مؤمن سلام
 
یردد عامة الناس كثیر من شعارات الإسلام السیاسى بطریقة عاطفیة سطحیة غیر مدركین لما وراء هذه الشعارات من معانى ومواقف وأهداف.
 
أحد هذه الشعارات التى ترددها الجماهیر بلا وعى لنتائجها هو “جنسیة المسلم هى دینه” وبیت الشعر الشهیر لدى الاسلامجیة “وأینما ذكر اسم االله في بلد، عددته من لب أوطاني” وتردید الكثیر منهم عند التعریف بنفسه “مسلم وُلدت فى مصر” فمصر أو أى دولة أخرى هى بالنسبة لهم مجرد مكان وُلد فیها الاسلامجى.
 
ینطلق كثیر من العوام وراء هذا الكلام معتقدین أن هذا مجرد انتماء عاطفى رومانسى أقرب الى الرمزیة منه الى الحقیقة التى یُبنى علیها مواقف وأراء وخاصة أن هذا الشعور الداخلى الذى لا یكلف صاحبه أى مجهود أو تبعات یعتقد صاحبه أنه مأجور من االله علیة فحسناته بتزید وهو نائم فى البیت بلا أى مجهود.
 
والدلیل على عدم إدراك الشعوب لمعنى أن تكون العقیدة جنسیة هى الصدمة التى شعر بها الكثیر من الناس عند سماعهم “طز فى مصر واللى فى مصر” أو عن رئیس مالیزى لمصر طالما أنه مسلم أو أن المسلم الباكستانى أقرب الیك من المسیحى المصرى.
 
للأسف الناس لا تُدرك الإرتباط الوثیق بین مفهوم "العقیدة الجنسیة" وبین هذه المواقف والتصریحات.
 
الناس لا تدرك أن الجنسیة العقیدة تجعل الإنتماء الوطنى فى ذیل الأولویات فیُصبح التبرع لتحریر جزیرة میندناو الفليبينية أهم من التبرع لبناء مدرسة أو مستشفى فى الوطن، وتصبح مجاهدة روسیا فى الشیشان أهم من مجاهدة الأمیة فى الوطن.
 
الجنسیة العقیدة تجعل المصري یقبل بمسلم مالیزى یحكم مصر ویرفض أن یكون مسیحى مصرى وزیراً ولن نقول رئیساً.
 
الجنسیة العقیدة تجعل الإنسان على استعداد ان یتعاون مع دولة أجنبية ضد وطنه طالما أن هذه الدولة فى نظره هى حامى العقیدة والمجاهدة فى سبیل رفع رایة الدین فى مقابل وطنه الذى یراه علمانیاً كافراً عمیلاً لأعداء االله. وتصبح فى هذه اللحظة معانى الخیانة العظمى مختلطة مبهمة غیر واضحة المعالم للشخص. 
 
وهنا یستطیع رجال المخابرات أن یضموا الى الوسیلتين الأساسیتین لتجنید العملاء وهى المال والجنس، أن یضموا الإنتماء العقائدى، فیكفى أن تقنع الشخص أن ما یقوم به هو جهاد ونصرة للدین حتى یقبل التعاون معك وربما مجاناً أیضا، فأجره سيتلقاه من الله، أنهار من خمر وعسل وحور عين.
 
هذه نتائج الجنسیة العقیدة فى داخل الدین الاسلامى السنى، لأن الشیعة أیضا سیكون لهم انتماء مختلف فى هذه الحالة ولكن على الناحیة الأخرى. ورد الفعل الطبیعى للمواطنیین من الدیانات والطوائف الأخرى عندما یرون أنهم مع الوقت یتحولون الى غرباء وأن المسلم البوروندى له حقوق فى وطنهم أكثر منهم یبدأ قانون رد الفعل فى العمل فیبدأ المسیحیین فى الاحساس بالانتماء والدفء فى احضان الكنیسة حتى لو كانت كنیسة جزر سولومون بعد ان لفظهم الوطن، ویصبح انتماء الیهودى لاسرائیل بعد ان خونهم الوطن وجعلهم مجرمین فقط لانهم یهود، ویبحث البهائى عن شقیقة البهائى فى بوركینا فاسو حتى یلتصق به بعد أن القى به الوطن فى المحرقة.
 
فتخیلوا معى وطن یرشح فیه مالیزى وایطالى واسرائیلى وایرانى وتركي لرئاسة مصر فقط لأن كل مكون من مكونات الأمة المصرية أصبح یرى أنه أفضل من شقیقه المصرى، فقط لأن له دین مختلف.
 
تخیلوا شعب أصبحت فیة العمالة لایران والسعودیة وتركيا لیست عمالة وخیانة تستحق الاعدام ولكن جهاد جزائه الجنة.
 
الصورة:
يوسف القرضاوي - إخوان مصر 
رجب طيب اردوغان - إخوان تركيا
كمال الخطيب - إخوان إسرائيل
قاضي حسين احمد - إخوان باكستان (الجماعة الإسلامية).