كتب – روماني صبري 
ترأس المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس ، ندوة الكترونية بمشاركة عدد من أعضاء الشبيبات الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة، وعدد من الأقطار العربية، ووجه حديثا روحيا متحدثا وموجها رسالة المدينة المقدسة إلى كافة المشاركين في هذا اللقاء ورافعا الصلاة والدعاء من اجل جميع المصابين بالوباء وجميع المحجورين في منازلهم وكذلك من اجل ان يتحنن الرب الإله وان تزول هذه الجائحة بأسرع ما يمكن، وجاء تصريحاته كالأتي : 
 
كنيستنا تحتفي يوم غد بعيد القديس يعقوب الرسول الذي كان أول أسقف على المدينة المقدسة ولذلك فإنني اقول لكم عشية هذا العيد المبارك بأن افتخروا بانتمائكم لكنيستكم وحافظوا على أصالتكم الإيمانية فالأرثوذكسية ليست شعارا نتغنى به فحسب بل هي استقامة فكر وسلوك ودفاع عن قضايا العدالة وعن المظلومين والمهمشين والمضطهدين والمتألمين في اي مكان في هذا العالم .
 
المسيحية التي نتحدث عنها هي ليست مسيحية محصورة بين جدران معزولة عن العالم الخارجي فنحن مطالبون في هذا العالم الذي نعيش فيه وفي اوطاننا التي نحن مكون اساسي من مكوناتها ان نكون ملحا وخميرة لهذه الارض وان نكون صوتا صارخا بالعدالة والحرية والكرامة لمن سلبت حريتهم وكرامتهم واعني بذلك شعبنا الفلسطيني .
 
الكثيرون يهاجموننا وينتقدوننا بسبب مواقفنا ونحن نقول " اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون " فهنالك فئة ضالة لا تعرف شيئا عن المسيحية وعن الأرثوذكسية سوى بعض الشعارات والمقولات التي يرددونها كالببغاء متناسين بأن رسالة الكتاب المقدس في هذا العالم كانت وستبقى رسالة محبة وأخوة ورحمة وسلام .
 
هنالك من يهاجمنا عن حسن نية لانه لربما لا يقرأ جيدا واذا ما قرأ لا يفهم المكتوب واذا ما سمع لا يفهم ايضا ما هو المقصود ، ولكن هنالك شريحة من المهاجمين الشرسين وخاصة الموجودين في الخارج وهؤلاء يدعون انهم مسيحيون من هذا المشرق ولكنهم مرتبطون بالماسونية والصهيونية واجندات معادية لامتنا وشعبنا ، وبعضهم كان منخرطا في المؤامرة التي تعرض لها المسيحيون في سوريا والعراق وفي غيرها من الاماكن ونحن نعرف تفاصيلهم بشكل دقيق واداورهم القذرة في هذا المضمار، اما امتدادهم هنا فهم حفنة من اولئك الذين يؤيدون التجنيد .
 
كما كان هنالك كتبة وفريسيون في وقت من الاوقات هنالك اليوم ايضا كتبة وفريسيون من نوع اخر لا يفهمون الا لغة التشهير والاساءة والتطاول على كل من يختلف معهم وهؤلاء هم اعداء حقيقيون للكنيسة ، وهم يسيئون اليها اما بمعرفة او بغير معرفة . 
 
كونوا حذرين من هذه الأصوات النشاز التي يصدرها الينا بعضا ممن يدعون انتماءهم للمسيحية في امريكا وفي غيرها من الاماكن ولكن اجندتهم هي صهيونية امريكية بامتياز وهم يخدمون جهات مخابراتية ويدغدغون مشاعر المؤمنين بهدف اثارة ثقافة البغضاء والكراهية في صفوفنا وبين ظهرانينا .
 
لست من اولئك الذين يتأثرون من المحرضين والمسيئين بكافة اشكالهم والوانهم ولكنني اقول لهم او لبعضهم بأننا نعرفكم جيدا ونعرف من هو مشغلكم ومن هو الذي يوجهكم ويمولكم وبعضكم عمل وما زال يعمل اجيرا لدى المخابرات الامريكية التي كانت سببا في كثير من النكبات والمصائب التي تعرض لها المسيحيون في هذا المشرق وخاصة في العراق وسوريا وفي غيرها من الاماكن .
 
