كتب – روماني صبري 
كتب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة جديدة وجهها لشعوب العالم، جاء فيها :  
 
يبدو ان هنالك اياد خفيه مشبوهة تعمل على اثارة الكراهية والضغينة والفتن في مجتمعنا الفلسطيني المحلي ، فهنالك فئة ضالة تتحدث بلغة طائفية مقيتة ملؤها الكراهية والبغضاء والعنصرية والاقصاء وعدم احترام الاخر بسبب الاختلاف في المعتقد او الدين .
 
ومن مسؤولياتنا جميعا مسيحيين ومسلمين في هذه الارض المقدسة ان نعمل كأسرة واحدة من اجل افشال هذه المؤامرات والمخططات الخبيثة والتي هدفها تفكيكنا واضعاف بنيتنا الداخلية واثارة التشرذم والضغينة والكراهية في وطننا هذه البقعة المقدسة من العالم والتي هي ارض السلام والمحبة والاخوة .
 
هنالك اناس متعصبون اعمت الكراهية بصرهم وبصيرتهم فهم لا يحترمون الرموز الدينية لدى الاخرين ويتطاولون عليها ويسيئون اليها اما عن جهل واما عن عدم ادراك لخطورة ما يقومون به .
 
نعيش في مرحلة في غاية الخطورة فأوضاعنا الفلسطينية الداخلية ليست كما نتمنى ونريد والواقع العربي في حالة تراجع غير مسبوقة اما الغرب فقد ازدادت فيه مظاهر العنصرية والترويج لخطاب الكراهية والذي يؤجج الصراعات بين الاديان والحضارات المختلفة .
 
نحن في فلسطين مطالبين بأن نحافظ على النموذج المتميز الذي تميزنا به ولسنوات طويلة فلا يجوز ان نسمح للمتاجرين بالدين ولاصحاب الاجندات الخاصة والمشبوهة كما ولاولئك المرتبطين باجندات خارجية بأن يعيثوا فسادا ودمارا في وطننا فكفانا ما حل بنا من نكبات ونكسات ونحن لسنا بحاجة لمثل هؤلاء الاشخاص الذين يعملون على اثارة الضغينة والكراهية والفتن في مجتمعنا .
 
أقول للمسيحيين الفلسطينيين إذا ما شاهدتم احدا يسيء الى رموزنا الدينية وخاصة الى الصليب المقدس " كما هو الفيديو الذي تم تعميمه يوم امس على مواقع التواصل الاجتماعي " لا تخافوا فهذه الظاهرة موجودة منذ زمن بعيد وحتى أن السيد المسيح عندما كان معلقا على الصليب قال " يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون" فلا تبادلوا الضغينة بالضغينة والكراهية بالكراهية ، ومن يسيء للصليب المقدس وللسيد المسيح وامه البتول وللكنيسة ورموزها انما لا يستطيع الانتقاص من مكانة هذه الرموز الدينية السامية .
 
من يسيء إلى الرموز الدينية يسيء إلى نفسه ويسيء إلى مجتمعه ووطنه لان هذه الأرض المقدسة هي ارض المحبة والسلام والأخوة الإنسانية .
 
أقول للمسيحيين الذين تزعجهم هذه المظاهر لا تفكروا بالرحيل عن بلدكم ولا تفكروا بأن تغادروا وطنكم فهذا ما يريده الأعداء الا وهو افراغ بلادنا ومنطقتنا من الحضور المسيحي .
 
أما رسالتي إلى أخوتنا المسلمين شركاءنا في الانتماء الإنساني والوطني بأننا نحن وإياكم كنا وسنبقى عائلة واحدة ولن تتمكن قوى الشر الغاشمة من النيل من وحدتنا وإخوتنا وتلاقينا وتضامننا في هذه الأرض المقدسة .
 
ومن يسيء إليكم ويتطاول على مشاعركم الدينية انما يسيء الينا جميعا فلا يمكننا ان نقبل بالإساءات وبلغة التحريض والكراهية ايا كان شكلها وايا كان لونها .
 
فلنقاوم معا وسويا خطاب الكراهية والتحريض الذي يراد تصديره الى بلادنا ويراد له ان يتغلغل في مجتمعاتنا وهذا يحتاج الى مبادرات وسعي من قبل كل الحكماء من رجال الدين ورجال الاصلاح والفكر والثقافة والاعلام لكي نكرس ثقافة الوحدة الوطنية والاخاء والعلاقات الطيبة بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني .
 
نرفض لغة التحريض وخاصة عندما تلبس ثوب الدين ونرفض خطاب الكراهية واثارة النعرات الطائفية في بلادنا وفي مشرقنا ولا يجوز لنا ان نبقى مكتوفي الايدي متفرجين على هذه المظاهر السلبية الكارثية التي يراد من خلالها تدمير ثقافة شعبنا الوطنية وتحويلنا الى طوائف ومذاهب متناحرة فيما بينها بدلا من ان نكون عائلة واحدة وشعبا واحدا يدافع عن هذه الارض وعدالة قضيتها وقدسها ومقدساتها .