كتب – روماني صبري 
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده عازمة على تحصيل حقوقها في البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود وبحر إيجه، داعيا دول في المتوسط إلى الاتزان والابتعاد عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى الزوال حسب وصفه، مبدئيا بدأت وزارة الدفاع اليونانية مناورات عسكرية مشتركة مع فرنسا وقبرص وايطاليا، جنوب جزيرة كيريت لمدة 3 أيام، بينما طالب وزير الخارجية الألماني تركيا واليونان بإصدار إشارات تهدئة وإبداء الاستعداد للحوار محذرا من الوضع انه بمثابة لعب بالنار قد تؤدي شرارة منها إلى كارثة، فإلى أين يمضي التصعيد في شرق المتوسط ؟.
 
الحرب لن تكون محدودة
ولمناقشة ذلك، قال دكتور عبد اللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد السياسي وإدارة الأزمات، اليونان رفعت مستوى جاهزية الجيش والطوارئ إلى أعلى الدرجات، وتم إبلاغ قوات الاحتياط، أيضا تم إرسال قطعات بحرية أساسية في الأسطول إلى المنطقة، وكذا إرسال قوة النخبة إلى المنطقة إلى جانب عسكرة الجزر وإيجاد خطوط دفاعية أساسية.
 
مردفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، وأكدت وزارة الدفاع اليونانية ورئاسة الوزراء إن الحرب لن تكون محدودة كما تريدها تركيا بل شاملة، وصوت البرلمان اليوناني، على مد المياه الإقليمية بمسافة 12 ميل، وهذه أيضا من القضايا التي ترفضها تركيا.
 
لافتا :" الطرفين في الحقيقة رفعا مستوى التوقعات لدى الجمهور من خلال الحملات الإعلامية، واعتبر القيادة التركية وضعت مستقبلها السياسي على تحقيق شيء مما تطرحه، وفي الوقت نفسه مساحة المفاوض اليوناني ضيقة الآن لما تطلبه تركيا، ويتعلق بالسيادة الوطنية والقومية على أراضي اليونان وعلى قراراتها  فيما يتعلق بالأقليات الموجودة على أراضيها." 
 
اردوغان على حافة الهاوية
وبدوره قال عبد المسيح الشامي، كاتب ومحلل سياسي، حتى الآن هناك جهود تبذل من قبل أكثر من دولة منها ألمانيا، واعتقد أن هذه الخلافات لم تصل إلى خواتيم نهائية حتى الآن، ويبدو أن تركيا مصرة على خياراتها فاردوغان ماضي بها إلى ابعد حدود.
 
لافتا :" دول الاتحاد الأوروبي غير اليونان يحاولون لعب دور الوسيط والتهدئة بشكل أو بآخر، ولكن كما نعرف عقلية اردوغان انه سوف يمضي بهذه الاختيارات حتى النهاية، وسياساته التقليدية على حافة الهاوية، وربما تكون المواجهة محتملة في ظل هذه الظروف الصعبة.
 
هدفه نهب النفط 
موضحا :" اردوغان لن يتخلى عن حلمه بالحصول على مصادر للنفط والطاقة وهذا الأمر بالنسبة له مشروعه الأهم في هذه المرحلة، وهو يبذل كل جهده لتحقيقه.
 
كما لفت :" الدول الأوروبية خلف الكواليس حريصة بشكل كبير جدا، على عدم دخول الأمور في مواجهة عسكرية،  ورغم ذلك اعتقد أنها في مرحلة التحضيرات لردع أي خطر من قبل تركيا، وأي تحرك جدي تجاه اليونان، حيث وفقا للقانون الأوروبي أي تعدي على دولة أوروبية هو تعدي على أوروبا ككل.
 
الجاهزية الأوروبية لردع تركيا عالية 
مردفا :" وقتها تلتزم كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، باتخاذ موقف الدفاع ومساعدة الدولة المتضررة والمعتدى عليها، كما اعتقد أن الجاهزية الأوروبية عالية جدا، وأوروبا مستعدة لأقصى الاحتمالات وأسوأها مع تركيا، كونها تدرك أن الأخيرة يمكن أن تتهور في هذه القضية، وحتى الآن الأولوية لدى أوروبا هي السعي للتهدئة وإيجاد حلول سياسية ولعب دور الوساطة."