سليمان شفيق
البحرين وسلطنة عمان وقطر في الطريق للاعتراف بأسرائيل
لم يكن التطبيع واقامة علاقات بين الامارات واسرائيل امر مفاجئ، بل تقارب بدأ على حياء ثم أصبح أمرا واقعا وإن لم يكن معترفا به، فالتطورات السياسية والتوترات التي تشهدها منطقة الخليج العربي من حين لآخر وتصاعد المد الإيراني ومحاولات هيمنة طهران على دول الجوار وفرض نفسها كقوة إقليمية كبرى ربما كانت عوامل أساسية وحاسمة في مد جسور التواصل ليس بين أبوظبي وحدها وتل أبيب بل بين عواصم خليجية أخرى والدولة العبرية. وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لسلطنة عمان نهاية شهر أكتوبر عام 2018 واستقباله استقبالا رسميا من قبل السلطان الراحل قابوس بن سعيد لهي خير مثال على ذلك.

لذلك فسوف اعيد نشر تغريدة نتنياهو بعد زيارته لسلطنة عمان في اكتوبر 2018 :
(عدت يوم الجمعة من زيارة دبلوماسية تاريخية إلى سلطنة #عمان حيث التقيت الزعيم العماني السلطان #قابوس بن سعيد. إنه زعيم صاحب خبرة طويلة ومبهر جدا. هذه هي الزيارة الأولى لإسرائيل في عُمان منذ 22 عاما وهي تأتي على خلفية جهود دبلوماسية بذلتها خلال السنوات الأخيرة إزاء الدول العربية)

نعود الي دور سلطنة عمان المستمر لانهاء صفقات مهمة بين الخليج واسرائيل من جهة وبين سلطنة عمان وايران من جهة اخري ؟!!

أمس الاثنين قالت وزارة الخارجية العمانية إن وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله قد أجرى محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي، تناولت التطورات الأخيرة في المنطقة، وتأتي بالتزامن مع تطبيع الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع إسرائيل، كما تحدث بن علوي هاتفيا مع جبريل الرجوب الأمين العام للجنة المركزية في حركة فتح الفلسطينية،(لاحظ ان سلطنة عمان دعت ابو مازن الي زيارتها بعد زيارة نتنياهو في اكتوبر الماضي ) وامس تتحدث مع الرجوب .

وأضافت الوزارة في تغريدة نشرتها على تويتر، أن الوزير يوسف بن علوي قد أكد على موقف عُمان الداعم لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، والحاجة لاستئناف عملية السلام والمفاوضات والوفاء بالمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة والقدس الشرقية عاصمة لها.
( كل من اعترفوا باسرائيل من السادات وحتي محمد بن زايد اكدوا علي المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني ولكن الامر انتهي الي غير ذلك )

هذا، وكانت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أعلنت في يوليو 2019 عن إعادة إقامة "علاقات رسمية" مع سلطنة عمان
  وفي التسعينيات، افتتحت كل من إسرائيل وسلطنة عمان مكتبين تجاريين، قبل أن تقرر السلطنة إغلاقهما في العام ألفين في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ولم تخف سلطنة عمان عزمها فتح سفارة لها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي استقبله الفلسطينيون بحذر خوفا من أن يخفي اعترافا ضمنيا بالدولة العبرية.

من الامارات وسلطنة عمان الي البحرين :
من جهته، أعرب وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة عن دعمه لدور سلطنة عمان في محاولة إقرار السلام الفلسطيني الإسرائيلي، في حين قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن بلاده ترى أن عملية السلام هي مفتاح تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

أبرز محطات التقارب الإسرائيلي الإماراتي السابقة على اتفاق التطبيع:

2018

وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق أيوب كرا يشارك ويلقي كلمة في مؤتمر "المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات"، الذي أقيم تحت رعاية محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس الحكومة الإماراتية شهر أكتوبر.
رياضيون إسرائيليون يشاركون في بطولة غراند سلام للجودو التي أقيمت في أبوظبي ونظمها الاتحاد الدولي للجودو تحت علم بلادهم. ووزيرة الثقافة والسياحة الإسرائيلية ميري ريغيف ترافق منتخب بلدها إلى أبوظبي.

2019
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر خبرا في أغسطس عن إبرام دولة الإمارات صفقة ضخمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار مع إسرائيل لتزويدها بقدرات استخباراتية متقدمة، تشمل طائرتي تجسس حديثتين.

