ماكرون: السخرية تحدث للدين الإسلامي واليهودي والمسيحي ورئيس الجمهورية والحكومة

الرئيس الفرنسي لـ المتطرفين: تعليمكم لن يحدث في بلادنا.. ويمكن أن تمارسوه في مكان آخر
أردوغان سياساته إمبريالية وهذا غير مقبول.. وينتهك حظر التسليح في ليبيا
كتب - نعيم يوسف
حوادث إرهابية
عقب تكرار الحوادث الإرهابية في فرنسا، وانطلاق حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حوارا مع قناة الجزيرة القطرية، والذي يعتبر أول حوار له مع وسيلة إعلام عربية، وجه خلاله العديد من الرسائل المهمة خاصة للمسلمين والدول العربية.
 
وقال "ماكرون": "إن بلدنا تتعرض لثلاث ضربات إرهابية، وهي قطع رأس مدرس تاريخ، والهجوم على كنيسة، ومحاولة طعن أخرى، وفرنسا تحت صدمة العمليات الإرهابية، وبينما نحن نعيش ذلك هناك هجمة كبيرة على فرنسا بسبب سوء الفهم لتصريحاتي".
 
رسالة للكاثوليك
ووجه الرئيس الفرنسي، رسالة إلى المواطنين الفرنسيين الكاثوليك، وأكد لهم أنهم في حماية الجمهورية، مضيفا: "وتواصلت مع قداسة البابا للتحدث حول هذا الموضوع، وأؤكد أن فرنسا تحترم الجميع، وأريد توضيح ما معنى العلمانية وهي تعني حرية الإيمان أو عدم الإيمان، ونريد في فرنسا أن يكون لكل مواطن أيا كان دينه له الحق مثل باقي المواطنين، وبلدنا ليس لديه مشكلة مع أي ديانة في العالم، والجميع يمارسون ديانتهم بحرية".
 
رسالة للمسلمين
وتابع: "وبالنسبة للمسلمين في فرنسا، أقول لهم إنهم يمارسون ديانتهم بحرية، ونحن بلد يحرص على حرية العيش مهما كانت ديانة الشخص. وأود إرسال رسالة بشأن الإرهاب والمتطرفين، وأيضا رسالة وحدة وسلام، وهذا هو هدف حديثي".
 
سوء فهم التصريحات الخاصة بالرسوم
وعن مسألة الرسوم المسيئة، قال "ماكرون": "حدث سوء فهم خلال الأسابيع الماضية كان مصدر الكثير من التلاعب، منذ 15 عاما، حدث جدلا واسعا مع الدنمارك، وفرنسا دعمتها آنذاك، واليوم الجدل مع فرنسا، وهي بلد لها تاريخ، وهو يخرج الشأن العام من الدين، وهذا هو معنى العلمانية، وقوانينا منبثقة من الشعب الفرنسي، وهناك حريات لكل فرد ومنها حرية المعتقد، وحرية الضمير وحرية التعبير، وأي صحفي يستطيع أن يعبر بحرية عن الرئيس أو الحكومة أو الأغلبية، أو الأقلية، وهذا هو قانوننا، وهذا تاريخنا، والرسومات سخرت من السياسيين وأنا أولهم، والكثير من الديانات، و"شارلي إيبدو" رسمت رسومات عن الديانة المسيحية واليهودية، والحاخامات، ومؤخرا رسمت عن الدين الإسلامي، وأتفهم مشاعر المسلمين تجاه ذلك، ولكن عليك أن تفهم أن دوري هو أن أحمي هذه الحقوق وعلى المسلمين الذين صدموا أن يعرفوا أن المسألة ليست أن رئيس فرنسا يدعم الرسومات، ولكن هل الرئيس الفرنسي يدعم إلغاء هذه الحقوق؟؟ الجواب هو لا، إنها حقوق الشعب الفرنسي، ككل، وبالتالي علينا المحافظة على هذه الحرية، ورغم أني لا اتفق مع هذه الرسوم، إلا أن واجبي حماية من رسمها".
 
هذا غير مقبول في فرنسا
وتابع: "هناك شيئان لا يمكن أن نقبلهما، أولا الخلط بأن هذه الرسومات صادرة من الحكومة الفرنسية أو توافق عليها، وهذا خاطئ، ولكن أنا هنا لحماية من رسمها، والأمر الثاني هو تبرير العنف الجسدي بهذه الكاريكاتوريات، وهذا أمر غير مقبول".
 
