حواء ...حواء ....أين أنتِ؟… بقلم / عبير حلمي

لماذا قال الرب :
آدم ....آدم ....أين أنت؟

هل آدم مميز عند الرب ؟
وهل هو المسئول عن تصرف حواء؟

هل الله لم يعرف ما حدث وكيف أسقطت الحية حواء؟؟؟

 وكيف اشتهت حواء معرفة الشر وهي لم تعرف ما  ذلك الشر الذي تقول عنه الحية؟

" فقالت الحية للمرأة : لن تموتا

 بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر"

 هكذا كذبت الحية على حواء......
حواء النقية وقالت لها (لن تموتا)

حواء التي لا تعرف غير الخير ولا تعرف الكذب مطلقًا ،

حواء التي أرادت بكل محبة أن يأكل معها آدم شريكها في الجنة
فهى لم ولن تعرف الخداع....( لن تموتا )

وبالتأكيد لم  تشك أو تظن السوء أبدااا في الحية التي تكلمها كصديقة

 فكانت الحية بمثابة الصديقة لها وكيف للصديقه تكذب أو تخون؟؟؟

وما هو الكذب أصلا ؟
 وما هو هذا الشر الذي تتكلم عنه صديقتها ؟

وقد اشتهت حواء معرفة هذا الشر للأسف.....

  فعلًا  "الذي يزداد علمًا يزداد غمًا" كما قال الكتاب المقدس:

 "لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا." (جا 1: 18)

ولماذا لم يفكر أدم في الرفض ؟
لماذا لم يتذكر الوصية ؟

هل لم يصدق أبدااا أن حواء ممكن تضره وهي بالفعل لم تقصد ذلك أبدًا .....

أو لم يتوقع أن الحية ممكن تكذب على حواء وتخون الصداقة اللي بينهم ،

أو أن هناك مثل هذا الشر الذي يصل بهما إلى الموت ......

ولكن كيف يا آدم ؟
ومع علمك بأن هذه الثمرة من شجرة معرفة الخير والشر الذي قال لك الرب عنها : يوم تأكلا منها يوما موتاً تموتا ،

فلماذا ....لماذا  لم ترفض ؟
لماذا لم ترجع إلي الله لتسأله وتتحقق بنفسك من ذلك؟

هل لأنك عرفت أن حواء هتموت وتتركك لوحدك في تلك اللحظه فكرت وقررت أن تموت معها ،

فكرت في الوحدة التي كنت تعيش فيها بدونها فيما سبق ،

هل فكرت أنها لحم من لحمك وعظم من عظام ومن إمرآك أُخذت،

أم فكرت أن تكون مثل الله تعلم كل شيء واشتهيت معرفة الشر هكذا أيضًا،
 
أم إغراء منظر الثمره وشهوة العيون جذبتك كما جذبت حواء واشتهت تلك الشجرة وما بها من ثمر جيد ....

ولذلك قال الرب :
 "وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ." (مر 9: 47)

يا آدم يا من تعرف قيمة حواء ولا ترفض لها طلب ولا تعترض على رأي لها ،

كيف بعدما أكلت من الشجرة أول خطية لك ......إنك تبيعها وتلقي عليها باللوم وتقول :

 «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». (تك 3: 12)

وهل كنت متوقع أن الله يحاسب حواء ويتركك أنت  على اعتبار أنك برئ  ؟

وكيف لك من الجرأة أن تلوم على الله أنه السبب فقد آتى إليك بمنْ يكون سبب طردك من الجنة ،

وهكذا تغير رأيك بفعل الخطية التي سكنت بالشر داخلك وكسرت نقاوة فكرك وقلبك ،

هكذا فعلت حواء حينما سألها الرب وباعت الصديقة لتتبرأ من ما فعلت بكامل إرادتها ،

هكذا فعل الخطية فأنها تلد خطايا وخطايا ......

