سليمان شفيق
فرض لبنان ابتداء من  امس الجمعة حجرا صحيا شاملا لمدة سبعة عشر يوما، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا. ويزيد هذا الحجر من معاناة البيروتيين إثر الانفجار في مرفأ العاصمة، بينما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية منذ أشهر. وبالنظر إلى حجم الدمار في بيروت، والوضع الصحي في سائر لبنان، فإن البعض سيكون معفيا، من الالتزام بالحجر الصحي. كل من يعملون في رفع الأنقاض وإعادة البناء، وتوزيع الطعام على المحتاجين، سيستمرون في العمل. بالإضافة إلى الكوادر الصحية المنشغلة أصلا بمواجهة الجائحة، وبات عليها علاج الآلاف من جرحى الانفجار.

وفي المغرب :
لقى العاهل المغربي الملك محمد السادس الخميس خطابا دعا فيه المواطنين إلى التحلي "بسلوك وطني مثالي ومسؤول" بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بأكثر من ثلاث مرات. وحذر محمد السادس من "الانعكاسات القاسية" على اقتصاد البلاد في حال الاضطرار إلى فرض الحجر الصحي مجددا. ويبلغ عدد المصابين بمرض كوفيد-19 في المغرب 47 ألفا و600 شخص وعدد الوفيات 775 شخصا بحسب آخر حصيلة منشورة.

   وأوضح محمد السادس أن أعداد المصابين بالوباء وضحاياه "تضاعفت أكثر من ثلاث مرات في وقت وجيز مقارنة بفترة الحجر الصحي" الذي فرض في كافة أرجاء البلاد بين مارس ويونيو.

   وشهدت المملكة ارتفاعا في وتيرة انتشار وباء كوفيد-19 بحصيلة تفوق الألف إصابة جديدة يوميا منذ مطلع آب/أغسطس، ما أثار انتقادات لتدبير الأزمة الصحية وظروف التكفل بالمرضى والتراخي في احترام الإجراءات الوقائية.

وأشار العاهل المغربي إلى أن "نسبة كبيرة من الناس لا يحترمون التدابير الصحية الوقائية"، معتبرا ذلك "سلوكا غير وطني ولا تضامني". ودعا إلى التحلي "بسلوك وطني مثالي ومسؤول" لا يمكن بدونه الخروج من هذا الوضع.

   وإذ أعرب الملك محمد السادس عن تخوفه من الاضطرار إلى اتخاذ "قرار صعب" بالعودة لفرض حجر صحي إذا استمر ارتفاع أعداد الإصابات، حذر من أن انعكاسات ذلك "ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".

   وأشار إلى أن الدعم المالي الذي منحته السلطات لنحو 6 ملايين أسرة توقف معيلوها عن العمل خلال أشهر الحجر الصحي الثلاثة، "لا يمكن أن يدوم إلى ما لانهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل وإمكانات.

 وفي فرنسا
عاد مؤشر الإصابات الجديدة بفيروس كورونا إلى الارتفاع في فرنسا، بعد تسجيل 4771 إصابة جديدة بالمرض الخميس، بزيادة نحو ألف إصابة عن اليوم السابق. ورصدت السلطات 33 بؤرة جديدة للمرض، كما ارتفع عدد المرضى في أقسام العناية المركزة ارتفاعا طفيفا ليبلغ 380 مقارنة بـ374 الأربعاء، ولكن العدد الإجمالي للمرضى في المستشفيات قد تراجع.
.
4771 إصابة جديدة  خلال 24 ساعة بزيادة الأربعاء، وهو ارتفاع غير مسبوق منذ مايو، وفق أرقام صدرت مساء الخميس عن الوكالة الوطنية للصحة العامة.

وهذه أول مرة منذ مايو تتخطى الحصيلة اليومية عتبة أربعة آلاف إصابة جديدة، لكن عدد المرضى الذين نقلوا إلى المستشفيات تراجع إلى 149، مقابل 162 الأربعاء، وفق أرقام المديرية العامة للصحة

وفي الإجمال، سجلت 18638 إصابة في بكوفيد-19 خلال الأيام السبعة الماضية

وتواصل ارتفاع عدد الفحوص الإيجابية بشكل طفيف، بنسبة 3,3 بالمئة مقابل 3,1 بالمئة الأربعاء. ورصدت 33 بؤرة إصابة جديدة، وفق المديرية.

لكن تزايد عدد المصابين في الرعاية المركزة (380) بشكل طفيف مقارنة باليوم السابق (374)

وتوفي في فرنسا 30480 شخصا منذ بداية الوباء (أي 12 وفاة منذ الأربعاء)، بينهم 19969 في المؤسسات الصحية و10511 في دور المسنين .

وكانت أزمة فيروس كورونا الصحية العالمية قد القت  بظلالها على قطاع السياحة الفرنسي، إذ قدرت الحكومة التأثير المباشر للأزمة بما لا يقل عن 30 إلى 40 مليار يورو، مؤكدة أن جزءا من السياح الذي اعتادوا القدوم من كل حدب وصوب لزيارة فرنسا "قد اختفوا". فقد كانت تستقبل عادة فرنسا كل صيف 17 مليون سائح أجنبي فيما يسافر 9 ملايين فرنسي إلى الخارج، ولكن هذا الصيف كان استثنائيا إذ ساهم الفرنسيون في إنعاش السياحة الداخلية بتفضيلهم قضاء عطلة صيف هذا العام في بلادهم.

وكان وزير الدولة الفرنسي "لو جورنال دو ديمانش" قد صرح بأن فرنسا خسرت تتراوح بين 30 إلى 40  مليار يورو

وقال ليموين إنه "في الأوقات العادية، تدر السياحة عائدات بقيمة 180 مليار يورو، ستين مليارا منها تأتي من السياحة الدولية. التأثير المباشر للوباء يبلغ ما لا يقل عن ثلاثين إلى أربعين مليار يورو".

وأضاف "يخبرنا العديد من المشغلين أن مبيعاتهم ستنخفض بنسبة عشرين إلى 25 في المئة بحلول نهاية العام".

وقال الوزير الفرنسي إن "شهر يوليو كان مشجعا"، موضحا أنه  "يأمل في أن يكون أغسطس ممتازا". لكنه أكد أن "هذا الانتعاش هش" لأنه بمجرد ظهور بؤرة جديدة، يكون التأثير فوريا على إلغاء الإقامات والحجوز".

تري هل نراعي تلك الانذرات التي قد تصل الينا في مصر لاقدر الله.