حث مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة، الأحد، على ضرورة احترام التدابير الوقائية، لاسيما وضع الكمامات، وذلك عقب لقاء لدونالد ترامب تجاهل حاضروه تلك الإجراءات، بينما تجاوزت البلاد الأسبوع الأسوأ لها لتفشي وباء كورونا.
وصرحت منسقة خلية الأزمة حول فيروس كورونا في البيت الأبيض، ديبرا بيركس "أسمع أشخاصاً يرددون كالببغاوات بأن الكمامات لا تنفع.. وبأن التجمعات الكبرى لا تتحول إلى بؤر لتفشي المرض، لكنهم "على خطأ".
وقالت "لدينا حكام ورؤساء بلديات يتفشى الوباء في ولاياتهم ومدنهم بمستويات الصيف نفسها، لكنهم لا يدفعون باتجاه السياسات التي اعتمدت حينها، والتي يعلمون أنها عكست مسار استشراء الوباء".
ورأت المسؤولة الصحية أن ذلك "مؤسف جداً"، متحدثةً عن "أسوأ حدث للصحة العامة" شهدته الولايات المتحدة.
ورغم أنها لم تنتقد ترامب مباشرة، إلا أن تصريحها أتى غداة لقاء انتخابي لترامب الذي توجه، مساء السبت، إلى ولاية جورجيا للمشاركة في حملة انتخاب مرشحين لمجلس الشيوخ.
ولم يضع غالبية المشاركين في اللقاء، والذين وقفوا جنبا إلى جنب على مسافات قريبة في مكان مفتوح، الكمامات.
ولم يشر الرئيس الذي لا يضع بدوره غالبا الكمامة، في خطابه الذي استمر ساعتين، إلا بشكل مقتضب إلى وباء كورونا.
وتواجه الولايات المتحدة ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بحيث تخطت على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة عددا قياسيا للإصابات اليومية الجديدة، فقد أحصيت بين الجمعة والسبت 230 ألف إصابة جديدة.
وخلال الأيام الخمسة الماضية، سجلت البلاد أكثر من 2500 وفاة يوميا، وهو رقم لم تشهده حتى في أسوأ مراحل الوباء، خلال الربيع الماضي.
ويعالج أكثر من مئة ألف مريض حاليا في المستشفيات في كافة أنحاء البلاد وهو معدل غير مسبوق أيضا.
ورأى المدير السابق لوكالة الأدوية، سكوت غوتلييب، الأحد، في حديث عبر قناة "سي بي إس"، أن "المستقبل قاتم خلال الأسابيع الستة المقبلة"، مضيفا أن "على الناس حماية أنفسهم"، متوقعاً بلوغ عدد الوفيات 400 ألف بحلول أواخر يناير (مقابل 280 ألفا حاليا).
وحذر المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض، توم فريدن، في تغريدة من أن "الشهرين المقبلين سيكونان على الأرجح بدرجة السوء نفسها أو ربما أسوأ".
وأوصت مراكز مكافحة الأمراض الجمعة للمرة الأولى بـ"الاستخدام الشامل" للكمامة، أي عند الخروج من المنزل، وفي الأماكن المفتوحة أو المغلقة على السواء.
وقالت إن "الولايات المتحدة دخلت مرحلة انتقال عالي المستوى للعدوى".
