باسم يوسف
من اصعب التحديات اللي واجهتني هي ازاي كنت اقف على رجلي تاني بعد ما طلعت من مصر و خصوصا في بلد زي امريكا محتاج فيها ابدأ من جديد. في اول حياتي هنا كنت باعمل محاضرات و  اتكلم في مؤتمرات و بعدين حبة حبة ابتديت اني اغير الاسلوب و اكتب بطريقة تانية اقرب للعروض المسرحية و بعدين طورت ده لستاند اب كوميدي و ده كان و مازال في منتهى الصعوبة. الانجليزي بتاعي مش بطال لكن كونك تعمل ستاند اب كوميدي ده لغة تانية.

الموضوع مش بس تستيف كلام ، لكن ازاي تعمل ده بطريقة تشد بيها الناس و تضحكهم و تتحكم في العرض بلغة تانية لناس من بلد تانية. العروض بتاعتي ساعات ٨٠٪ بيبقوا عرب و ساعات ٨٠٪ يبقوا امريكان. ساعات اعمل العروض دي في مسرح فيه ١٥٠٠ واحد و ساعات اعمله في مكان صغير فيه ٢٠ واحد. ازاي تأقلم نفسك او ازاي “تقرا الاوضة” زي ما بيقولوا موضوع مَش سهل . ازاي تحس بالطاقة في المكان و تغير من كلامك و طريقة عرضة و توقيتك و ثباتك و سكونك في كل مكان شكل. في الاول الموضوع كان صعب جدا و ايام كتيرة كنت ارجع محبط من اداء وحش. و ايام تانية كان يقف مسرح مليان علي اخره يسقف للعرض. 

ساعات اعمل ستاند اب في مكان زي ذا لاف فاكتوري و ساعات اعرض على مسرح زي كينيدي سنتر في واشنطن. ايام كنت اعمل عرض في مكان يكون اللي قبلك فيه ساينفلد او كريس روك او لوي سي كيه، و تطلع المسرح خايف من وجودك مع الناس دي و ايام الواحد يعلى على ناس ليها عروضها على نتفلكس. ساعات ييجي جمهور عربي و مش قابلين حاجة غير انهم يشوفوا نسخة بالعربي من البرنامج و ساعات عرب و امريكان  ييجوا بعض العرض يقولوا ازاي العرض كان مفاجأة ليهم.  في خلال عشر سنين اعدت اختراع نفسي تلات اربع مرات.

سبت الطب في سن ٣٩ لمستقبل اعلامي مجهول. اضطريت اني ابتدي من الصفر في بلد تانية . كتبت كتابين بلغتي التانية منهم كتاب اطفال و التالت في السكة . باطلع على المسرح كل مرة مش عارف العرض ممكن يمشي ازاي.  الرحلة دي ممتعة و مخيفة و مقلقة و غريبة و عظيمة و محبطة و مشجعة في نفس الوقت.