نبيل ابادير

لماذا لا تصبح المواقف الإنسانيه النبيله التي تحترمُ الإنسان رغم الإختلافات الكثيره بين البشر، وسلوكيات أخري تقوم علي القيام بالواجبات والمسئوليات بجديه ودون كسل وتراخي وبأدب وإحترام دون خروج عن اللياقه والحدود في التعامل، وتلك التي تقف مع الحق وترفض التجاوزات دون صراخ أو توبيخ، والمواقف الإنسانيه التي تسند وتترفق بالضعيف، وتُفسح مكاناً لكبار السن والأمهات التي تحمل أطفالا والحوامل، وغيره وغيره وغيره من التصرفات الإنسانيه النبيله التي يجب أن نتحلي بها كبشر،
 
لماذا لا تصبح تلك المواقف والسلوكيات أمورًا  عاديه في حياتنا وفي مجتمعنا رغم ما نحمله لها من تقدير وإحترام، 
 
وبالتالي لا تحتاج هذه المواقف الإنسانيه للنشر والدعايه والتكريم والذي يصل أحيانا الي حد تحويل هذه الافعال الإنسانيه والتي نريد ان تكون سلوكيات عاديه في مجتمعاتنا وكأنها شيئا خارقا للعاده ونادرا في ثقافتنا، 
 
وهل من المناسب إغداق التكريم والتقدير لأصحاب هذه المواقف بالدرجه يمكن بها أن  تُفقدهم إنسانيتهم التي تتصرف بها عفويا نتيجه تربيتهم وأخلاقياتهم التي نشأوا عليها؟ وللدرجة التي يمكن أن يفتعل فيها آخرون مواقف إنسانيه مزيفه ليست أصيله فيهم إنتظارا للتقدير والتكريم، وللدرجه التي يتم فيها إستهجان بعض ردود الأفعال هذه وتصبح وسيلة للتندر في مجتمع إنحدرت فيه الثقافه لأسباب عديده ومنذ عقود طوال.
 
والسؤال كيف نعاون علي تقدير هذه المواقف الإنسانيه النبيله بحيث يمكن التعامل معها علي أنها المواقف العاديه التي يجب أن يتحلي بها كل إنسان، ومطلوب منا كبشر أن نسلك بها،
 
وكيف يتم وضع ذلك في المناهج التربويه وإعدادا للمعلمين لهذه المناهج ومتابعه سلوكياتهم مع التلاميذ ليكونوا هم نماذج صحيه لهذه المناهج، فتنشأ الأجيال علي هذه السلوكيات وبإعتبارها سلوكيات إنسانيه عاديه وعلي الجميع ان يسلك بها.