإجتماعيه وقبول الآخر.
 
وفِي راييي أن المطلوب أن تستيقظ مؤسساتنا التربويه والإعلامية والثقافية والدينيه في أنحاء مصرنا العزيزه لإعاده النظر في مناهجها وأدواتها وآلياتها والعاملين فيها والقائمين علي إدارتها والتخطيط لها لإصلاح هذه الحاله الثقافيه التي نُقلت إلينا وزرعت فينا، 
 
وأن تتسع رؤيتها لتصبح القيم الإنسانيهً العابره لكل إختلافاتنا وتنوعنا البشري الخلاق محورها الأساسي، فليس الإختلاف فقط في الدين أو العقيده إنما يتسع تنوعنا البشري الخلاق لعديد من الإختلافات والتعددية، فالقبول الإنساني يتخطى الدين ويتعدد الي اللون والنوع الإجتماعي والملبس والمأكل واساليب الحياه، والوضع الإجتماعي والإعاقه والفكر السياسي وغيرها من مظاهر التنوع والتباين الذي خلقنا عليه خلقاً بديعاً  ومكملين ومتناغمين مع بَعضُنَا البعض.
فالدعوه هنا أن تنهض كل مؤسساتنا التربويه والثقافيه والإعلاميه والدينيه لتسعي بجهود موحده ومتكامله نحو التجديد الثقافي التنويري المرتكز علي القبول الإنساني والتنوع البشري الخلاق.