يحدث الاعتدال الخريفى فى مصر والوطن العربى هذه السنة 2020 يوم الثلاثاء الموافق 22 سبتمبر عند الساعة 01:30 مساءً بتوقيت جرينتش) وهو أول أيام فصل الخريف فلكيًا فى كامل النصف الشمالى للكرة الأرضية حيث ستكون الشمس واقعة مباشرة على خط استواء الأرض قادمة ظاهريًا من شمال السماء متجهه نحو الجنوب.

 
يرجع السبب فى حدوث الاعتدال لميلان محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.5 درجة ودورانها المتواصل حول الشمس، فعندما يكون محور دوران الأرض فى وضعية لا مائل بعيدا عن الشمس ولا مائل باتجاهها يحدث الاعتدال.
 
تشرق الشمس فى يوم الاعتدال من نقطة الشرق الأصلية وتغرب فى نقطة الغرب الأصلية فى كل انحاء العالم، ويكون طول الليل النهار "تقريبا" متساوى بطول 12 ساعة وهذا صحيح بصفة عامة ولكن على وجه التحديد يكون النهار أطول بثمانى دقائق إضافية من الليل فى يوم الاعتدال فى خطوط العرض المتوسطة وذلك يرجع لعدة اسباب.
 
فالشمس قرص دائرى وليست نقطة مثل النجوم، ومعظم التقاويم تحدد شروق الشمس بالتلامس الأول لأعلى قرص الشمس مع الأفق الشرقى، ويحدد غروب الشمس بالتلامس الأخير لقرص الشمس مع الأفق الغربى وهذا فى حد ذاته يعطى دقيقتين إلى ثلاث دقائق من ضوء النهار فى خطوط العرض المتوسطة.
 
إضافة لظاهرة الانكسار الجوى، حيث يعمل الغلاف الجوى للأرض مثل العدسة أو المنشور، حيث يرفع الشمس بمقدار نصف درجة عن موقعها الهندسى الحقيقى كلما اقتربت من الأفق، إضافة أن القطر الزاوى للشمس هو حوالى نصف درجة كذلك، ولذلك، فإن الانكسار الجوى يؤدى إلى تقدم شروق الشمس ويؤخر غروبها، ويضيف ما يقرب من ست دقائق أخرى من النهار عند خطوط العرض المتوسطة.
 
لا تعطى التقاويم الفلكية عادة أوقات شروق الشمس أو غروبها إلى الثانية، ذلك لأن الانكسار الجوى متغير إلى حد ما، فهو يعتمد على درجة حرارة الهواء والرطوبة والضغط الجوى، فدرجة الحرارة المنخفضة والرطوبة العالية والضغط البارومترى العالى كلها تزيد من الانكسار الجوي.
 
بحلول شهر أكتوبر سيتغير ذلك بشكل دراماتيكى، حيث ستشرق الشمس من الأفق الجنوبى الشرقى وتغرب فى الأفق الجنوبى الغربى، ما يعنى ساعات نهار أقصر وساعات ليل أطول فى النصف الشمالى للكرة الأرضية.
 
تستمر الشمس بعد الاعتدال الخريفى والطيور المهاجرة فى الانتقال نحو الجنوب، وسيبدأ البحر القطبى الشمالى فى التجمد فى حين يبدأ الجليد فى القطب الجنوبى فى الذوبان وتبدأ عجلة الفصول فى التغير.
 
من ناحية أخرى يلاحظ أن اليوم الأول من الخريف فلكيا يمكن أن يختلف من 21 إلى 24 سبتمبر ولا يبدأ فى نفس اليوم خلال السنوات، فمن المعروف بأن محور الأرض يبقى ثابتًا نسبيًا بالنسبة للنجوم أثناء دورانها حول الشمس، ولكن يتغير اتجاهه بالنسبة إلى الشمس على مدار العام، لذلك يفترض أن الإعتدال الخريفى يجب أن يبدأ فى نفس اليوم من كل عام.
 
إن السنة الشمسية ليست عددًا دقيقًا من الأيام، فعادةً ما نعتبر 365 يومًا عامًا، ولكن العام الشمسى يبلغ 365.2421897 يومًا، لذا فإن سنة التقويم أقصر قليلًا من السنة الشمسية، والسنوات الكبيسة أطول قليلًا.
 
نظرًا لأننا لا نستطيع مواءمة السنة الشمسية مع عدد صحيح من الأيام، فسيكون هناك دائمًا بعض الانجراف بين أيام التقويم وأيام الاعتدالين والانقلابين، ولكن حتى لو كانت السنه الشمسية تبلغ 365 يومًا بالضبط، فعلى مدار القرون فإن التغير فى مواسم الفصول سيظل ينحرف بالنسبة لسنة التقويم لأن محور دوران الأرض (يترنح) بسبب تفاعلات الجاذبية مع الشمس والقمر، مما يتسبب فى تمايل كوكبنا قليلًا، وعلى مدى فترة طويلة جدا (الزمن الجيولوجي)، يمكن أن تتغير الفصول بشكل ملحوظ.
 
جدير بالذكر أن فصل الخريف 2020 سوف يستمر 89 يوم و20 ساعة و33 دقيقة حتى موعد الانقلاب الشتوى فى 21 ديسمبر المقبل.