بقلم / نجيب محفوظ نجيب
ها هى تجلس فى هدوء أمام النهر ... تتأمل فى صمت ... عيناها ثابتتان ...  يبدو و كأنها ترحل فى عالم غير منظور ... أقتربت منها ... لم تشعر بى ... همست إليها قائلة : " فيما تفكرين ؟! " ... تنبهت لوجودى ... ألتفتت إلى و بصوت هادىء قالت لى : " أفكر فى المعنى الحقيقى لحياتى " ... قلت لها : " و هل تجدين لها معنى حقيقى ؟! ... أجابت :" نعم ... فعندما يفيض قلبى حبا لإلهى ... و عندما أقدم حياتى قربانا على مذبح الحب الإلهى من أجل المسيح و من أجل أحبائى ...  أكون قد وجدت المعنى الحقيقى لحياتى ... " .
 
تركتها و مضيت فى طريقى ... حتى أقتربت من أحد البيوت القديمة... و عندما قرعت الباب ... فتحت لى إمرأة عجوز مقعدة ... هى ليست من أقربائى ... و لكن ليس لها سواى ... فأنا الذى أعتنى بها و أرعاها و معها فقط أشعر أنه أصبح لحياتى معنى ...