باحثون: بايدن سيأخذ موقفا متشددا من تركيا أكثر من ترامب

كتب – نعيم يوسف

خلال أقل من 24 ساعة، أعلن قادة الاتحاد الأوروبي، عن فرض عقوبات على النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب سلوكه في منطقة شرق المتوسط، وبعدها بساعات قليلة، صدق الكونجرس الأمريكي، على توقيع عقوبات على أنقرة بسبب شراءها لمنظومة "إس 400" الروسية.

تحديات أمام تركيا
وقال مدير مركز بركسيل الدولي، رمضان أبوجزر، إن هناك تحد أمام الأوروبيون للرد على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومجرد موافقة القادة الأوروبيين على العقوبات يعني أنهم جميعا اتفقوا على ذلك، والجديد أن هذه العقوبات تزامنت مع عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة، لتكون العقوبات مزدوجة على النظام المقبل.

وأضاف "أبوجزر"، أن الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض عقوبات أشد في شهر مارس المقبل، وحينها يكون الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، في البيت الأبيض، وهو له مواقف أكثر شدة تجاه أنقرة، وتتوافق مع مواقف الاتحاد الأوروبي، وأنقرة حاليا في موقف صعب.
وأشار مدير مركز بركسيل الدولي، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، إلى أن ألمانيا التي كانت عرابة الحوار بين الاتحاد الأوروبي، أعربت مؤخرا عن خيبة أملها في مواقف تركيا، لافتا إلى أن أنقرة فشلت في ابتزاز الاتحاد الأوروبي بملف اللاجئين، والاتحاد سوف يفرض على تركيا عقوبات قوية شهر مارس المقبل الذي سيكون كارثيا على أنقرة.

وقت لتنفيذ العقوبات

أما مصطفى أوزجان، الكاتب والمحلل السياسي، فقال إن تنفيذ العقوبات الأوروبية يتطلب وقتا، ما يمنح أنقرة تنفيذ بعض الإصلاحات، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي لم ينساق وراء اليونان وقبرص وفرنسا، الذين كانوا يريدون توقيع عقوبات شديدة على تركيا، إلا أن الاتحاد أكد أيضا أن تركيا جزءا منه.

واعترف "أوزجان"، في لقاء مع القناة، بأن الاتحاد الأوروبي بالفعل كشر عن أنيابه تجاه تركيا، إلا أن بعض هذه الدول مثل ألمانيا غير راضية على العقوبات الموقعة على أنقرة.

ولفت الكاتب والسياسي التركي، إلى أن الاتحاد الأوروبي يعاقب تركيا على بعض الأخطاء التي يقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان، وعلى الأوروبيين ألا ينزلقوا إلى مواقف اليونان، ويكونوا عادلين في الحكم بين تركيا واليونان.

تركيا.. وموقفها من المنطقة
في السياق، قال ريتشارد ويتس، الباحث من واشنطن، إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت لديها رؤية مختلفة، مشيرا إلى أن تركيا ليست من الغرب، وهي تنقسم بين آسيا والغرب، وكثيرون يريدون التأني في فرض العقوبات خشية انتقال تركيا إلى التقارب من روسيا، ولكن الأمر وصل إلى أن الأغلبية يدعمون العقوبات على تركيا.

وأكد الباحث الأمريكي، أن سيد البيت الأبيض سيتغير قريبا، وساكنه الجديد لن يرفع العقوبات على تركيا إلا إذا رأى تغييرا حقيقيا في موقفها.
وشدد الباحث الأمريكي، في لقاء مع القناة، أن تركيا ترى نفسها لها الحق في لعب دور في الدول المحيطة، وهي في الواقع سوف تحتاج إلى مساعدة الغرب، وبعض الآراء تقول إن العلاقات بين أنقرة والولايات المتحدة سوف تستأنف بعد وصول "بايدن" إلى البيت الأبيض، ولكن هذا لن يحدث.