عرض/ سامية عياد
لمكانتها العظيمة لما جاء عنها فى نبؤات العهد القديم وما تحقق عنها فى العهد الجديد ، حازت العذراء مريم والدة الإله على مناظر متنوعة فى الفن القبطى والأيقونات والرسومات المسيحية وانتشرت صورها فى جميع كنائس العالم ..
 
نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام فى مقاله "تنوع منظر والدة الإله فى الأيقونات" وضح لنا أن القديس لوقا الطبيب أول من رسم أيقونة والدة الإله المتجسد وهى تحمل ابنها الرب يسوع ، بعدها رسمت صورها على جدران أماكن الدياميس الموجودة تحت أرضية مدينة روما القديمة ، ثم انتشرت صورها فى كنائس العالم كله بمناظر وأشكال متنوعة عبر عنها الفن المسيحى خاصة بعد تحرره من الرمزية وأصبح يعبر عن الواقع وأيضا بعد ما حكم على نسطور بطريرك القسطنطينية فى مجمع أفسس الذى أنكر أن العذراء والدة الإله .
 
صورت الأيقونات والرسومات المتنوعة للعذراء مريم بعدة مناظر لها دلالات معينة ، منها أوضح أنها دائمة البتولية ، والسماء الثانية ، والملكة ، ووالدة الإله ، والأعلى من الشاروبيم والسارافيم ، كما أبرزت الصور عدة رموز ارتبطت بالعذراء مثل العليقة ، والشورية ، وسلم يعقوب ، تابوت العهد وغيرها ، أيضا أبرزت صورها وأيقوناتها تفاصيل فى وجهها مثل نظرة عينها وميل رأسها نحو ابنها أو رضاعته من ثديها الأيسر أو الأيمن ، حمله على يدها اليسرى ، وأخرى أبرزت الرب يسوع فى داخل دائرة أمام أحشائها ، كما رسم حولها الملائكة والقديسين والتلاميذ الأطهار كما أن أيقونات العذراء لها قدسية خاصة داخل أديرة الرهبان .
 
مقاصد عديدة ودلالات معينة سواء لاهوتية أو روحية أو عقائدية أراد الفنان القبطى أن يبرزها فى أيقونات العذراء مريم والدة الإله ، يقول القديس كيرلس السكندرى عنها : (السلام لمريم والدة الإله ، الكنز الثمين الذى أوجده العالم ، المصباح غير المنطفىء قط ، إكليل البتولية ، قضيب الأرثوذكسية )...