تطرف منذ صغره.. وشارك في قضية اغتيال السادات
كتب - نعيم يوسف
في 15 ديسمبر عام 1982، حدث مشهد غريب، يدل على التناقض في موقف جماعات الإسلام السياسي، كان العشرات من المتهمين بجرائم إرهاب يهتفون: "لا إله إلا الله، دم المسلم مش قربان.. لليهود والأمريكان"، بينما يقف واحد منهم متحدث باسمهم، يتحدث اللغة الإنجليزية، ويخاطب وسائل الإعلام الأجنبية -وعلى رأسها الأمريكية- ليشكو لهم ما تعرضوا له من تعذيب -حسب ادعائهم- أثناء الحبس.. ولم يكن هذا الشخص إلا أيمن الظواهري، الذي أصبح فيما بعد الرجل الثاني في أخطر تنظيم إرهابي، "تنظيم القاعدة".
 
ولد أيمن محمد ربيع مصطفى عبدالكريم الظواهري، والشهير بـ"أيمن الظواهري"، في 19 يونيو 1951، من عائلة كبيرة في قرية كفر الشيخ الظواهري، وقد غلب على العائلة الطابع الديني، والنفوذ الاجتماعي في آن واحد، حيث إن أحد أجداده كان الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، الشيخ التاسع والعشرون للأزهر الشريف، والذي ساهم في تأسيس جامعة الأزهر، ومطبعة الأزهر، ومجلة الأزهر، بينما والده كان يعمل أستاذ علم الفارماكولوجي "علم الأدوية " بكلية الطب جامعة عين شمس، وشقيقته هبة الظواهري، أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة، وأخيه حسين الظواهري، مهندس تخطيط، أما شقيقه الآخر محمد، فهو أحد قادة تنظيم الجهاد والقاعدة، والملقب بـ"أبو أيمن المصري".
 
عاش أيمن الظواهرى في قرية الرزيقات بحرى مركز ارمنت محافظة الأقصر لفترة طويلة، وانخرط في جماعة الإخوان المسلمين منذ صغره، وتم القبض عليه بتهمة الانضمام لجماعة محظورة في سن الخامسة عشر، إلا أن هذا كله، لم يمنعه من استكمال تعليمه، حتى تخرج في كلية طب جامعة القاهرة، عام 1974، ثم حصل على الماجستير في عام 1978، وأسس عيادة طبية في إحدى ضواحي القاهرة.
 
استغلال مهنة الطب في علاج الإرهابيين
بعد تخرجه من الجامعة، ورغم عمله في وظيفة محترمة، ظلت أفكار التطرف تراود أيمن الظواهري، إلى أن نصحه أحد قادة الإخوان بالسفر إلى أفغانستان، وبالفعل سافر هناك، واستغل مهنته كطبيب لعلاج الجرحى والمصابين في الحرب ضد السوفييت، وحينها تعرف على أسامة بن لادن، وانضم معه إلى التنظيم الذي أسسه، ولكن بعد عام واحد، عاد إلى مصر، وحينها طلب منه عصام القمري، الانضمام للخلية التي اغتالت الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، ولكن دوره كان مقتصرا على المساعدة في تخزين السلاح، ولذلك حُكم عليه بثلاث سنوات فقط.
 
الإرهابي.. زعيم أخطر تنظيم
وعقب خروجه من السجن منتصف الثمانينيات، سافر أيمن لباكستان وأفغانستان بعد أن تواصل مع أسامة بن لادن، ولم يعد لمصر منذ ذلك الحين، حيث سافرت له زوجته الأولى والتي توفيت هناك، ثم سافر للسودان ثم عاد لأفغانستان وباكستان وأسس تنظيم القاعدة مع بن لادن وانضم إليه مجموعة من عناصر تنظيم الجهاد المصري، ويعتقد بعض الخبراء أنه من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وكان اسم الظواهري ثانياً ما بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من أهم الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة ما بعد عام 2001. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه، وبعد مقتل أسامة بن لادن، أصبح هو زعيم تنظيم القاعدة، منذ عام 2011.
 
وفاته.. وآخر وصاياه
قبل أيام، أعلنت حسابات تابعة لعناصر قاعدية، ومن بينهم "حراس الدين"، من أذرع القاعدة في سوريا، وفاة أيمن الظواهري، بسرطان الكبد، حيث انقطعت الاتصالات بينه وبين الظواهري منذ أسابيع، وكانت آخر تعليماته هي كانت تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع هيئة "تحرير الشام" في سوريا.