كتب – روماني صبري 
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم الاثنين، وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في بلدة الطيبة، وجاءت تصريحاته خلال اللقاء : 
 
نرحب بكم في رحاب مدينة القدس التي أتيتم لكي تأخذوا بركة مقدساتها ولكي تسجدوا امام القبر المقدس الذي منه انبلج نور الخلاص والبركة والقيامة ملتمسين الصلاة والدعاء من اجلكم ومن اجل عائلاتكم وبلدكم الطيب وابناء الطيبة المنتشرين في سائر ارجاء العالم والذين نبعث اليهم من القدس تحية المحبة والاخوة والسلام .
 
نحن نعيش في فترة نستعد فيها لاستقبال الأعياد الميلادية المجيدة وبعد أيام سوف يبتدأ صوم الميلاد حسب التقويم المتبع في كنيستنا وفترة الصوم هي فترة توبة وتنقية وعودة الى الاحضان الالهية لكي يؤهلنا الرب الاله لمعاينة النور السماوي الذي شع من مغارة بيت لحم بميلاد المخلص حيث سُمع الصوت الذي يمجد هذا الحدث العظيم " المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة .
 
افتخروا بانتمائكم لكنيستكم الأم حامية الإنجيل المقدس وتعاليمه ورسالته في هذا العالم والمحافظة بأمانة عن كل كلمة قيلت في هذا الكتاب الإلهي .
 
الكنيسة هي حضور الرب الدائم معنا من خلال الاسرار المقدسة لا سيما القداس الالهي ، والانجيل الطاهر في كنيستنا نضعه على المائدة المقدسة وبه نبتدأ كل صلاة وبه نختتم كل خدمة ، فهو الالف والياء بالنسبة الينا .
 
اقرأوا الانجيل المقدس لانه كلمات نازلة الينا من السماء لكي نتقوى ونتعزى بالنعمة الالهية وكونوا قريبين من كنيستكم فالمسيحية التي ننادي بها هي ليست كتابا نقرأه فحسب بل هي حياة وعمل وجهاد وفكر وقيم اخلاقية وانسانية نبيلة يجب ان نتشبث بها في كل حين .
 
احبوا كنيستكم وانتموا اليها بكل جوارحكم ولا تتأثروا بالبدع والهرطقات التي تنتشر في هذه الايام في اكثر من مكان في عالمنا بهدف النيل من حضور كنيستنا المشرقية ورسالتها ومكانتها وحضورها .
 
كونوا حذرين من هؤلاء المنافقين الدجالين الذين يدعون انهم مبشرون بالمسيحية ولكن اهدافهم خبيثة فهم يعملون على ابعاد الرعية عن كنيستها وراعيها ومعلمها ومخلصها اعني الرب يسوع المسيح .
 
ليس كل من جلس امام مكتبا وحمل الانجيل بيده وادعى انه مبشر بالمسيحية هو كذلك.
 
طبعا هنالك مبشرون حقيقيون نجلهم ونحترمهم ولكن في المقابل هنالك من يدعون التبشير بالانجيل وهم لم يقرأوه مرة واحدة في حياتهم ويحرفونه ويفسرونه كما يحلو لهم .
 
تمسكوا باستقامة الايمان وعيشوا حياة الكنيسة الليتورجية وخاصة المناولة والاعتراف والتي تقوينا وتعزينا وتحصننا لكي لا يتأثر احد من ابناءنا بهذه البدع والهرطقات التي تنتشر اليوم بشكل واسع بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق .
 
احبوا وطنكم فنحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى وقد يقول لكم قائل بأن المخلص قال في وقت من الاوقات " بأن مملكتي ليست من هذا العالم " وهذا كلام صحيح ولكنه في نفس الوقت اتى الى هذا العالم وتجسد فيه وولد في المغارة وقدم كل ما قدمه للانسانية وصولا الى الصليب والموت والدفن والقيامة وقام بكل هذا من اجل الانسانية ومن اجل ان يتقدس هذا العالم ويتبارك وينتقل الى حقبة جديدة ملؤها النعمة والبركة والخلاص .
 
احبوا هذه الارض المقدسة ودافعوا عنها وعن شعبها المظلوم فهذه ارض الميلاد والتجسد والفداء وشعبنا الفلسطيني الذي نحن مكون اساسي من مكوناته يستحق ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه فحرية شعبنا هي حرية لكل واحد منا ونحن كمسيحيين وان كنا قلة في عددنا في هذه الديار الا اننا مطالبون دوما لأن نكون صوتا مناديا بالحق والعدالة ونصرة المظلومين ، وكما اننا نفتخر بمسيحيتنا النقية المشرقية ، نفتخر أيضا بانتمائنا لفلسطين والمسيحيون في هذا المشرق يفتخرون بانتمائهم المشرقي النقي وانتماءهم لاوطانهم .
 
ومن مدينة القدس نبعث برسالة المحبة والاخوة الى جميع الكنائس في هذا المشرق وكذلك الى كل اخوتنا المسلمين شركاءنا في الانتماء الانساني وفي الانتماء الوطني ، فنحن عائلة واحدة وفي فلسطين نحن شعب واحد يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة .
 
نرفض خطاب الكراهية والتحريض ايا كان مصدره ونحن لا يجوز لنا ان نستخدم لغة التحريض والكراهية لانها تتناقض وقيمنا الايمانية والاخلاقية .
 
ان ظاهرة التحريض والكراهية والعنصرية الموجودة عندنا وفي اكثر من مكان في هذا العالم يجب ان نواجهها بالتوعية وبخطاب المحبة والاخوة الانسانية فالبغضاء لا تواجه بالكراهية ، والعنصرية لا تواجه بالعنصرية ، والشرور الموجودة في عالمنا لا يمكن ان تواجه بمثلها من الشرور بل بالخطاب الانساني الحضاري الروحي والاخلاقي الذي يوحد الانسان مع اخيه الانسان .