كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
يحتفل الشعب المصري يوم 15 أغسطس من كل عام، بعيد "وفاء النيل"، الذي يستمر 14 يوما، يترجم خلالهم المصريين حبهم للنهر العظيم كونه وهبهم الحياة، فالقدماء المصريون كانوا يقدمون خلال الاحتفال القرابين للمعبود حابى (رب النيل) ويرددون الأناشيد معترفين بفضله على أرض مصر وأهلها.
 
وتغفل إثيوبيا التي بنت "سد النهضة"، والتي كانت تدعى في القديم "الحبشة"، ان النيل بالنسبة للمصريين "حياة أو موت"، فبناءها السد ما هو إلا حلقة واحدة في سلسلة أحلامها لإحكام قبضتها على النيل، ومواجهة مصر إلا منذ أيام الحروب الصليبية التي بدأت بعد عهد الأيوبيين، حيث أدرك الصليبيون أن السيطرة على بيت المقدس والشرق بأكمله لن تأتى إلا من خلال ضمان ولاء إفريقيا لصالح أوروبا، وبعد فترة حكم الأيوبيين قامت في مصر دولة جديدة هي دولة المماليك الذين كونوا دولة قوية في مصر وبلاد الشام واستطاعت دحر التتار وملاحقة فلول الصليبيين لذا بحث الصليبيون عن حليف آخر، يكون مصدر إزعاج للمماليك فوجدوا في الأحباش حليفا مناسبا يحقق لهم هذه المطامع.
 
كان دعا ضابط فرنسي اسمه فليب دومزيير، للحملة الصليبية على مصر سنة 1365 في عهد حكم الملك الأشرف زين الدين شعبان، وسعى لإقناع ملك قبرص بضرورة ضرب مصر في العمق الاقتصادي بالتعاون مع ملك الحبشة في ذلك الوقت، بعدها روجوا لمشروع تحويل مجرى نهر النيل وتم الترويج لها بشكل ديني لكنها فشلت، جراء قيام الكنيسة المصرية بفضح مخطط الأحباش وحلمهم بتحويل مجرى النيل، فضرب المماليك ضربة استباقية ومنعوا الأوروبيين من الوصول إلى أعالي النيل والبحر الأحمر، فمات الحلم الإثيوبي بالسيطرة على النيل مدة تصل إلى 495 عاما، وفقا للمصري اليوم.
 
بحسب كتاب "إسرائيل في النيل"، أعلنت إثيوبيا بعدها الحرب على مصر في عهد محمد سعيد باشا، فأرسل الملك الحبشى خطاب تهديد لمصر قال له فيه :"إن النيل سيكون كافيا، لمعاقبتك، حيث إن الله قد وضع في أيدينا ينبوعه وبحيرته ونماءه، فمن ثم يمكننا استخدامه في إيذائك"، لتتدخل  الكنيسة المصرية للمرة الثانية في عهد البابا كيرلس الرابع، لتنجح في إنهاء الصراع.