كتب – روماني صبري 
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الثلاثاء، نسأل الله لكي يتحنن على البشرية كلها ويرأف بها خاصة في هذه الأوضاع الاستثنائية ونحن نرى جائحة الكورونا منتشرة في سائر أرجاء العالم .
 
مضيفا في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في ندوة الكترونية شارك فيها عدد من الاباء الكهنة الذين يخدمون في عدد من الكنائس في كندا، وقد وجه إليهم تحية المحبة والأخوة والسلام خاصة وفي هذه الأيام التي فيها نستعد لاستقبال الموسم الميلادي المجيد:" نصلي من اجل المصابين والمحجورين ونسأله تعالى من اجل ان يتوصل العلماء الى علاج ودواء لهذا الوباء الذي احدث شللا غير مسبوق في سائر ارجاء العالم .
 
لافتا :" في هذه الايام التي نستعد فيها لاستقبال الاعياد الميلادية المجيدة نذكركم بأن فلسطين التي نخاطبكم منها هي ارض الميلاد والتجسد والفداء ، ونحن اليوم في فلسطين نستورد الكثير من الاشياء من مختلف ارجاء العالم ولكن قبل الفي عام ونيف من بلادنا المقدسة انطلقت رسالة المخلص الى سائر ارجاء العالم ونحن كمسيحيين فلسطينيين نفتخر بانتماءنا لوطننا ونحب هذا الوطن وننتمي اليه لان كل حبة تراب فيه مجبولة بالقداسة والبركة والنعمة ، انها ارض تباركت وتقدست بحضور المخلص وما قدمه للانسانية كلها كما تباركت هذه الارض بحضور القديسين والشهداء والرسل وكل هؤلاء الصالحين الذين افنوا حياتهم في نشر الكلمة الانجيلية والتبشير بالكلمة الالهية والمناداة بالمحبة والاخوة الانسانية في كل مكان .
 
كما صرح : 
ايماننا المسيحي يحثنا دوما على المحبة والمسامحة والمسامحة في المسيحية ليست ضعفا كما يفسرها البعض بل هي قوة ، قوتنا كمسيحيين هي اننا قادرين على ان نحب وان نسامح وان نكون حكماء في تعاطينا مع كافة القضايا والمسائل المطروحة خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان وقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة .
 
رسالتنا الى كنائسكم من رحاب مدينتنا المقدسة بأن اذكروا فلسطين دائما في صلواتكم لان الله قادر على كل شيء فقد ظلمنا حكام هذا العالم وكانوا سببا في النكبات والنكسات التي تعرض لها شعبنا ولكننا نؤمن بأن الله رحيم ورؤوف ومحب للبشر وهو قادر على ان ينصف المظلومين وان يعيد الحقوق لمن سلبت منهم حقوقهم وان يمنح الحرية لمن حرموا منها عنوة .
 
لا نثق بأية جهة سياسية في هذا العالم بل ثقتنا بالله وحده فقد اثبت سياسيوا هذا العالم ان ما يفكرون به فقط هو مصالحهم واجنداتهم السياسية والاقتصادية وغيرها وفي كثير من الاحيان تختفي القيم الاخلاقية والانسانية امام المصالح السياسية والاقتصادية.
 
ان الصوت المسيحي في عالمنا يجب ان يبقى صوتا نبويا لا يتأثر بعوامل سياسية هنا او هناك ولا يتأثر بضغوطات من هذه الجهة او تلك ، فالصوت المسيحي يجب ان يبقى نقيا حرا منزها عن اية مصلحة او اجندة لا تنسجم وقيمنا المسيحية ، وعندما تدافعون عن فلسطين فأنتم تدافعون عن المسيحية في مهدها وتدافعون عن اعرق حضور مسيحي في هذا العالم كما اننا نعتقد بأن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو واجب انساني واخلاقي وروحي وحضاري .
 
لا تتأثروا بالأصوات التي تحرض على الشعب الفلسطيني فتارة يصفوننا بأننا حفنة من الارهابيين والقتلة وتارة اخرى يصفوننا بأننا جماعة لا نستحق الحياة والحرية وهنا وجب التذكير بأن الفلسطينيين هم ضحية الارهاب الذي مورس بحقهم وفي سبيل حريتهم المرتجاة قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات الجسام .
 
كونوا صوتا مسيحيا نقيا مناديا بالحق والعدالة في كل مكان في هذا العالم وخاصة في فلسطين الأرض المقدسة ونحن بدورنا نرفض ظاهرة ما يسمى زورا وبهتانا "بالمسيحية الصهيونية" والتي هي في الواقع لا علاقة لها بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد ، فالمسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والسلام ، أما الصهيونية فهي حركة إرهابية عنصرية كانت سببا في كل ما حل بنا من نكبات وتشريد ومظالم .
 
نذكركم بواجبكم المسيحي والأخلاقي والإنساني تجاه فلسطين الأرض المقدسة مؤكدين لكم بأننا كمسيحيين فلسطينيين سنبقى متشبثين بقيم إيماننا وإنجيلنا كما وسنبقى دوما متمسكين بهويتنا الوطنية فهذا الوطن هو وطننا وهذه الأرض هي ارض شعبنا الفلسطيني الذي يستحق بأن يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي أرضه المقدسة .