لن تنحرف بوصلتنا وسيبقى لسان حالنا اننا مسيحيون وفلسطينيون واذا ما كان هذا يزعج البعض فهذه هي مشكلتهم ونحن لن نخاف من ان نجاهر بمسيحيتنا وان نعبر عن انتماءنا الوطني انطلاقا من قيمنا المسيحية وتعاليم الكتاب المقدس السامية التي تحثنا دوما على ان نحب كل انسان وان نناصرالمظلومين والمتألمين في كل مكان.
 
يؤسفني ان اقول بأن بعضا من المسيحيين الذين يشهرون ويسيئون في الخارج وهم يدعون انتماءهم للمسيحية ويقولون انهم من هذه المنطقة الا انهم ويا للاسف باعوا انفسهم بحفنة من دولارات الخيانة والعمالة وهم يدعون حرصهم وغيرتهم على المسيحية ولكن ما يقومون به هو اسوأ بكثير من اولئك الذين يعادون المسيحية والمسيحيين ويحرضون عليهم ، وكليهما وجهان لعملة واحدة فلا تنجروا وراء اي خطاب يدغدغ المشاعر الدينية والغرائز المذهبية .
 
نقول لكم ايها الاحباء كونوا حذرين وواعين في هذا الزمن الذي كثر فيه المنافقون وكثر فيه اولئك الذين يلبسون ثوب المسيحية وهم في الواقع اعداء لدودون للمسيحية ويخدمون اجندات لا علاقة لها بالقيم المسيحية لا من قريب ولا من بعيد .
 
كونوا مسيحيين حقيقيين واحبوا وطنكم ولا تتبنوا اي خطاب يؤجج الكراهية والتطرف وان كان هنالك في هذا العالم من يتبنى هذا الخطاب وينادي به فنحن لسنا ملزمين ان ننجرف في هذا التيار وان نتبنى افكارا وطروحات ومواقف لا تنسجم وقيمنا المسيحية وانتماءنا الوطني النقي .
 
نرفض خطاب التحريض والكراهية ونرفض ايضا ثقافة التشهير والاساءة التي يتبناها البعض والذين يعتقدون بأنهم محصنون من كل مساءلة لان مخابرات عالمية تحميهم ولكن هؤلاء نتركهم لله ونقول لهم بأن الله هو الذي سيحاسبكم على أفعالكم .
 
نحن نسامح كل مسيء وكل مشهر ولكن هنالك ديان عادل هو الذي سنقف امامه جميعا في وقت من الاوقات لكي يسألنا عن اعمالنا وافعالنا وما اقدمنا عليه .
 
اقول لكم كأسقف أرثوذكسي بأنني افتخر بانتمائي لأسقفيتي وكنيستي ومسيحيتي القويمة الإيمان ولكنني في نفس الوقت احب وطني وشعبي وادافع عن قضية هذا الشعب المظلوم واصوات التكفير والتحريض والاساءة التي نلحظها لن تؤثر علينا لا بل لن تزيدنا الا قناعة بالرسالة التي نحملها والمبادىء الروحية والوطنية التي ننادي بها.
 
كونوا حذرين فهنالك مواقع الكترونية مشبوهة وهنالك اصوات مسيحية تحرض على الكراهية والتطرف والانعزال والتقوقع ولا يجوز ان ننجر وراء هؤلاء المرتبطين باجندات خارجية ومصالح شخصية .
 
انها مرحلة نحتاج فيها الى الحكمة والوعي والرصانة والمسؤولية والتمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود وعدم الانجرار وراء اي خطاب او اساءة او تحريض او محاولة لاثارة الفتن والضغينة والكراهية في مجتمعاتنا.
 
ان مقاومة ثقافة التحريض والكراهية لا يمكن ان تكون بنفس الاسلوب فبثقافة المحبة والاخوة والتسامح والرحمة والانفتاح نحن قادرون على ان نحاصر المحرضين والمسيئين ودعاة الفتن ونعتقد بأن قوة المحبة والاخوة هي اقوى من قوة الكراهية والتحريض والعنف .