"مناولة"د. جورج بباوى

بقلم : الأب د. أثناسيوس حنين -اليونان
"نشكرك أيها الرب الهنا ’يا من أنهضتنا من مضاجعنا ووضع فى فمنا كلام التسبيح ...أرسل الأن معونتك الى خادم لاهوتك جورج الواقف تجاه مجدك القدوس ’والمنتظر من لدنك الرحمة الغنية ’أعطه أن يعبدك كل حين بخوف ومحبة ’ مسبحا وممجدا وساجدا وشاهدا لصلاحك الذى لا يوصف ’ لأنه بك يليق كل مجد واكرام وسجود أيها الأب والابن والروح القدس ’ الان وكل اوان والى دهر الدهور أمين "(بتصرف يناسب الظرف من الأفشين الاول ’ صلاة السحر ’ كتاب خدمة الكهنة ’ اعداد الاسقف يوحنا يازجى ص 97 ). لا يملك من يتابع الأخبار التى تخص خبر تناول أو مناولة الدكتور بباوى على يد وفد رفيع المستوى من الكنيسة المصرية بالقارة الأمريكية ’وبمباركة شفاهية من قداسة البابا تأوضروس’لا يملك الا الاحساس بالرضا والتعزية .كما أن ومن يقرأ الكم الهائل من التعليقات والمداخلات والانشغالات العاطفية بصدق كثيرا والعقلانية بجفاف قليلا واللاهوتية بوثائق نادرا ’ لا يملك ’نكرر’ الا أن يبدى ’ ولأول وهلة ’ رضاه وسروره على واقعه تناول الدكتور بباوى من الاسرار الالهية التى طالما عاشها وتعمق فيها وسبر لنا غورها من المصادر فى أرقى جامعات العالم اللاهوتية وأعماقها وجال يعلم بها من الأنبا رويس الى طنطا والى أقصى الأرض .ولكن ...نقول ونكرر ... ولكن !!! ليس بالمشاعر والعواطف الأرضية وحدها تحيا الشعوب بل بكل كلمة - موقف يخرجان من بطن اللاهوت !
 
لأن المواقف تصنع الشعوب بينما العواطف المفرطة والسذاجة المتناهية والضحالة اللاهوتية والغباء السياسى ’ كل هذه لا تكتب تاريخا سوى تاريخ الدموع والندم على حوائط مبكى هذا الدهر وهى لا تمت بصلة ما بدموع التوبة التى تنشئ توبة عقلية ومواقف جديدة بلا ندامة.لهذا نكرر بأنه و مع فرحنا بهذه المبادرة ايا كانت ملابساتها ’ الا أننا لا نتفق مع من ينادون على الميديا باغلاق الملف والاكتفاء والانكفاء على فرحة ان الرجل "أتناول" وبس وخلاص على رأى فؤاد المهندس .لا لا يمكننا أن نضع عقول الناس فى كارنتينا فكرية وحجر عقلى خاصة وقد ظهر جيل فى أم الشهداء حسب تعبير جورج حبيب بباوى بدأ يختبر سقوط القشور والغشاوة من العيون على طريق دمشق وعمواس . بباوى هو صفحة من تاريخ الكنيسة المصرية ناصعة ومشرفة ’ ومرحلة وتاريخ ’ ورأئ البعض منا ’ بلا توثيق وحجج ’ أنها صفعة على جبين أم الشهداء التى أحبها جورج وكرس حياته لبعث تراثها بلغة معاصرة .للأسف هناك برج بابلى جديد يحيط بكل قضية جادة فى بلادى وكنيستها ونحن نفرح بالبرج وندور حلوه فى حفلة "زار" من النوع الراقى وفى دائرة مفرغة لا تأتى بجديد بل تجتر قديمها وتظنه جديدا أى أنها تضع رقعة جديدة على وثب عتيق بلغة الانجيل . نحن ’ بلا أدنى شك ’ نثنى على موقف الأب البطريرك بالسماح بذهاب وفد كنسى رفيع الى منزل الدكتور لمنحه الاسرار الالهية . لم تأتى المبادرة من قداسته ولكنها حينما عرضت عليه باركها ! لأنه كان يمكن أن يستقبل بباوى فى احد رحلات أمريكا ويجلس معه جلسة أبوية بعيدا عن الكاميرت والبابا راتزى الذين يطاردون الأحبار ؟!. ولكن هناك الكثير من التساؤلات تحيط بهذه المبادرة الطيبة ’ نكرر ’ والتى ومن خلال ما نقرأ لم يقم بها قداسته شخصيا ؟!.
 
