Oliver كتبها
-لا يترك الرب نفسه بلا شاهد.فهو الذي في كل الأجيال مشهود له.يخاطب النفوس بأنواع و طرق متنوعة.تحدث غفوات روحية لشعب الله في أزمنة متعددة فيجد الله من له روح منتبهة و قلب ملتهب لخلاص النفوس.
 
كما كان الأنبياء في أجيالهم و المدافعين عن الإيمان وقت الهرطقات و المعلمين فى أزمنة الجهل و القديسين في أزمنة الفتور.الرب له تدابير خلاص دائمة و وسائل خلاص لا تفرغ.هكذا إستخدم الرب القديس حبيب جرجس أداة لإيقاظ كنيسة غافلة في زمن سادت فيه ظلمة التعليم و إنحراف القيادة الروحية من الرأس إلى الجسد كله.
 
-الشعور بالمسئولية الروحية عمل إلهي و من يقبل هذا التكليف يسنده روح الله القدوس.الخادم الذي يحيا شعور بولس الرسول حين قال من يضعف و أنا لا أضعف .من يعثر و أنا لا ألتهب 2كو11: 29.هكذا كانت روح حبيب جرجس فيه.لم ينتظر دعوة من الناس بل وضع نفسه بين يدي الله.و كلما رأي ثغرة بدأ بترميمها  و ما أكثر الثغرات في زمانه.ففي التعليم ثغرات و في التربية الروحية ظلمة تامة.الأسرار تاهت من كهنتها و رأس الكنيسة تغافل و نام.أما القديس الخادم فلم يتوقف ليتفرج و ينتقد بل تقدم مثل نحميا بصلاة نارية بيقين و رجاء ليصارع الجهل بيدين تمسك بيد الرب  يسوع  المسيح .يدعو للبناء مثل نحميا النبي  و لا يتفرغ للنواح على الخراب مثل سنبلط الحوروني و رفاقه .لا باللسان بل بالأفعال صاح قائلاً هلم نبني أسوار أورشليم و لا نكون بعد عاراً.نح2.
- لم تكن صدفة أن يكون القديس حبيب أول طالب في الكلية الإكليريكية منذ نشأتها عام 1893.لم تكن صدفة أن يكون موهوباً في التعليم و التأليف حتي كان له أكثر من ثلاثين كتاباً قيماً صارت مراجع علمية هامة في التعليم الكنسي.لم تكن صدفة أن الرب منحه العين الروحية ليدرك أمراض الكنيسة و بروح مسنودة بروح الله كانت أعماله و كتبه دواءاً لأمراضها.
 
- حين خلت الأفواه من الترنيمات ألف كتاب الترنيمات الروحية في الكنيسة القبطية يحوي مائة ترنيمة ليجد الشعب قوته الروحى في الإجتماعات التي كان القديس حبيب مؤسسها.و حين وجد الشعب يترك أطفاله حين يحضر الإجتماعات حتي صاروا متغربين عن معرفة الإنجيل أسس مدارس الأحد.هذه الخدمة التي صارت مدرسة الإسكندرية المصغرة و معلمة الأجيال و كنز  مستقبل الكنيسة.إن تأسيس مدارس الأحد أعظم عمل روحي منذ قرون .
 
- كتب صلوات نافعة لتنفك عقدة لسان الشعب الذي عاني من ظلمة روحية فكان كتابه روح الصلوات في العبادة و التضرعات دليلاً روحياً بناءاً.أتبعه بكتاب يناسب الصغار في صلواتهم بإسم مرشد المدارس في صلوات و حضور الكنائس .ختمه بمردات القداس ليتعلمها الأطفال فكان أول من إهتم بتربية الشمامسة الصغار.حاول القديس حبيب جرجس أن يخرج شيطان الجهل من وسط الشعب فكانت الصلاة كقول المسيح هي وسيلته الفعالة.الترانيم و الصلاة أكسب جيل القرن 19 لغة المسيح.رجل واحد إمتلأ بروح الله أيقظ جيلاً بأكمله و حمل مسئولية قرن كامل دون أن يتردد.
 
- لم تكن خدمة القديس مجرد إبتكارات روحية بل قراءة حكيمة لإحتياجات الكنيسة و يد للمعونة بغير تجريح أو إنهماك فى نقد السلبيات.
 
- كانت له موهبة تبسيط الشرح العميق فكان دسماً و كان سلساً أيضاً في كتابه الكنز الأنفس في ملخص الكتاب و التاريخ المقدس الذى قدم فيه الأسفار من التكوين و حتي سفر صموئيل في صورة قصصية تناسب الصغار كما الكبار.إن موهبة التعليم لدي القديس حبيب لم تكن للتباهي على غير العارفين بل مائدة سخية ليشارك الجميع بمعرفته الموهوبة له من الله.
 
- في عصره بدأ تسرب الفكر الغربي و طوائفه إلي مصر فكان أول من فند مغالطاته في كتابه الصخرة الأرثوذكسية محاضرات عقائدية في تفنيد التعاليم الغربية .
 
لم يكن هدفه الهجوم علي أحد لكن شعوره بمسئولية تنوير هذا الشعب جعله يفند إدعاءات الأفكار الغريبة دون أن يخسر أحداً.
 
- خفتت الأسرار الكنسية و خشي القديس من خلخلة إيمان الشعب فكتب أسرار الكنسية السبعة الذي يعد من أهم كتابات القرن التاسع عشر.كل هذا و هو مستمر في الترحال من مدينة إلي مدينة يعلم و يرتب و يدرب خداماً صاروا فيما بعد بطاركة و اساقفة و كهنة في كل القطر المصري.فالثمر علامة أكيدة على أن القديس حبيب جرجس كان غصناً ثابتاً في الكرمة و بالروح القدس أثمر و ثماره تشهد له.شهى هو الحديث عن القديسين مثل حبيب الحبيب.حتي أنه في نعيه يوم إنتقاله في 22 أغسطس 1952 قالوا عنه,رحل الرجل الذى تحمل أعباء المسئولية.نعم  كان فيه المسيح لذلك كان رجلاً قديساً إيجابي الرؤية و الروح و التصرف بعمل روح الله صانع القديسين. 
 
- أحلي خدمة أن تكون لنا غيرة مقدسة و مسئولية عن الكنيسة .لا نطلبها من غيرنا بل من أنفسنا.نقدم ذواتنا كما فعل البار حبيب جرجس.لتكن طاقاتنا لمجد الله بغير أن نستنزفها في السلبيات.