ترجمات كاذبة
ولفت إلى أن "بعض وسائل الإعلام ترجمت ووضعت على لساني كلام كاذب، ومنها أني أدعم الرسومات، وهذا كاذب، ولكن الرسومات تطال كل الديانات، وأنا دوري أن أحمي الرسامين ولا استطيع تغيير ذلك، ولو فعلت ذلك سأقيم في بلادي نظام ديني أو أخلاقي، وشيئا فشيئا تضيق حرية التعبير، ولكن ردود الفعل في العالم الإسلامي كانت لأنه تم تحريف كلامي وترجمت بالكذب، ولكن أنا أقول إن هذه بلادنا، ويجب حماية حرية التعبير، وأعرف أن هذا قد يكون صادما ولكن هذه بلادنا ونحترم الحريات ونتناقش بهدوء".
 
صدمة لليهود والمسيحيين
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الكاثوليك واليهود أيضا صدموا من الرسومات التي نشرت لهم، ولكن كون شيئا لا يرضيك أو يصدمك فإن هذا لا يبرر القتل، وأشدد على أن حرية التعبير شيء أكبر من رسوم كاريكاتير، فالرسوم كانت في فرنسا، وليس دولة أخرى، وقانون الإسلام لا يطبق في فرنسا، ولكن قانون الشعب الفرنسي، ثم من أنا لأقول لهم إن هناك دين يواجه مشكلة مع هذه الرسومات!! لا يمكنني فعل ذلك وهذا ليس دوري، وأقول للمسلمين إن هناك أشياء في بلادكم لا ترضي أهل بلدي، هل يهاجمونكم لأنها لا ترضيهم أو تصدمهم!!! لا ويجب أن نتعلم أن نعرف بعضنا دون اللجوء إلى العنف، والأمور الصادمة يمكن أن نتكلم عنها".
 
معاداة السامية
وشدد على أن فرنسا تكافح معاداة السامية والعنصرية بكل أشكالها، ويمنعها القانون، وليس فقط "معاداة السامية"، ولكن مكافحة كل أشكال العنصرية، وهناك رسومات ساخرة من الديانة اليهودية، وهذا الأمر مختلف عن معاداة السامية، وفرنسا تنظر إلى حقيقة تاريخها حتى لو أخطأت، ولكن على البعض أن ينظروا إلى تاريخهم أيضا.
 
مقاطعة المنتجات الفرنسية
وبالنسبة لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال "ماكرون": "شيء غير لائق وندينه، وهي من فعل بعض الأشخاص ومن فعل بعض الزعماء أيضا، وبنيت على التصريحات التي تم تحريفها، الدول التي دعت للمقاطعة قتلت الصحفيين ووضعت الصحفيين في السجون، وهذا لا يصح في بلدنا، والإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام هو آفة للمسمين وهم أول ضحايا الإرهاب الذي يحدث باسم الاسلام وقررت محاربة الارهابيين المتطرفن".
 
لا مشكلة مع الإسلام
وأكد: ليس لدينا لامشكلة مع الإسلام، ونحن أول من ترجمنا القرآن، وأول من افتتحنا مسجدا في العاضمة باريس، و80% من المتضررين من الإرهاب مسلمين، ولكن إذا كان البعض يرغب في تعليم التلاميذ في المدارس بأن الفتاة أقل شأنا من الولد، والمرأة أقل شأنا من الرجل، فإن هذا يعتبر انفصال عن المجتمع، وأقول لهم لن يحدث هذا عندنا ونحن نؤمن بالأنوار، ولن نقبل جمعية تخرج على القوانين، ومن اراد ان يفعل ذلك فليذهب إلى مكان أخر".
 
العلاقات مع أردوغان
وعن علاقات بلاده مع تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال: تركيا شعب عظيم بعلمه وانفتاحه، ولكن لها أطماع إمبريالية في المنطقة، وهذا ليس جيدا لاستقرار المنطقة، وكنا بصدد محاربة داعش، ثم دخلت تركيا وحاربت من يحاربون داعش، ثم حدث مؤتمر برلين وتركيا خرقت حظر توريد السلاح والمقاتلين إلى ليبيا، وهذين المثاليين يوضح أنها لها تجاه عدواني حول دول الاتحاد الأوروبي كما فعلت مع اليونان، ونرغب في أن يحترم الرئيس التركي فرنسا.
 
التواصل بين الشعوب
وأوضح أن التفاهم بين الشعوب يجب أن يكون بالمعرفة المتبادلة، موضحا: "نعزز الروابط بالمعرفة المتبادلة، وسوف نستثمر في التعليم العالمي، ولكن كلنا بحاجة للتعرف على حضاراتنا، وعلينا سلوك سبيل المعرفة".