هآرتس" تكشف في أكتوبر عن عرض شركة أمنية إماراتية على ضباط سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية العمل لديها برواتب فلكية تصل إلى مليون دولار سنويا".

وزارة الخارجية الإسرائيلية تعلن في ديسمبر تلقي إسرائيل تهنئة رسمية من الإمارات بمناسبة عيد حانوكا اليهودي وتكشف عن إشعال أبناء الجالية اليهودية في إمارة دبي الشمعة الثامنة والأخيرة لهذا العيد.

وزارة الخارجية الإسرائيلية تؤكد في الشهر نفسه زيارة سرية قام بها وفد رسمي إسرائيلي برئاسة المدير العام للوزارة يوفال روتم، التقى فيها بدبي مسؤولين إماراتيين كبارا ووقع اتفاقا رسميا بشأن مشاركة إسرائيل في معرض "إكسبو 2020" الذي تستضيفه الإمارات.
2020

موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي يذكر في فبراير خبر لقاء سري بين إسرائيل والإمارات في ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت بالولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء بينهما في خطوة وصفها بأنها تمهد لتطبيع العلاقات بين البلدين. وأكد مصدر في الحكومة الإماراتية لشبكة "سي إن إن" (CNN) الإخبارية الأمريكية نبأ اللقاء دون أن يكشف فحوى الاجتماع.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعلن في فبراير/شباط أنه التقى عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في أوغندا من أجل النظر في إمكانية تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. وقال مسؤول سوداني لاحقا إن الإمارات نسقت اللقاء بين البرهان ونتانياهو.

إبراهيم عجمي المدير التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية، أحد صناديق أبوظبي للثروة السيادية، يدعو في فبراير الشركات الإسرائيلية الناشئة إلى العمل في دول الخليج.

فريق إسرائيلي يشارك في طواف دبي للدراجات الهوائية بقمصان تحمل ألوان علم الدولة العبرية ويحظى باستقبال مسؤولين إماراتيين في فبراير.
افتتاح أول مطعم إسرائيلي في يونيو بدولة الإمارات، نتيجة الطلب المتزايد على الطعام الحلال عند اليهود "كوشير". وذلك حسب تغريدة لحساب "إسرائيل بالخليج" على تويتر.

إطلاق أول حساب رسمي على تويتر للجالية اليهودية في الإمارات في مايو ويضم ما يقرب من ثلاثة آلاف يهودي من دول مختلفة يقيمون في الإمارات.

السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة ينشر مقالا في يونيون بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يصف فيه علاقات حكومة أبوظبي مع إسرائيل بالحميمة. وأشار فيه إلى أن إسرائيل والإمارات من خلال علاقاتهما العميقة والطويلة مع الولايات المتحدة بإمكانهما خلق تعاون أمني مشترك وأكثر فعالية.

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش يقول في يونيو إن دعوة إسرائيل لمعرض "إكسبو 2020" في الإمارات هو أمر طبيعي ومنطقي، وإنه لا يمكن استثناء أي دولة من المشاركة.

طائرة مساعدات إماراتية ثانية للفلسطينيين تحط في يونيو بمطار بن غوريون الإسرائيلي في رحلة مباشرة من أبوظبي إلى إسرائيل. الحكومة الفلسطينية رفضت تلك المساعدات لعدم التنسيق المسبق معها، واعتبرتها فصائل فلسطينية تطبيعا مرفوضا.

الإمارات تعلن رسميا نهاية يونيوان إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة كورونا. ووسائل إعلام إسرائيلية تكشف أن أبوظبي زودت إسرائيل بما يـقرب من 100 ألف جهاز فحص للفيروس.

وزارة الخارجية الإسرائيلية تكشف في يوليو من حسابها على موقع تويتر أن شركة إسرائيلية أرسلت أحد ابتكاراتها في مجال مكافحة فيروس كورونا إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. وشركتان إسرائيليتان توقعان اتفاقية مع عدد من الشركات الإماراتية، لتطوير حلول تكنولوجية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد.

هكذا فاعلاقات القادمة بين اسرائيل ودول الخليج بع الامارات ستكون مع سلطنة عمان والبحرين ناهينا عن قطر .

لعل السلطة الفلسطينية وحركة فتح لم يكن الامر مفاجأة لهم كما يدعوا وانهم يعرفون منذ اكتوبر 2018 ، وزيارة ابو مازن الي سلطنة عمان بعد زيارة نتنياهو ، كما تجدر الاشارة ان قائد حركة التصحيح في حركة فتح احد مستشارين الرجل القوي محمد بن زايد .