تحل اليوم الذكرى الـ19 على إعادة افتتاح برج بيزا المائل بعد 11 سنة من الإغلاق والصيانة، حيث افتتح في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر من عام 2001، بتكلفة بلغت 27 مليون دولار أمريكي من دون إيقاف ميلان البرج.

برج بيزا المائل، هو برج جرس كاتدرائية مدينة بيزا الإيطالية، كان من المفترض ان يكون البرج عموديا ولكنه بدأ بالميلان بعد البدء ببناءه في أغسطس 1173م بفترة وجيزة، ويقع بجانب كاتدرائية بيزا "ساحة المعجزات"، ويقع برج بيزا في إيطاليا بمدينة بيزا في ولاية توسكانا، وبدأ بنائه عام 1173 ميلادية، ودام بنائه 199 عاما، وعرف باسم برج بيزا المائل لوجود ميلان به وانحراف عن المستوى العمودي.
 
يتكون من ثمانية طوابق مبنية من الرخام الأبيض على الطراز الروماني بارتفاع 56،2 متر وبه درج مبني داخل الجدران يتألف من 294 درجة، (مجهز حاليا بمصعد كهربائي)، وميله واضح للعيان حيث يبلغ نحو 18 قدما (الميل أكثر من خمس درجات)، ويقال بأن سبب هذا الميلان هو رخاوة وهبوط في التربة المبني عليها البرج.
 
ظهر هذا الميلان منذ المراحل الأولى لبناء هذا البرج، لكن المعماريين استمروا في البناء على أساس نفس الميلان، وفي عام 1275 ميلادية عندما كانوا يبنون الدوريين الرابع والخامس من البرج حاول المعماريون تحريك مركز ثقل البرج لتلافي الميلان ولكن يبدوا انهم لم يفلحوا بذلك، وحتى الآن تجري محاولات لوقف الميلان وذلك بإقامة دعامات ساندة.
 
ومنذ عام 1990 أغلق البرج ومنع السياح من تسلقه لأنه معرض للانهيار في كل لحظة. ارتفاع البرج هو 56،2 مترا عن سطح الأرض، وتقدر كتلته ب14،500 طن. والميل الحالي يقدر ب 5.5 درجة، وللبرج 294 درجة، ارتبط برج بيزا بالعالم الإيطالي الشهير غاليلو غاليلي جاليلي وتجربته عن التعجيل الأرضي.
 
بدأ إنشاء البرج في 8 أغسطس 1173 م، وبعد بناء الطابق الثالث عام 1178، مال البرج وتوقفت أعمال البناء لقرن، وفي 1272م، تم بناء أربعة طوابق إضافية بزاوية بهدف تعديل الميلان، وتوقفت الأعمال مرة أخرى عام 1301، وفي عام 1372 بني آخر الطوابق ووضع الجرس في البرج، وهناك خلاف حول هوية المعماري الذي بنى برج بيزا المائل.
 
ولسنوات كان بونانو بيزانو يعتبر المعماري الذي بناه، وهو فنان معروف من القرن الثاني عشر من بيزا، مشهور بأعماله البرونزية، وخاصة في كاثدرائية بيزا، وبناء البرج الذي بدء في 1174 على يد بونانو بيزانو، واستكمل بعد توقف طويل على يد جوفاني بيزانو وتم في النصف الثاني من القرن الرابع عشر على يد تومازو دي أندريا بيزانو.
 
ويروى ان جاليليو جاليلي أسقط كرتين (قذائف مدفع) ذوات كتل مختلفة من هذا البرج لتوضيح أن سرعة سقوطهما لا تعتمد على كتلهما، وهذه القصة، بالرغم أنها على لسان تلميذ لغاليليو، تعتبر خاطئة بشكل واسع. أمر بينيتو موسوليني بأن يعاد البرج إلى وضعه الأفقي، فتم صب الإسمنت في أساساته. كانت النتيجة غير متوقعة وجعلت البرج يغوص أكثر في التربة.
 
خلال الحرب العالمية الثانية، دمر الجيش الأمريكي كل الأبراج في بيزا تقريبا، خوفا من احتمال وجود قناصة في الأبراج، وكان تفجير برج بيزا مخطط له أيضا، ولكن قرارًا جاء في اللحظة الأخيرة بالانسحاب أنقذ البرج من التدمير، وفي 27 فبراير 1964، طلبت الحكومة الإيطالية مساعدات لمنع البرج من السقوط. فتم تعيين مجموعة متعددة الأطراف من المهندسين، الرياضياتيين والمؤرخين واجتمعوا في جزر أزوريس لمناقشة طريقة تثبيته.
 
وبعد عدة عقود من البحث والعمل حول الموضوع، تم إغلاق البرج أمام الزوار في يناير 1990، وبعد عقد من جهود التصحيح والتثبيت تم إعادة فتح الأبواب للزوار في 15 ديسمبر 2001، وتم اقتراح العديد من الطرق لتثبيت البرج من ضمنها إضافة 800 طن متري من الرصاص كثقل مقابل على الطرف المرتفع أو من قاعدة البرج، الحل النهائي لتصحيح الميلان كان إزالة 38 متر مكعب من التربة من تحت الطرف المرتفع من قاعدة البرج.
 
وتم إعلان البرج "مستقرا" لثلاثمائة عام قادمة على الاقل. قفز على الأقل شخصان من البرج باستخدام المظلات (الباراشوت) هما مايك مكارثي في 5 أغسطس 1988 و(بوستون غلوب في 6 أغسطس 1988) وأرنه آرثوس في 1 فبراير 2000.