سليمان شفيق
خرق سكان مدينة نيس الحجر الصحي الذي دخل يومه الأول في فرنسا الجمعة، وتوجهوا إلى كاتدرائية نوتردام للتضامن مع ذوي ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة 3 أشخاص. وتمازجت ردود الفعل بين الغضب الحزن والخوف مما حصل، خصوصا أن المدينة شهدت ثلاثة اعتداءات منذ العام 2015
 
بعد الاعتداء الذي وقع في مدينة نيس، أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن فرنسا في وقت تخوض فيه "حربا ضد الأيديولوجية الإسلاموية المتطرفة".
 
ورجح دارمانان وقوع المزيد من الهجمات على أراضي بلاده. من جهته، وجه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس "رسالة سلام إلى العالم الإسلامي"، داعيا "لعدم الاستماع إلى الأصوات التي تسعى لتأجيج الريبة".
 
أشار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الجمعة إلى أن من المرجح وقوع المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا في وقت تخوض فيه "حربا ضد الأيديولوجية الإسلاموية المتطرفة" وذلك غداة اعتداء قتل فيه 3 اشخاص في نيس.
 
وقال دارمانان لإذاعة (آر تي إل) "نخوض حربا ضد عدو في الداخل والخارج". وتابع "علينا أن ندرك أن مثل هذه الهجمات المروعة التي وقعت ستقع أحداث أخرى مثلها".
 
من جهته، بعث وزير الخارجية  الفرنسي جان إيف لودريان امس الاول  الخميس بـ"رسالة سلام إلى العالم الإسلامي"، يلفت فيها إلى أن فرنسا هي "بلد التسامح" لا "الازدراء أو النبذ.
 
وأضاف في الجمعية الوطنية على هامش نقاش حول موازنة وزارته "لا تستمعوا إلى الأصوات التي تسعى لتأجيج الريبة. ينبغي ألا نجعل أنفسنا حبيسة تجاوزات أقلية من المتلاعبين".
 
رسالة لودريان أتت بعد مظاهرات خرجت في دول إسلامية عدة منددة بالرسوم الكاريكاتورية .
 
ولا تزال فرنسا تحت وقع الصدمة جراء الاعتداء الذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص في مدينة نيس الساحلية الخميس ونفذه مهاجر تونسي دخل إلى الأراضي الفرنسية بطريقة غير شرعية قادما من إيطاليا. وأعلن جان فرانسوا ريكار المدعي العام لمكافحة الإرهاب المسؤول عن التحقيق مساء الخميس أن منفذ الهجوم "غير معروف لدى أجهزة الاستخبارات والشرطة"، فيما شرع القضاء التونسي التحقيق مع أفراد عائلته حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
 
وتتواصل التنديدات من داخل فرنسا وخارجها عقب الاعتداء الذي قتل فيه الخميس ثلاثة أشخاص بنيس (جنوب البلاد) وأثار صدمة كبيرة لدى سكان المدينة الساحلية والفرنسيين عامة. 
 
ودان الرئيس إيمانويل ماكرون خلال تفقده المكان الخميس الهجوم الذي اعتبره "إرهابي إسلاموي" وأعلن تعزيز الخطة الأمنية "فيجيبيرات"، ليرتفع عدد الجنود الذين يقومون بدوريات في الشوارع من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف.
 
منفذ الهجوم ليس له سجل لدى أجهزة الاستخبارات والشرطة الفرنسية
 
وفيما تتواصل التحقيقات حول الهجوم، قدم جان فرانسوا ريكار المدعي العام لمكافحة الإرهاب بعض المعلومات عن منفذ الاعتداء الذي أصيب بجروح خطيرة على يد الشرطة ونقل إلى المستشفى، وهو "تونسي يبلغ من العمر 21 عاما وصل إلى فرنسا في تشرين الأول/أكتوبر بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20سبتمبر.
 
وأوضح ريكار أن "المهاجم تقدم نحو قوات الأمن "بطريقة تهديدية مرددا الله أكبر مما اضطرها لإطلاق النار"، بعدما تمكن في وقت سابق، "فريق من شرطة بلدية نيس من شل حركته". مضيفا أن المحققين وجدوا بالقرب منه مصحفين وهاتفين وسلاح الجريمة وهو "سكين طوله 30 سنتيمترا يبلغ طول شفرته 17 سنتيمترا
 
وأضاف المدعي العام، أن المهاجم بعد وصوله إلى نيس قرابة فجر يوم الخميس، أمضى حوالي ساعة ونصف الساعة في محطة القطار، ثم ارتدى حذاء جديدا ووقع الهجوم بعد ذلك. 
 
التحقيقات من الجانب التونسي:
وشرع القضاء التونسي بالتحقيق مع أفراد عائلة منفذ الهجوم، حيث قال نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة إن المشتبه به "ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 سبتمبر الفائت ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات".  
 
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات لأفراد من عائلته التي تقطن حيا شعبيا في محافظة صفاقس الواقعة بوسط تونس، حيث قالت إن ابنها (ابراهيم) "أصبح متدينا قبل سنتين تقريبا"، و"عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية".
 
وقالت والدته لوكالة الأنباء الفرنسية إن ابنها "جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار، أي نحو 400 يورو، وأنشأ كشكا لبيع البنزين" على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية.
 
وحسب نفس المصدر، فإن منفذ الاعتداء "بدأ الالتزام بالصلاة والارتياد على المسجد خلال السنوات الأخيرة بعد أن تخلى عن تناول الحكول والمخدرات"، وصار "لا يجالس أحدا" من أبناء حيه.
 
كما حاول الهجرة بطريقة غير شرعية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك. وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر، أخبر العائلة أنه عمل في قطف الزيتون على ما يقول شقيقه. وأبلغ إبراهيم العائلة بوصوله الأربعاء إلى فرنسا للبحث عن عمل.
سليمان شفيق