كتب – روماني صبري 
 
 
اصدر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الثلاثاء، بيانا جديدا، جاء فيه : 
 
لا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على اقتلاع فلسطين من وجداننا وثقافتنا وهويتنا وانتماءنا ، فهنالك من يحرضون ويسيئون ويتطاولون ويقولون لرجال الدين المسيحي لماذا تدخلون في السياسة ؟ وما علاقتكم بأوطانكم ؟ سواء كان هذا في فلسطين او في غيرها من الاقطار العربية الشقيقة .
 
ولهؤلاء نقول بأن انتماءنا المسيحي النقي وتعلقنا برسالة الإنجيل في هذا العالم وهي رسالة تقديس وفداء وبركة ونعمة انما تحثنا على ان ننتمي الى اوطاننا وندافع عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
 
ان الابواق المرتبطة باللوبي الصهيوني في العالم تريد للمسيحيين ان يعيشوا حالة غربة في اوطانهم وتريدهم ايضا ان يكونوا في حالة تيه وضياع لهويتهم لكي يحزموا امتعتهم ويغادروا اوطانهم في حين اننا لا نعيش ازمة هوية فالازمة موجودة في عقول من يصدرون الينا هذه الثقافة الدخيلة المشبوهة والتي هدفها النيل من انتماء المسيحيين لاوطانهم في هذا المشرق وخاصة في فلسطين الارض المقدسة .
 
حرضوا كما تريدون فكل اناء ينضح بما فيه اما نحن فتحريضكم وكراهيتكم لن تزيدنا الى تمسكا بالمسيحية الحقيقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة وليست بمسيحية مشوهة تنادون بها وتسيئون من خلال ذلك للقيم المسيحية وللرسالة المسيحية الحقة .
 
في وثيقة الكايروس الفلسطينية اكدنا بأن القضية الفلسطينية هي قضية حق وعدالة وهي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية كل انسان حر في هذا العالم .
 
نقول لمن يجب ان تصله كلمتنا بأن دفاعكم عن فلسطين انما هو دفاع عن المسيحية في مهدها ودفاع عن اعرق حضور مسيحي في هذا العالم .
 
ومن واجب المسيحيين في كل مكان ان يتبنوا مسألة الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم والقضية الفلسطينية العادلة لانها قضيتنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد.
 
ان المسيحية تعلمنا ان ندافع عن حقوق الانسان والا نكون صامتين متفرجين امام المظالم التي ترتكب بحق اي انسان في هذا العالم فحيثما هنالك ظلم وقمع وامتهان للكرامة الانسانية نحن منحازون الى الانسان الذي من اجله اتى المخلص الى هذا العالم.
 
ما نود ان نقوله بأن فلسطين انما هي بقعة مقدسة ومباركة وهي القبلة الاولى والوحيدة للمسيحيين حيث القبر المقدس الذي منه انبلج نور الحياة والقيامة .
 
لن نتخلى عن انتماءنا لاقدس بقعة في هذا العالم ولن نتخلى عن انتماءنا للقدس مهما اشتدت حدة التحريض والتشويه ومحاولات حرف البوصلة والتي تستهدف ابناءنا في هذه الارض المقدسة وفي هذا المشرق .
 
نحتاج الى كثير من الوعي ونحتاج الى كثير من الايمان والصدق والاستقامة لكي يتمكن ابناءنا من التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود ، وما بين المبشر الحقيقي بالمسيحية والمبشرين الدجالين الكذبة الذين يفسرون الإنجيل كما يحلو لهم.
 
ننتمي الى فلسطين والى هذا المشرق شاء من شاء وابى من ابى ، وسيبقى المسيحيون الباقون في هذا المشرق وفي قلبه النابض فلسطين الارض المقدسة شهود للايمان وحاملين لشعلة الامل والرجاء والمحبة رغما عن كل التحديات والصعوبات والعثرات.
 
لا نخاف من احد وايماننا لا يعلمنا ان نخاف بل ان نحب وانطلاقا من محبتنا نصلي من اجل كل انسان ضال ومن اجل كل انسان فقد البصر والبصيرة لكي يعود الى رشده ونصلي من اجل ان يقوي الرب الاله المسيحيين الباقين في هذه الديار وان يصونهم من الاعداء المنظورين والغير المنظورين كما ونصلي من اجل فلسطين الارض المقدسة لكي تتحقق فيها العدالة وينال شعبها الحرية التي يستحقها