كتب – روماني صبري 
 
أرسل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، اليوم الأربعاء، رسالة إلى كافة الكنائس في المشرق العربي، وجاء فيها : 
 
ندرك جيدا انهماككم بأوضاعكم والتحديات التي تواجهونها في أوطانكم فأصبحت هذه المنطقة العربية مكانا لكثير من الصراعات والحروب والمؤامرات التي تحاك بهدف النيل من تاريخنا وتصفية قضايانا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
 
أود أن أذكركم بأن الشعب الفلسطيني ما زال رازحا تحت الاحتلال وما زال اللاجئون الفلسطينيون ينتظرون يوم عودتهم الى وطنهم السليب اما الجريمة الأكبر فهي ما يرتكب في مدينة القدس حيث استهداف المقدسات والأوقاف واستهداف التاريخ والتراث والهوية التاريخية لمدينتنا المقدسة .
 
نتمنى منكم في كل صلواتكم وخطاباتكم ومؤاتمراتكم بأن تكون القضية الفلسطينية حاضرة وهي القضية التي يسعى الكثيرون لتهميشها وشطبها ووضعها على الرف ، لا تقبلوا بأولئك الذين يعملون على تهميش القضية الفلسطينية ، فأنتم عندما تدافعون عن فلسطين وشعبها وقضيتها العادلة انما تدافعون عن المسيحية في مهدها وتدافعون عن أقدس بقعة في هذا العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر.
 
لا تتركوا مدينة القدس وحيدة تقارع جلاديها فالقدس في المسيحية هي القبلة الأولى والوحيدة ، دافعوا عن القدس بكل ما اوتيتم من قوة فهذه المدينة تعني بالنسبة الينا الشيء الكثير فهي مدينة ايماننا وهي مدينة يُظلم فيها الفلسطينيون ويستهدفون في كرامتهم وفي حريتهم لأنهم فلسطينيون يعشقون عاصمتهم ويدافعون عن مقدساتهم.
 
نعلم جيدا ان هنالك قوى في الغرب وخاصة في أمريكا تمارس ضغوطات على الكنائس لكي لا تقوم بدورها المأمول تجاه القضية الفلسطينية والتي هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين وكافة الاحرار في عالمنا .
 
لا ترضخوا لهذه الضغوطات وكنائسنا في هذا المشرق يجب ان تتصدى لهذه الضغوطات والاملاءات وان يبقى صوتها صوتا نبويا حرا مدافعا عن قيم الحرية والكرامة الإنسانية .
 
مواقفنا المسيحية يجب ان تبقى مستندة على قيم إيماننا وإنجيلنا ومحبتنا لاوطاننا ومشرقنا دون التأثر بأية ضغوطات اتية من هنا وهناك ، فالكنيسة يجب ان تقوم بدورها المأمول وصوتها يجب ان يكون دوما صوتا صارخا في برية هذا العالم لعله يجد اذانا صاغية بأن هنالك ظلما تاريخيا حل بنا وبشعبنا وآن لهذا الظلم ان يزول.