قلم: نبيل صموئيل
نعيش في حياتنا الآن ونختبر حاله من التعصب الديني والمذهبي التي تنتشر بين البعض من أصحاب الأديان والمذاهب المختلفه،
وهي الحاله التي يعتقد فيها هؤلاء أنهم أصحاب الحقيقه المطلقه،
 
وأن أي إختلافٍ في فهم وإدراك وتفسير النصوص الدينيه عن فهمهم وادراكهم هم هو مرفوضُ تماما،
 
وعادهً ما يمارس مثل هؤلاء الرفض المطلق لأي حوارٍ أو تفاهمٍ مع الآخرين المختلفين في الفهم والادراك والتفسير،
 
بل وربما يصل الأمر لدي هؤلاء المتعصبين الي التحرك من موضوع الخلاف الي الهجوم الشخصي علي المختلفين ورفضهم كبشر رفضا قاطعا،
ثم يصل لمرحله إتهامهم بالكفر والهرطقة والي الإلحاد،
 
ويعتبر هؤلاء أنفسهم أنهم حماهً للدين والشريعه والعقيده والإيمان ومستعدون في سبيل ذلك للدفاع عما يعتقدون فيه كحقيقة مطلقه، فيصل بهم الأمر الي ممارسه العنف بأشكاله المختلفه مع المختلفين عنهم الي مراحل تبدأ من المقاطعه والي الحرمان الديني من ممارسه فرائض الدين والعقائد علي إختلافاتها بين الأديان والمذاهب، كالحرمان وغيره الي إجراءات قانونيه للعزل،
 
ووصولا الي العنف الجسدي وحتي الي القتل سواء نفسياً ومعنويا وإلي حد التصفيه الجسديه للكافر حسب معتقداتهم،
 
وكل هذه الممارسات هي نتائج للتعصب الأعمي وهي تختلف من دين لآخر ومن مذهب لآخر لكن تتفق جميعا في السبب الأصلي لهذه النتائج في أنهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الحقيقه المطلقه وفي أنهم وكلاءً لله علي الأرض.
 
وفي إطار ذلك يمكن أن نري إستمرار هذا الموقف من هؤلاء المتعصبين أصحاب الحقيقه المطلقه وحماه الدين والإيمان حتي لو كان المختلفين عنهم علي فراش المرض أو الموت،
 
فالتعصب لهذه الدرجه يُفقد الإنسان إنسانيته تماما.
 
وكأنه يُنفذ هو وفي تصوره الشخصي قضاء الله في الإنسان الذي حكم عليه هو كإنسان بالكفر والهرطقة.
 
تاملوا معي ما يحدث في عالمنا الآن القريب منا والبعيد بسبب هذا التعصب والإنغلاق من أصحاب الحقيقه المطلقه وحماه العقيده والدين الإيمان في نظر أنفسهم.
 
وكم من بشر قُتلوا وذُبحوا وعُزلوا وشُردوا وحُرموا بسبب هؤلاء اللذين يعتبرون أنفسهم وكلاءً لله علي الارض.
ومع أننا نؤمن أن الله غفور رحيم.
وأن الله محبه.
إرحموا من الأرض يرحمكم من في السماء.