عرض/ سامية عياد 
"لا تشهد على قريبك شهادة زور" الوصية التاسعة من الوصايا الإلهية والتى تدعونا الى قول الحق تجاه أى إنسان نعرفه او لا نعرفه سرا أو جهرا ، لقد كان كلام الرب يسوع يبدأ بعبارة "الحق اقول لكم.." ..  
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "الوصية التاسعة" وضح لنا أن العالم منذ دخول الخطية إليه صار لا يحب الحقيقة ولا يؤمن أن الحقيقة صالحة له ، لقد شهد الشيطان زورا على الله ، على الحق نفسه ، وصدق آدم وحواء تلك الاكذوبة "لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" ، ومنذ ذلك الحين صار الناس نوعين نوع يحب الحقيقة ولا يشهد زورا أبدا ، ونوع لا يحب الحقيقة بل يبتعد عنها بصور عديدة مثل المحاباة أو المديح الزائد أو قول أنصاف الحقيقة أو الظن السىء أو المبالغة أو الرياء أو ترويع الإشاعات وغيره من صور عدم قول الحقيقة ، والكتاب المقدس يحتوى على مشاهد من الشهود الزور مثلما حدث مع اسطفانوس الشماس الأول ، وإيزابل الملكة الشريرة على الفقير نابوت اليزرعيلى ، والشيخين ضد سوسنة العفيفة وغيرها من الشخصيات التى تعرضت لشهادة زور .
 
يقدم لنا سفر الخروج فى الأصحاح 23 عدة خطوات تساعدنا على تطبيق الوصية التاسعة فى حياتنا وتتمثل فى : لا تقبل خبرا كاذبا ، لا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظالم ، لا تتبع الكثيرين الى فعل الشر ، لا تحابى مع المسكين فى دعواه ، لا تأخذ رشوة لأنها تعمى المبصرين ، لا تضايق الغريب ، محبة الحقيقة هى التى يجب أن تشكل حياتنا لأنها الصالحة لنا ، وقد عبر الرسول بولس بقوله "صادقين فى المحبة" ، وأوصانا الرسول بطرس بطرح كل خبث ومكر ورياء وحسد ومذمة ، وقاعد السلوك فى العهد الجديد "ليكون كلامكم نعم نعم لا لا" .
 
يجب أن نطعم كلامنا بالنعمة ونجامل بقدر معين وبحكمة نفترض أفضل ما لدى الآخرين ونصدق كل شىء ونرجو كل شىء ، يجب أن تكون حياتنا قائمة على الصدق "لذلك اطرحوا عنكم الكذب ، وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه ، لأننا بعضنا أعضاء البعض" .
 
ما أجمل أن نحيا بالصدق مهما كانت الظروف والضغوط ، جامل وامدح بمقدار وبحكمة وبالكلمة اللينة اربح من حولك ..