وربما كانت بركة روحية للمريض ولكنها ورطة لاهوتية للكنيسة ؟! لأن المريض ليس شخصا عاديا يطلب مناولة للقاء ربه وخلصت القصة !’ جورج المريض يلتقى الرب منذ شبابه ويقرأ كتبه ويتتبع أثاره فى التاريخ ويستشرق حاضره فى هموم الناس ومخاض الفكر ’ ويستقرئ مستقبله وفوق كل ذلك هو يعلم مع نساك الكنيسة أن "من لم تناولهم الكنيسة ’ يناولهم رب الكنيسة " حسب نيقولا كابسيلاس ! أليس هذا هو العلم اللاهوتى الأكاديمى الذى يتم تدريسه اليوم فى كل جامعات العالم ماعد ا كتاتيب أم الشهدأء ؟! . مهما كانت الأراء التى تقال عن قيمة الحرمان الواقع على جورج ’ سلبا أم أيجابا ’الا أنه حرمان مجمعى ’ حتى وان أطلق البعض على المجمع "مجمع لصوص" وهذا تعبير وارد فى تاريخ المجامع (راجع مجموعة الشرع الكنسى ’ منشورات النور ’ 1985 ص 376’). واذا نادى البعض ببطلان المجمع الذى حرمه لأسباب كثيرة ’فالقانون الكنسى الذى قضى بباوى جل عمره يتعلمه ويعلمه يرى أن الأعلان عن بطلان قرار مجمع لا يتم الا بمجمع أخر يساويه فى السلطة ويمكن ’ وهذا وارد وحدث فى تاريخ المجامع كما سبق وذكرنا ’ أن يضاده فى الاتجاه وليس فى الجوهر كما نقرأ فى تاريخ الكنيسة . وهذا يعرفه أى تلميذ لاهوت يدرس تاريخ الكنيسة الجامعة. نفهم أن هناك محاولات جادة وجديدة للالتفاق على قرارات ومواقف كثيرة للبابا السابق لاسباب عديدة وكما أنه هناك محاولات لا تقل جدية لاعطائها صفة "المعصومية" العصمة الباباوية والتى لا تطبق اليوم حرفيا فى اللاهوت الكاثوليكى اذا صار الأمر اللاهوتى والانسانى ’ بعد المجمع الفاتيكانى الثانى ’ مشورة بينهم وهم علماء !وهذا الخلاف فى الرأى أمر طبيعى فى كنيسة عريقة كالكنيسة المصرية ’ مطالبة كل يوم بمواجهة مواقف جديد فى مجتمع وعالم متعولم ومتغير ومجتمع متعدد المذاهب يتمخض وتكثر اسئلته المصيرية . أضف الى ذلك كله أنه مجتمع لم يعتاد أو لم تعوده المؤسسات الدينية قاطبة على أن يأخذ مصيره بيده ’وأن لا يتركه بيد كل عمر هاوى !’ ولكن هذا كله لا يتم بالمبادرات العاطفية بل باللاهوت الساجد الفهيم والعبادة العقلية والمذاكرة ونبطل البرشام الدينى وكتابة الفتاوى اللاهوتية على المسطرة وكم القميص يوم يأتى يوم الامتحان والحساب وهو أت !
 
يأتى أتيانا ولا يتوأنى حسب رؤية النبى حبقوق !وسيصرخ المتاكسلون ان "يا جبال غطينا" ونضيف الى ذلك الوثائق الدامغة والروح النارى والمجمع المستقيم الرأى والسلوك .وفوق كل شئ أن يتحلى الاساقفة بشجاعة الرسل الذى قاوم ووبخ أحدهم وهو العظيم بولس زميله فى الخدمة الكبير بطرس "علانية" يعنى قدام الكنيسة ؟!بل وأتهمه بالنفاق "برضة علانية"لأنه كان ملوما !(غلاطية 2 :11 )’لم يكن لدى رسل وتلاميذ المسيح تلك الاسطوانة المشروخة التى تنادى بعدم نشر "غسيلنا" قدام الناس !!! الست الخايبة هى اللى تسيب غسيلها يعفن فى الطشط ! أى فى البانيو بلغة العصر !كما يخشى البعض من انقسام الكنيسة ’ الانقسام على أسس لاهوتية وتراثية متينة أفضل وأكرم من الوحدة على أساس "لاهوت المجاملات وجبر الخواطر " الواهى والشكلى . احقاقا للحق أنا لم أفهم كثيرا ملابسات قصة "تناول " بباوى ؟! أستطيع أن أوكد أنها تمت بدون معرفته وقام بها حفنة من التلاميذ والأصدقاء والمحبيين ’ مشكورين ’ حينما رأووه يشتاق للانطلاق وربما يعيش غيبوبة عن عالمنا بينما هو فى قمة اليقظة الروحية على العالم الأخر وال1ى هو ليس أخر بالنسبة لأمثاله من العلماء واللاهوتيين المتألهى العقول بل هو حاضر ومستعلن "الأن وهنا" .
 
