تمثال الحرية عمل فني نحتي قامت فرنسا بإهدائه إلى أمريكا كهدية تذكارية، بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكري المؤوية للثورة الأمريكية وقام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي جوستاف إيفل ويستقر التمثال على جزيرة الحرية الواقعة في خليج نيويورك، ويبعد 600 مترا عن جيرسي بولاية نيوجيرسي و2.5 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مانهاتن.

 
بمساحة إجمالية تقدر بـ49 ألف متر مربع ويمثل التمثال فكرةالديمقراطية أوالفكر الليبرالي الحر ويأخذ شكل سيدة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت عند إحدي قدميها تمسك هذه السيدة في يدها اليمني مشعلا يرمز إلى الحرية، بينما تحمل في يدها اليسري كتابا نقش عليه بأحرف رومانية جملة«4 يوليو 1776»وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي.
 
وعلى رأسها تاج مكون من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم ويرتكز على قاعدة أسمنتية- جرانيتية يبلغ عرضها 47 مترا (154 قدم)، ويبلغ طول التمثال من القدم إلى أعلى المشعل 46 مترا(151 قدم ) ،بينما يبلغ الطول الكلي بالقاعدة 93 مترًا وقد تم بناء التمثال في 1812 كجزءمن حصن وود والذي استخدم للدفاع عن مدينة نيويورك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية التي امتدت من 1861 إلى 1865.
 
وكان الفرنسي فريدريك بارتولدي قام في 1869 بتصميم نموذج مُصغر لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلا، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من هذا العام، لكن الخديوي إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة وحفل افتتاحها وفي هذا الوقت، كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة من1870 إلى 1940 تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة عبر البحار من أجل تأصيل أواصر الصداقة بها، لذلك تم التفكير في إهداء الولايات المتحدة الأمريكية هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المؤوية لإعلان الاستقلال وفي 4 يوليو 1876 وتم الاتفاق على أن يتولى الفرنسيون تصميم التمثال بينما يتولي الأمريكيون تصميم القاعدة التي سيستقر عليها من أجل ذلك، بدأت حملة ضخمة في كل من البلدين لإيجاد التمويل اللازم لمثل هذا المشروع الضخم.
 
وتم اختيار الموقع على جزيرة الحرية إلى أن توفرت الأموال اللازمة وقام المعماري الأميريكي ريتشارد موريس هنت بتصميم القاعدة وانتهى منها في أغسطس1885 ليتم وضع حجر الأساس في الخامس من هذا نفس الشهر وبعدها بعام اكتملت أعمال بنائها في 22 إبريل 1886أما عن الهيكل الإنشائي، فكان يعمل عليه المهندس الفرنسي يوجيني لو دوك لكنه توفي قبل الانتهاء من التصميم، فتم تكليف جوستاف إيفل ليقوم بإكمال ذلك العمل وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدني بحيث يتكون من إطار رئيسي للتمثال يتم تثبيته في إطار ثاني في القاعدة لضمان ثبات التمثال وانتهت أعمال تصميم التمثال في فرنسا مبكرا في يوليو 1884 وتم شحن التمثال على باخرة فرنسية وصلت إلى ميناء نيويورك في 17 يونيو 1885 وتم تفكيك التمثال إلى 350 قطعة وضعت في 214 صندوق لتخزينها لحين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها والتي انتهت في وقت لاحق لوصول التمثال و«زي النهاردة» في 28 أكتوبر 1886 قام الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند بافتتاح التمثال في احتفال كبير، وألقي السيناتور وعمدة نيويورك الذي قاد حملة التبرعات ويليام إيفارتز كلمة بهذه المناسبة وعلي هذا فكان وضع حجر الأساس في 5 أغسطس 1885وانتهاء الأعمال الإنشائية في 22 إبريل 1886 ووصل إلى نيويورك في 17 يونيو 1885 إلى أن افتتح «زي النهارده» في 28 أكتوبر 1886.
 
وهناك قصة أخرى عن التمثال قالها طبيب جراح عاش في أمريكا لثلاثين عاما وهو الدكتور كمال أبوعقيل مقرر المجموعة الأوروبية في المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو المجلس الألماني للشئون الخارجية وتقول هذه القصة أن الخديو اسماعيل دفع عربونا لمصمم التمثال واشترط عليه تصميمه على شكل فلاحة مصرية تحمل «البلاص» على أن يتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس، حتي أن الخديو أعطاه صورة لفلاحة من المنوفية لتكون نموذجا لمصمم التمثال وصانعه غير أنه بزيارةالخديو لمصمم التمثال وجده لم يصممه كما طلبه بل أن بارتولدي استلهم أمه في تصميمه الأخير للتمثال وبرر التغيير للخديو بأن هذا التمثال يعبر عن التطلع للحرية ومناهض للعبودية وهو على ذلك عالمي الطابع ولكن الخديو رفض وأراد استرداد مادفع أو أن يتم تكسير التمثال لكن في نهاية المطاف استقر الأمر على وضع التمثال في مدينة أمريكية فقيرة وهي «نيويورك» ومن ثم تم الاكتتاب لاستكمال التمثال ووضعه هناك كتعبير عن يوم الاستقلال