كتب – روماني صبري 
 
رحل عن عالمنا، أمس الثلاثاء أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن عمر ناهز الـ91 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، مسيرته حافلة شغل خلالها مراكز حساسة في أجهزة الدولة وأرسى أسس السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، كان رجل إصلاحي، رسخ للديمقراطية وزيادة الحرية في الإعلام، وتوسيع مشاركة المرأة، بينما تمكن من لعب دور الريادة في حل أزمات المنطقة، من خلال دور الوساطة، وتبنى نهج الحوار الدبلوماسي.
 
ما مرد الانتقال السلس للسلطة؟ 
شهدت البلاد انتقال سلس للسلطة بعد رحيله، هل يمكن القول انه هو من مهد لهذه الطريقة من خلال ارثه السياسي الحافل، وردا على ذلك قال دكتور مبارك البغيلي، أكاديمي ومحلل سياسي، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، هو فقيد الإنسانية، وهذا الانتقال السلس للسلطة جاء في إطار ان الكويت لا تعاني أزمة حكم في اغلب الأحيان، فالدستور الكويتي واضح ، حين يموت أمير البلاد يتولى ولي العهد الحكم." 
 
احترف السياسة 
الأمير الراحل انتهج فكرا إصلاحيا، مكن بلاده من تبوء مكانة ريادية فيما يتعلق بالمجال الديمقراطي وسط البلدان العربية، وبخصوص هذا قال البغيلي عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، رحمه الله، احترف السياسة، وله ارث سياسي كبير، حيث كان شغل منصب وزير خارجية الكويت مدة 40 عام.
 
القائد الإنساني 
مردفا :" كان الراحل رجل مطلع ومنفتح على العالم، ويعرف كيف تدار اللعبة السياسة العالمية، لذلك هو القائد الوحيد على مستوى الوطن العربي، الذي لقب بـ"القائد الإنساني"، كذلك كان الحاكم الوحيد الذي يسارع لتضميد جراح الدول في العالم والتي تعصف بها أزمات صعبة." 
 
لم يعرف السياسات الكيدية
وبدوره شدد سليمان العقيلي، الكاتب والباحث السياسي، على ان الراحل تعاون مع المملكة العربية السعودية لحل العديد من المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، لافتا :" نجح في مد جسور التفاهم مع الرياض ولم يمارس سياسات كيدية استفزازية كما يفعل بعض الحكام." 
 
مردفا :" ومرد ذلك إلى النظرة الإستراتيجية التي كانت تحكم سياساته، وطوال تاريخه الدبلوماسي الطويل، وبفهمه العميق للتحولات التي اجتاحت المنطقة، أدرك الظروف الدقيقة التي تعيشها منطقة الخليج والمنطقة العربية بحاجة إلى التلاقي والتفاهم وليس الصراع، ما انعكس على سياسة الكويت التي وجدت ترحيب من كافة الدول بالمنطقة." 
 
عميد الدبلوماسيين
موضحا :" أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كان اكبر دبلوماسي وحصل على لقب "عميد الدبلوماسيين العرب"، حيث كان لديه فهم واسع للظروف ومحددات السياسة الوطنية بالمنطقة.
 
مردفا :" جمعته علاقة شخصية قوية جدا مع قادة دول منطقة الشرق الأوسط، ووزراء خارجيتها، وهو يعتبر احد أعمدة الدبلوماسية في الخليج والمنطقة العربية، ما كون لديه مهارة الاتصال السياسي والتفاوض والتوسط لحل النزاعات، كان رجل ذو شخصية محبوبة ومقبولة من جميع الأطراف، وجعل الكويت تعتلي مكانة سياسية قوية في المنطقة دون أن يلجأ لسياسات الصراع.