شريف الشوباشى

نحن فى منعطف فى معركتنا ضد التطرف الدينى المتأسلم.. المتطرفون ينتهزون اى فرصة لتعبئة المؤمنين وحشدهم ضد "العدو الكافر" وهو اوروبا والغرب عامة.. وهم يضخمون ويكذبون ويشوهون الواقع حتى ينفخوا فى النار ويقنعوا البسطاء بان هناك هجوما على الاسلام وان هناك اهانة خطيرة للنبى محمد وان الاسلام فى خطر وان واحب كل مسلم ان يهب للدفاع عن دينه والا يتقاعس عن خوض المعركة... هم الآن مركزين على موضوع ماكرون الذى لم يوجه اى اساءة للاسلام وقد سمعت كلامه بالكامل وادعى انى اجيد الفرنسية اكثر "قليلا" من شيوخ الضلالة.. ماكرون دافع عن حرية التعبير وهاجم المتطرفين الذين يقتلون ويذبحون ويقطعون الرؤوس فى فرنسا الآن والشعب الفرنسى اصبح فى حالة غضب شديدة وله الحق فى ذلك.... 

لكن ما هى المشكلة الرئيسية: المشكلة الرئيسية هى فيمن يقود الحملة: الذى يقود حملة التشويه وحملة مقاطعة فرنسا هو رأس الافعى اردوغان.. والمشكلة ان القنوات المأجورة التى تبث من تركيا بمذيعين مصريين شغالة بقالها اسبوع على هذا الموضوع وتقوم بتهييج الناس وحضهم على العنف كما حدث فى موضوع سلمان رشدى الذى تسبب فى تشويه صورة الاسلام فى العالم.. وحتى تعرف الحقيقة عليك ان تعرف من الذى يتصدى لعداء اوروبا وعداء الغرب؟ انه اردوغان بعد ان دقت تركيا على باب اوروبا اكثر من 50 سنة للانضمام للاتحاد الاوروبى دون جدوى وكانت فرنسا هى التى تزعمت رفض تركيا على اساس انها ليست دولة اوروبية... 
 
فالمخدوعون الذين يهللون ويصيحون ويرغدون ويزبدون كراهية لماكرون وفرنسا اصيحوا دون ان يدركون اتباعا لسياسة تركيا.. اصبحوا ادوات فى يد اردوغان العدوانية التى لا تترك مصر فى حالها.. اصبحوا قوة تعمل لغير صالحها لكن لصالح قوة اجنبية احتلت مصر لاكثر من 5 قرون وهى تركيا.. افيقوا ايها الغافلون.. وفروا حماستكم للعمل والجد والاجتهاد لكى تتقدم بلادكم وتزدهر وتتطور بدلا من الصياح والنباح