مبادرة فردية لم يتم استشارة صاحب الشأن فيها ؟!وقد صارحنى صديق مشترك بأن جورج لم يطلب مناولة بل حلا فقط فقط !لأنه اللاهوتى الذى يعرف ما يحيط بالمناولة من شروط وأولها الشركة الكاملة مع الجماعة التى يتناول فيها , شركة الايمان الواحد الرسولى !أذن و من واقع رؤيتى لشخصية جورج وعشرتى معه وتلمذتى له وقناعاته واحترامه للقانون الكنسى وعشقه لأم الشهداء ’ لا يمكن أن يقبل جورج المناولة "الدليفرى" المتعاطفة عليه او معه ! المناولة ليست منة أو هبة بل هى شركة من أجل حياة العالم كما يقول الصديق اللاهوتى الكسندر شميمان . منة أو منحة أو هبة أو عطف بلا قرارا مجمع ومحاكمة عادلة وأعادة شركته مع الكنيسة حتى ولو على سرير المرض أو فى الهزيع الأخير ونطلب ان يعطيه الرب عمرا مديدا من أجل الكنيسة وشعبها الحائر لكى يقوم ويشرح لنا صدورنا بما تيسر له من الحقائق وهو العليم ببواطن الامور فى أم الشهداء وما خفى كان أعظم !!!.
 
