بقلم - أماني موسى
من كم شهر بالضبط كان كل الشعوب في مختلف أنحاء العالم في بيوتها، القعدة والشغل وكل الحياة من البيت، إحساس بالهلع والخوف مسيطر على كافة البشر على اختلاف أجناسهم ولغاتهم، ودة بفضل الألة الإعلامية اللي نجحت في زرع شعور واحد لدى مختلف الأجناس وهو الخوف، واليوم هي نفسها الألة الإعلامية اللي قللت من خطر الفيروس وحررت الناس من الشعور بالخوف وقدرت تخليهم يخرجوا ويعيشوا بحرية بدون خوف من الفيروس وانحسرت الأخبار عنه للدرجة اللي بقى خلاص كأنه مش موجود بعد ما كان واخد مانشيتات الصحف المحلية والعالمية والمؤتمرات الرئاسية لعدد من رؤساء العالم.
 
الحقيقة أنه بنظرة متفحصة سريعة هنلاقي أن الألة الإعلامية بتنجح في تشكيل وعي الأفراد والشعوب ووجدانهم بدءًا من أبسط الأمور مرورًا بالمعتقدات السياسية انتهاءً بالآراء والتوجهات في الحياة بشكل عام.
 
فتلاقي الألة الإعلامية شكلت وجدان الناس للبحث عن الأفضل، إزاي تكون الأحسن، الأغنى، الأجمل، الأذكى، زاي تكون بالشكل الفلاني عشان دة الشكل الحلو، فبقينا نسعى أننا نكون نسخ من بعض، من المشهورين، اشتري كريم سيكو ميكو عشان تبقي بيضا وكأن السمار وحش، وللناس ذوي البشرة البيضا اشتري كريم بيكو ميكو عشان تبقى بلون برونزي مغري، للتخينة اشتري الدوا الفلاني عشان تخسي وتبقي شبه النجمة الفلانية، للرفيع اشتري الدوا الفلاني عشان تبقى كيرفي أو لو رجل يبقى عندك عضلات.. وهكذا اشتري الشامبو الفلاني عشان شعرك يبقى أطول، أنعم.. وتفضل أنت يا قلب أمك طول الوقت في حالة عدم رضا عن الشكل الخارجي ولهث لأن تتخلص من شكلك لونك حجمك لتصبح بالشكل اللي أقنعتك هذه الألة الإعلامية العالمية أنه الأفضل والأحسن.
 
على مستوى السياسة.. هذه الألة زرعت الرعب في نفوس الناس حول العالم واستخدمت ورقة داعش كأكبر تنظيم إرهابي يقطع الرؤوس ويحرق ويفجر المدن والناس، وطبعًا حققت أهدافها من ورا دة، سواء مكاسب مادية ونفط أو مكاسب معنوية وإسقاط دول بأكملها ضمن مخطط الشرق الأوسط الكبير، وهي نفس الألة اللي تجاهلت فظائع جماعةزي بوكو حرام مثلا والجماعات الإرهابية الأكثر عنفًا ودموية بأفريقيا واللي بتمارس أبشع أنواع العنف، القتل، الخطف، الحرق، بتر الأطراف، والاضطهاد الديني وحرق الكنائس للمسيحيين والمخالفين لهذه التنظيمات.
 
الخلاصة نجحت هذه الألة الإعلامية العالمية في تشكيل وجدان الشعوب تخلي شعوب تكره جيوشها اللي بتحميها وتصورهم كأنهم أعداء هذه الشعوب، قدرت تخلي كل واحد في مكانه يحب أو يكره شكل معين ويسعى أنه يكون في شكل آخر، يحب أو يكره شعب معين ويعاديه طول الوقت، يحب ويكره دين معين وأتباعه... إلخ ومؤخرًا قدرت تخلي 8 مليار بني آدم المصري، التركي، الأوروبي، الأمريكي، المسيحي، المسلم، اللا ديني، الملحد، كل الانتماءات دي قدرت تخليهم يحسوا بشعور واحد وهو "الخوف"، نجح النظام العالمي في اختبار قدرته أنه يخلي الكم مليار بني آدم حول العالم يتوحدوا في شعور معين حب، كره، خوف... وأنه يحرك أفراد الشعوب حول العالم زي الدمى تمام