وهل كانت حواء تظن إن الله لا يعلم ما يدور وما حدث معهم ؟

هل نداء الله أين أنت كان بمثابة عدم المعرفة أم بمثابة البحث عن اعتراف منك يا آدم.....

  «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ»." (تك 3: 10)

ولماذا لم تُكمل يا آدم  باقي الاعتراف ....

وتعترف ..... سامحني يارب أنا كسرت الوصية وتطلب عن حواء أيضًا ،

وسامح يارب حواء فأنها جزء مني معين نظيري لا أستطيع الاستغناء عنها ،

ولذلك أطعتها وأكلت لنموت معًا ،

فما كنت أستطيع العيش بدونها فقد أعددت الحياة معها فهي شريك الدرب ،

 يارب سامحنا ....

 حواء يارب من خلقت  من أجلي.....

"وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ»." (تك 2: 18)

ولماذا يا حواء لم تعترفي بخطأك ليسامحك الله ،

ويعفى عنك وعن آدم حبيبك فقد جريتي عليه ليأكل مثلك،

 وهكذا نستطيع أن نفهم ونتفهم العلاقه بينكم وهي المشاركة والمناصفة للحياة بكل ما فيها حلو أو مر........

و قال بولس الرسول:
 (هكذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا،

 إذا ليس بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان)

آدم وحواء لكما نفس الأخطاء بحس النيه ونقاء القلب وعدم الأنانية وعدم معرفة الشر وما فيه من خبث ومكر ودهاء ،

 وهكذا بفعل إبليس الحية القديمة انكسر كل ذلك،

 وتسلل لكما كل أفعال الشر والأفكار المغلوطه ،

وأصبحت الخطية حاجز قوي بينكم وبين الله .....

الله الذي خلقكما على صورته ومثاله ،

الله ما صنع كل شيء من أجلكما  وإذ هو حسناً جدااا ،

ثم جاء بكما لتتمتعا بهذا الحسن وتكونا سيدا على ما فيها ....

فكانت الحيوانات أيضًا تطيعك يا آدم وأنت سيد عليها جميعاااا،

الله الذي ألقى اللوم على الحية وبعدما وضع قانون عقاب الكل بما يستحقه،

وبكل الحب وعد إن نسل المرآة سيسحق رأس الحية ،

ولماذا رأسها لأنة ما به من أفكار شريرة كلها مكر ودهاء وخبث،

 أسقطت جنس البشر وما زالت بهذه الأفكار تحارب البشرية،

 وتدفعه للسقوط في المعاصي والشرور فكل خطية بدايتها فكرة وشهوة كمثل الخطية الأولى تمام،

والله ما زال يقول لكل البشر :
آدم .....آدم ......أين أنت ؟
 
وهنا نستطيع أن نعرف حكمة الله في كل ما حدث أن ياتي في ملء الزمان يسحق رأس الحية ويحمل خطية أدم وحواء بمحبته وعدله الإلهي بنفسه ويبطل فعل الموت وبموته يحيا كل البشر ،

 ويرد الخليقة فيه..... في آدم الثاني وهو يسوع المسيح الفادي و المخلص  .....

آدم الأول أخطأ و أهلك البشرية ،
بينما فعل العكس ......
آدم الثاني بررها بدمه القدوس .

حواء الأولى اشتهت الشر ومعرفته،

 وسقطت بدون قصد أو رغبه في ذلك  .....

أما حواء الثانية كانت مثال للطاعة و المحبة والنقاء و الصمت لكي يتم الفداء
 رغم كل ألم نفسي ......
فهى العذراء مريم والدة الإله منْ قالت بكل خضوع :

 "فأنا آمة الرب ليكن لي كقولك "

قال لها سمعان الشيخ متنبئًا "وأنت أيضًا يجوز في نفسك سيف" (لو35:2)

فقالت العذراء وهي حواء الثانية "أما العالم فيفرح بقوله الخلاص وأنا أحشائي تلتهب عند النظر إلي صلبوتك يا ابني وإلهي"

حواء الطاعة والمحبة والصدق والإيمان والرجاء والحكمة ،
 
وعكس حواء الأولي
 العصيان وسقوط البشرية بسبب ذلك العصيان

فقد عادت البشرية بفداء  
من أحبها حتي المنتهي ،

من بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به كما قال الكتاب المقدس .....