لا يمكن أن يبحث استاذ اللاهوت المختبر النعمة الافخارستية عن تعزية شخصية مهما كانت قيمتها. وكما لا يقبل أن يضحى بتراث الكنيسة ويتجاهل تاريخ قضيته التى شغلت مصر والعالم والتى هى قضية لاهوتية وكنسية ومجتمعية بالدرجة الاولى ؟! لهذا قلنا انها ليست مجدر بركة روحية بل ورطة لاهوتية ؟! ولقد هرول الكثيرون من محبى السلام الشكلى منا الى التهليل برفع الحرمان ؟! يا سادة ... يا سادة المناول كانت عطفا على رجل مريض ! كما أن الحرمان ’ وكما صدر بقرار مجمعى ’ لابد وأن يرفع بقرار محمعى يعيد الامور الى صياغتها اللاهوتية - الانسانية المستقيمة أى الارثوذكسية ؟!. لا يمكن أن يتم التشهير بالرجل فى العالم كله واتهامه بالهرطقة على يد أكبر مجمع (عددا)ويرأسه أحد أكبر البطاركة فى الشرق (قداسة البابا شنودة)’ ويتم التعتيم على ذلك كله ومناولته "فى حارة" حتى ولو فى أمريكا وعلى يد أسقف !؟! هنا يمكن لمن صدق بلا فحص ويتهم جورج بالهرطقة أن ينادى بأن "مناولة جورج باطلة "وهذا يحدث فعلا .لا يصح ولا يحق لاحد مهما كان حجمه أن يأخذ قضية بباوى التى شغلت العالم ومازالت تسبب سجسا وشكوكا لجيل بأكمله من شبابا وصبايا وشيوخ الفيس بوك والذى لا يمكن لعاقل أن يتجاهلهم ’ نقول لا يصح أن يأخذ القضية ويضعها ’ كالعادة ’ تحت "مكيال" التجاهل واللامبالاة ’ بينما يجب أن توضع على "المنارة" بما لها وما عليها كما قال قداسة البابا شنودة فى قضية اوريجينوس ليراها العالم أجمع وكل من فى البيت فى موضوعية ربما تشكل الفرصة الأخيرة والنداء الأخير للكنيسة المصرية لكى تجدد مثل النسر شبابها وتصير قدوة للمصريين كلهم وللشرق كله . ان مصداقية الكنيسة المصرية على المحك واذا لم تتمكن من الاستفادة من هؤلاء اللاهوتيين المتألهى العقول فى حياتهم ’ فلتستفد منهم فى رحيلهم أوة استعدادهم للرحيل وتعيد ترتيب اوراقها بشجاعة الاباء وعلمهم ونسكهم وحب الشعب الغامر وثقة العالم واحترامه .والا سينطبق غليها المثل الشعبى الذى استسمح قائله فى تغييره ليناسب الظرف "تقتل القتيل وتجيب له المرض وبعدين تناوله استعدادا ’ وهذا أمر مشكوك فيه ’ للمشى فى جنازته !!!ومع هذا كله نحن نعتقد ومعنا الكثيرون أن البابا تأؤضروس بما له من خصال تختلف كثيرا عن سابقيه ’يريد ويملك القدرة والشعبية أن يضع الفأس على أصل شجرة الكنيسة والغصن ’ أى غصن مهما كان حجمه أو وزنه أو شعبويته أو فلوسه أو نفوذه أو حجم سيارته أو رصيده فى البنك ’أو سطحية علمه الدنيوى وضحالة لاهوته أو أو أو ’يقطع ’ نعم يقطع هذا أمر ألهى انجيلى ؟!لأن الخطر الكبير يكمن فى أنه ان لم تقم الكنيسة بهذا الدور الاصلاحى وبشكل علمى ولاهوتى وشركة ثقة وحب بين افرادها وأعضائها الحاضرين خجلا والمغيبين قسرا ’ سوف تقوم به وسائل الميديا والاعلام بشكل فضائحى وأهوج وعشوائى ومعثر وأحيانا موثق ويقوم بنشر كل الغسيل بدلا من يقوم بغسله فى دموع التوبة وارجاعة ناصع البياض زى ما كنا بنقول واحنا عيال على مسحوق أومو .وكما نرى اليوم . ربما يعوز قداسته لاهوتيين وعلماء وكهنة وشعب ساجدون معه وعلى المنافقون أن يمتنعون كما نقول فى الاعلانات المبوبة فى الصحف’شعب وعلماء واساقفة تائبون وتائبون فعلا ’بالروح والحق ؟!هذا الغياب المأساوى للفكر اللاهوتى والقرأة المعاصرة للتر اث الكنسى والتى سبق الأزهر الشريف الكنيسة الى المناداة بالتجديد الخطاب الدينى الاسلامى !!!تلك القضية التى أفنى بباوى وغيره من المهمشين أعمارهم فى قرأئتها ’ أدى الى ظهور سياسة كنسية جديدة ’ الا وهى الالتفاف على القضايا المصيرية وليس حلها .
 
على سبيل المثال ’ نسمح بتوزيع كتب ابونا متى بلا موقف مما وجه اليه من اتهامات وتشنيعات’ باطلة أم حقيقية وينقسم شعب الله ’بلا موقف قانونى مجمعى . نطلق لقب شهيد على الانبا ’ نسمح بمناولة بباوى فى مرضه بلا رد اعتبار مجمعى ولاهوتى وتصحيح للمسار !
 
