بقلم / نجيب محفوظ نجيب
كان الجو يُنبىء بقدوم عاصفة ... فالرياح تشتًّدُ ... والرمال تتحرك في كل إتجاه ... وأنا لا أزال فى سيارتى ... وإشارة المرور لا تزال خضراء.... ُأحاول أن أستعين بالصبر لكى لا يتملكنى شعور الغضب ولكن بعد أن طال الانتظار.... بدأت أبواق السيارات تعلن عن غضبها وإحتجاجها... وهنا ظهرت شابة في العشرينات من العمر ... عيناها صغيرتان ... شعرها بنى قاتم ... ترتدى فستاناً ... تحمل بين يديها مناديل ورقية تحاول أن تبيعها لتكسب قوت يومها ...
تطرق زجاج كل سيارة ... ولا أحد ُيعيرُها اهتماماً ... 
 
تحاول وتحاول ... ولكن دون فائدة ... فالكل قد تجًّمد...
 
وعندما أصبحت الإشارة حمراء... إنطلقت السيارات كأسير تخلص من أسره... أخذت الفتاة تبحث عن الرصيف وأرادت أن تعبر... ولكن هيهات... فلا أحد يُريد أن يقف ليسمح لها بالعبور ... وفي إحدى مُحاولاتها للعبور... إختل توازنها فسقطت ... ظن البعض ان إحدى العربات قد صدمتها ... ولكنها نهضت بعد أن ساعدها بعض المارة دون أن يصيبها أى أذى ... أمسكت بالمناديل ... وأنتظرت حتى ُتصبح الإشارة خضراء ... لكى تحاول وتحاول ... لعلها تستطيع أن تبيع شيئاً ... تكسب به قوت يومها ...