"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 16)

هكذا أحبها فهو اشتراها بدمه ودفع الثمن بدلا عنها

 أطاع حتى الموت موت الصليب ما لم يفعل ذلك آدم الأول من حاول تبرير نفسه ،

وهل بعد كل ذلك نسمع من الحية مرة آخري و نتبع خُطاها ونترك صوت آدم الثاني ؟؟؟؟؟

آدم الثاني ....آدم المتجسد من العذراء والروح القدس .....

الساكب روحه القدوس فينا ،

"وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ." (يو 20: 22)

هذا الروح المعزي ...

"وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ." (يو 14: 26)

هذا الروح الذي يبكتنا على خطايانا،

"وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:" (يو 16: 8)

هذا الروح المحي إلى الأبد
هذا الروح روح الله القدوس الساكن فينا،

 و كيف لم نسمع له ونطيعه ونحبه كما أحبنا أولا؟؟؟؟؟

الذي نَقشنا على كفه.........

"هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ. أَسْوَارُكِ أَمَامِي دَائِمًا." (إش 49: 16)

من قال:

( أنا معكم وإلى انقضاء الدهر)

من قال:
"«وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ." (رؤ 22: 12)

من قال:
 "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي." (رؤ 3: 20)،

ومنْ يفتح يا تُرى ؟؟؟

 منْ يفتح له ؟؟؟

منْ يفتح له .........قلبه ،
يفتح له.............. ذهنه  ،
منْ يفتح ويفهم  ما يقوله الروح القدوس .....

فهو منْ قال للص اليمين

«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»." (لو 23: 43)
 
بعد أن قال اللص اليمين معترف به ربًّ وإله .....
 
 «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ»." (لو 23: 42)

وقال اللص اليمين للص الشمال :

 "أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟
..... أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ"

ويبقى السؤال هنا للص اليمين

كيف لك معرفته وتعترف أنه بار وهو مصلوب معك مثلك تمام
نفس الوضع ونفس المكان على صليب العار يتألم البار ،

وهل بكلماته عرفته وهو يغفر حتى لصالبيه .....

فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»

أم عرفته وهو يقول:

 إلهي إلهي لماذا تركتني ؟

هل تطلب أن يذكرك في الملكوت أم في  ملكوته ........

(اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ)

أعتراف غريب في وقت أغرب ،
إنه سيد الكون وله ملكوت خاص به فيه حياة أخرى ونعيم خاص
رغم قساوة المنظر وبحر الدماء
رغم البكاء والآلام ...

رغم كل العذابات والإهانات  وهو محتمل،

فيحتمل من أجلي وأجلك و من أجل أدم وحواء وكل نسلهم
محتمل وراضي كل الرضا يدفع الثمن وحده .......

فيموت البار ليحيا فيه كل من يؤمن به ويصرخ كما صرخ اللص اليمين .....

(اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ)

فيجيب الفادي العظيم:
(اليوم تكون معي في الفردوس)
 
هذه الفردوس التي أغلقت وطرد منه أدم وحواء فيعودوا إلى مكانهم ويأكلا من شجرة الحياة،

 ويحيا الإنسان في المسيح إلي الأبد فهو خبز الحياة النازل من السماء من يأكل منه لا يموت إلي الأبد....

بل يثبت فيه إلي الأبد.

هكذا كانت حكاية أدم وحواء
وهكذا تنتهي في حضن الآب المحب للبشر بفعل المحبة ،

"الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ." (1 تي 2: 4)

كيف لي أن أعرفه ؟

تكلم يارب فإن عبدك سامع ....