هذه كله أوقع الشعب وخاصة الشباب فى سجس وحيرة ومنهم من هاجر على طريق "عمواس" تاركا الايمان والمؤسسة وكافرا بالرموز لأنهم أخذوا مسيحه ولا يقولون له أين دفنوه كما قالت مريم عشية الصليب ! الواقع اليومى وحالة التعب والضجر التى يعيشها المسيحى فى العالم والقبطى خاصة جعلته لا يخجل من طرح الاسئلة المصيرية الذكية ولا يمكن للكنيسة أذا أرادت فعلا أن تعود الى أمجاد أم الشهداء أن تعطى لهذه الأسئلة المصيرية "ودن من طين وودن عجين ".أكرر أنه أمام قداسة البابا فرصة ذهبية وتاريخية للاصلاح الشامل لاهوتيا ومجمعيا وان لم يكن الاصلاح بالاستعانة بخبرات ابناء الكنيسة فى عز صحتهم وعافيتهم الروحية واللاهوتية ’ فعلى الأقل رد اعتبارهم فى مساكنتهم فراش المرض والضعف ولسان حالهم مع سمعان الشيخ أن "أطلق عبدك بسلام يا سيد حسب قولك ". هم لا يطلبون خلاصا لأنهم "عاينوه " مع شيوخ الكنيسة ’ هم يشتاقون لرؤية خلاص الرب يحصد أبناء الكنيسة الساجدين والمشتتين على وسائل "التنافر" الاجتماعى كغنم لا راعى لها ؟!الرعاة والخدام والخادمات بالروح والحق والمتسلحين بالعلم والدرس والسهر والقرأة . أثق أن قداسة البابا قادر لأنى عاينت فيه وعايشت احد خصال الأباء الكبار وهو الحب والتواضع والتواصل فى أصعب المواقف. وسأذكر موقف شخصى وذلك حينما كلفنى سيادة المطران سيرافيم مطران بيرية باليونان حيث كنت أخدم ’بايصال رسالته الشهيرة الى قداسة البابا شخصيا. ذهبت الى الكاتدرائية بدون سابق موعد والتقيت قداسته وسط برنامجه المثقل جدا ’ وبالرغم من علمه سابقا بمحتوى الرسالة اللاهوتى القاسى لأنه قد قد تم نشرها فى اليونان على المواقع الكنسية’ الا أنه استقبلنى ببشاشة ابوية ونادانى باسمى "ابونا اثناسيوس" وطلب منى بلطافة كبيرة وأبوة نادرة أن أسلم ما معى للسكرتارية التى أكرمتنى بالشاى المصرى الصعيدى واستلمت منى الرسالة وخرجت بسلام وتعزية ليست بقليلة .
 
هكذا يكون سلوك ومواقف الأباء الكبار . فسر ’ يا سيدى ’ على بركة الله وأعد ترتيب بيت الرب وأعد الكنيسة الأم ’تلك المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل ’ تلك الكنيسة التى ينتظرها تنانين كثيرة من الداخل أكثر من الخارج حتى يبتلعوا اولادها متى ولدتهم حسب ’ يوحنا الرأئى (رؤيا 12 ).أعدها ’سيدى ’ أقول ’ من البرية والعزلة والانكماش والخوف التى هربت اليها قسرا والتى كان لها مكانا ’ لحسن الحظ ’ معدا لها من الله ’ حسب سفر الرؤيا 12’ لكى يعولها هناك وربما لن يتوفر هذا المكان ثانية ’ لأنه عليكم ’ أنتم ’ أن تصنعوا مكانا جديدا ’. أعدها ’ سيدى ’من عزلة البرية والحجر الفكرى والكارنتينا اللاهوتية التى عاشتها ’لتعول نفسها وشعبها و لتصير نور العالم وملح الأرض .لا تخشى سيدى الانقسام فالشعب الطيب الفهيم معك والاكليروس الصادق والرهبان النساك معك ’ وليس لكم ماضى مع أحد ولستم مرغمين على حمل وزر وأخطأ من سبقكم مهما كانت كراماته ؟!ولأن ’ وهذا هو الأهم لاهوتيا والصحيح تاريخيا ’ الانقسام على أسس لاهوتية وعلمية وتاريخية وأبائية ’ خير من الوحدة الشكلية والمجاملاتية والفريسية التى تنخر فى عظام الجماعة والتى ليس لها أصل وجذر الا فى نفس كل مريض .وهذا نراه فى درستنا لتاريخ الكنيسة العريق ’ أم الشهداء كما يسميها عالم اللاهوت بباوى.ولأنكم تعلمون من خبرتكم العلمية أن الدواء مر ولكنه يصير حلوا عند الشفاء .
سيدى ’
خذ سفر الاصلاح والتجديد !الصغير المفتوح من يد الملاك مع يوحنا الرائى وكله فسيجعل جوفك مرا ولكنه فى فمك وفى فم كل الكنيسة والعالم سيكون حلو كالعسل . ذلك سيعيد على أيديكم مجد الكنيسة القبطية لكى تعود ’ شامخة رافعة الرأس ’و تعلم وتتنبأ"النبوة فى الكتاب معناها التعليم اللاهوتى" أيضا على شعوب وأمم وملوك كثيرين .(رؤيا 10 :8 -11 )
الى سنين عديدة يا سيد .
Είς Πολλά Ετη Δέσποτα