يعد المعالج بمثابة القلب النابض فى الحواسيب وأجهزة اللاب توب والهواتف الذكية، وعادة ما يقع المرء فى حيرة من أمره عند شراء جهاز جديد؛ نظرا لأنه لا يعرف المعالج المناسب لاحتياجاته، وكثيرا ما ينزعج بشدة بعد الشراء إذا لم يتمكن المعالج من تلبية متطلباته الخاصة؛ حيث لا يمكن استبدال المعالج فى أجهزة اللاب توب فى أغلب الأحيان، علاوة على أن عملية الاستبدال تكون مكلفة للغاية فى الحواسيب المكتبية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

 
وقد تمكنت الشركات العالمية من تحسين كفاءة المعالجات بدرجة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ولكن هناك اختلافات كبيرة بين الشركات المنتجة وسلاسل المعالجات المعنية. وكلما زاد عدد الأوامر، التى يمكن للمعالج القيام بها فى الثانية الواحدة، ازدادت سرعته، ومع ذلك يرتبط الأداء الفعلى للمعالج بالعديد من العوامل الأخرى مثل المعمارية المحددة وحجم البنية؛ حيث تضمن البنيات الأصغر قوة حوسبة أعلى، وكذلك عدد أنوية المعالج أو عدد وحدات الذاكرة الوسيطة أو ما يعرف باسم ذاكرة التخزين المؤقت وسعة التخزين الخاصة بها.
 
كفاءة أعلى
وأوضح كريستيان هيرش، من مجلة الحاسوب «ct» الألمانية، قائلا: "تحسن أداء المعالجات بدرجة كبيرة فى السنوات العشر الأخيرة، وتحتاج إلى نفس القدر من الطاقة الكهربائية أو حتى أقل". ولذلك فإنها أصبحت تعمل بكفاءة أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات. وعلى الرغم من زيادة سرعة الترددات بشكل طفيف، إلا أنه يمكن للمعالجات حاليا القيام بالعديد من المهام بشكل متزامن من خلال الاعتماد على الكثير من الأنوية.
 
وأضاف رومان بانسن، من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Bitkom، قائلا: "تتيح الأجيال الجديدة من المعالجات إمكانية تنفيذ الوظائف فائقة الأداء والمرتبطة بالذكاء الاصطناعى على أجهزة اللاب توب والحواسيب اللوحية".
 
ولا يمكن النظر إلى المعالجات باعتبارها مكونات معزولة، ولكن يتم حاليا تحسين التعاون المستهدف بين المعالجات والأجهزة الطرفية من خلال تقنيات الاتصال المتوائمة ووسائط التخزين والبرامج.
 
المعالجات ليست سواء
وأشار كريستيان هيرش إلى أن المعالجات ليست سواء، ولا يمكن استعمال نفس المعالج لجميع الأغراض أو فى كل الأجهزة، وأضاف الخبير الألمانى قائلا: "تم تطوير المعالجات لمختلف أغراض الاستعمال". وفى حالة المعالجات الجوالة فإن الاهتمام ينصب على استهلاك الطاقة فى المقام الأول، فلا أحد يرغب فى أن تفرغ شحنة اللاب توب بعد ساعة واحدة من العمل.
 
وتبعا لذلك فإن المعالجات الجوالة تعمل بسرعة أقل وعدد أنوية أقل فى معظم الحالات، وأضاف كريستيان هيرش قائلا: "على الرغم من أن هذه المعالجات تحمل اسما مشابها للمعالجات الخاصة بالحواسيب المكتبية، إلا أنها لا تكون بنفس السرعة". ونظرا لأن أجهزة اللاب توب الحديثة تأتى بأبعاد مدمجة وتصميم نحيف فإن البطاريات تشغل معظم المساحة الداخلية بها.

غرض الاستعمال
وعادة ما يكون غرض الاستعمال هو العامل الحاسم عند اختيار المعالج المناسب، وأوضح رومان بانسن قائلا: "تكفى المعالجات الاقتصادية والموفرة فى الطاقة الاستخدامات المكتبية". أما أغراض الترفيه والألعاب فإنها تحتاج إلى معالجات سريعة، وتحتاج الألعاب كثيفة الحوسبة إلى الموديلات الفاخرة من المعالجات، التى توفر المستويات القصوى من الأداء.
 
أضاف كريستيان هيرش قائلا: "يمكن استعمال المعالجات ثنائية النوى أو التى تحمل اسم معالجات Dual Core، للقيام بالمهام المكتبية البسيطة وتشغيل مقاطع الفيديو أو تصفح الويب، ومنها سلسلة معالجات Athlon من شركة AMD وسلسلة معالجات إنتل Celeron وPentium".
 
حواسيب الألعاب
وبالنسبة للحواسيب من فئة الكل فى واحد أو الحواسيب المخصصة للألعاب فلابد من استعمال معالجات رباعية النوى Quad Core على الأقل، وبالنسبة للمستخدمين، الذين يستشرفون المستقبل، فيمكنهم الاعتماد على معالجات سداسية النوى مثل سلسلة Ryzen 5 3600 من شركة AMD أو سلسلة معالجات إنتل Core-i9 9400F، وعادة ما يحتاج أصحاب الأعمال الاحترافية مثل تحرير الفيديو أو الجرافيك ثلاثى الأبعاد 3D أو الأفلام إلى معالجات بعدد كبير من الأنوية، ولا يوجد حد أقصى لعدد الأنوية، الذى يمكن استعماله فى الأغراض الاحترافية.
 
وأشار كريستيان هيرش إلى وجود معالجات للحواسيب المكتبية مثل Ryzen Threadripper 3990X من شركة AMD بعدد 64 نواة، ولكنها تتوفر بتكلفة باهظة.
 
وأضاف الخبير الألمانى أن أرخص موديل فى جميع سلاسل المعالجات تقريبا يوفر أفضل معادلة بين الأداء والسعر، مثل Ryzen 5 3600.