لكي أعرفك ...أسمع منك...أتعرف عليك...علي شخصك ...على رأيك وفكرك وعملك. ..على تعاليمك وإرشادك لنا لكي نخلُص ...

على محبتك منذ البداية وحتى تجسدك و فدائك للبشرية

وكيف كنت تجول تصنع خيرًا ؟!

كم كانت معجزاتك وقدرتك وصولا  إلي قيامتك في اليوم الثالث لوحدك يارب ،

 ولم يقيمك أحدًا .........

وكيف صعدت للسماء لتُعد لنا مكانًا ؟

ومتى نقول لمخلصنا وعريسنا السماوي ......

"أخبرني يا من تحبه نفسي: أين ترعى؟ أين تربض عند الظهيرة؟."
 
ومتى تقول لنا يارب :
"«وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ." (رؤ 22: 12)

ومتى أسمع منك يا رب:

"هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ." (إش 1: 18)

ياربي يا منْ صعدت للسموات

لتُعد لي مكانًا.......

 أي مكان ذهبت تعده لي يارب؟

ما لم تراه عين وتسمع به أذن
 ولم يخطر على قلب بشر ...كما رآه يوحنا الحبيب ولكن لم يستطيع وصفه بالحقيقة

أي مكان هذا يستحقه خاطئ مثلي أنا..... أن لم تبررني أنت يارب ،

"فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يو 8: 36)

أى حب هذا رغم سنين البُعد والجَفاء وأنت تنتظر رجوعي كما كان ينتظر الآب رجوع ابنه الضال ،

فتقول عنى:
"لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ." (لو 15: 24)
 
أي حياة هذه أن لم تهبني أنت هذه الحياة بقبولك لي وحنان قلبك عليا ....

" إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ." (لو 15: 7)

ياااااااه يارب........

   كل هذا حب وحنان و وعطاء وإحسان ........

كيف لي أن أعرفك إن لم أقترب منك  كما قال الكتاب المقدس:

"لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،" (في 3: 10)

يارب اسمح لي من جديد أن أعود من غربتي وأعود إلي نقاوتي وأعود إليك وأعرفك وأعرف قوة محبتك .....

اسمح لي برجوع لك يارب وافتح لي .....

" ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ." (زك 1: 3)

أرجع إليك في هذه المرة بفعل روحك القدوس بداخلي فهو منْ يبكتني على كل خطية ...

أرجع إليك وكلي ندم على ما فعلته وأحزنت قلبك به،

أرجع إليك فأنا منْ زرعت الشوك في إكليلك يارب وكل يوم أزرع شوك أكثر فأكثر بسبب خطاياي الكثيرة

 وأنت يا إلهي تحول بفعل محبتك و فداك كل ذلك الشوك،

 وتضفر لي  إكليل لي مرصع بالذهب وكل المجد وتغفر لي كل خطية بمجرد ما أعترف وأرجع إليك ....

أي حب هذا يا أبي السماوي

شكراااا يارب ومهما حاولت أن أعتذر وأن أشكرك ،

لم ولن أوفيك حقك أبدااااا

لا أنا ولا كل الخليقة من بداية آدم وحواء وإلى نهاية الدهور....

فأنت بالفعل المستحق كل مجد وكرامة وعزة ومجد وسجود إلى الأبد وإلى أبد الأبدين .... أمين

سامحني يا رب ..... علمني كيف أُحبك كما احببتني يا مخلصي الصالح .....

واسمع صوتك ولا أختبئ أبداااا.....
آدم .....آدم ....أين أنت؟؟؟
حواء ....حواء ....أين أنتِ ؟؟؟

الله يبحث عنكم وبحث عن حواء وكل البشرية في صورة آدم المخلوق الأول على صورة الله خلقه وعلى صورته جاء وتجسد لإتمام الخلاص ،

والمجد لله دائمًا وإلي الأبد...آمين