ماجدة سيدهم
" أنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ و كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا."
 
* على ماأذكر كانت هناك قصة رائعة من عديد القصص اللي لها مغزي مهم وفرقت معايا منذ كنت صغيرة
 
عن شاب داوم في اعترافاته أمام الكاهن تحت أيقونة كبيرة للصلابوت عن عدم قدرته المضنية للتخلص من خطية أو عادة أو ضعف ما ظل يزعجه لسنوات ..
وفي كل مرة يجهده الأب الكاهن بأصوام وصلوات ومطانيات شاقة لوقت طويل ..ومافلحت جميعها أن يتخلص هذا الشاب من هذا الأمر المؤرق لحتى مل الكاهن وضجر منه في أخر مرة وقال له " أنا زهقت وماعدش عندي حاجة اعملها معاك وخطيتك دي عمرها ماحاتتغفر .."
بكى الشاب جدا من الصدمة وحس بالهزيمة والفشل والكسرة والخيبة والمهانة .
.
وفي الوقت اللي الكاهن بيقوم علشان يسيبه ويمشي مد يسوع ايده من على الصليب وطبطب على خده وقاله" بس أنا غفرتلك"
 
* حكاية تانية (حضرت الموقف ) ..وكنا بالهيكل وفي بداية التناول..
وفجأة دخلت ست بسيطة في غاية الانهاك والتعب وبتنهج من مشوار سفر طويل للكنيسة دي بالذات وجاية بتجري علشان تلحق القداس وتتناول ..
اتلم عليها طقم التاسونيات بتجهم ملامح الملتزمات وقالولها مستحيل تتناول لأنها ماحضرتش قراءة الانجيل وأن عليها والمرة الجاية تيجي بدري ..فضلت الست تتوسل وتبكي ..ووقفت عند أيقونه العذرا تقولها "كدا ياعدرا "
 
ولما كلمت الكاهن بهدوء لحتى يناولها حسيت أن تردده أو رفضه كان فيه مجاملة وخشية من غضب طقم الحراسة من الخادمات اللي لقيتهم واقفين بيأكدوا على الكاهن أنه ماينفعش
 
ظلت الست دي تبكي .. طبطبت عليها جدا وكل اللي قولته لها بيقيني اللي مصدقاه ومتأكدة منه وعلشان افرحها. أنها الوحيدة فينا اللي اتناولت بجد ..وقدمت قلبها ذبيحة حب لأنها الوحيدة اللي طلبت وتمنت التناول بجوع وأشواق قلب ..وإحنا بكل حماقة وجهل منعنا عنها وفضلنا الطقس عن الفهم
 
فمن أنت أيها الإنسان لتحكم على هذا أو ذاك ..وتقرر من يتناول الأسرار المقدسة ..فمابالك من يطلب بحب واحتياج وبأشواق قلب..
ويل لك أيها الشقي لحتى تمنع جسد الرب ودمه عن أي
متعطش ..أو تمنع كأس ماء عن أي سائل "إن جاع عدوك فاطعمه خبزا وإن عطش فإسقه ماء " فأنت العثرة بعينها حين مجدت الحرف فقتلك قبل أن يميت كثيرين
 
وحتى إن منعت لقساوتك ..فثق ان للرب حسابات أخرى ..وحده كلي الفهم ..وحده فاحص القلوب والكلى ..
 
لذا أسألكم حين ترددون :أين هي قلوبكم
:هي عند الرب ..
هل حقا هي عند الرب ..؟